حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,24 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3536

9 نيسان 2003

9 نيسان 2003

9 نيسان 2003

13-04-2019 10:23 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
سرايا - ثمة أيام في حياة أمتنا والعالم لا تنسى ، وتبقى ذكراها محزنة وسوداء، ولعل احتلال بغداد في التاسع من نيسان 2003 هو أحد هذه الأيام التي لا تزال تلقي بظلالها الكئيبة على هذا الزمن العربي الرديء..

إنّ احتلال عاصمة الرشيد، عاصمة الحضارة والفكر والثقافة والصمود، كان بمثابة استباحة للوجدان العربي وكرامة الأمة، ولعاصمة الحضارة العربية والإنسانية، بفعل الحرب العدوانية التي شنتها عصابة المحافظين الجدد المتصهينين في واشنطن، والذين اعتقدوا أنها ستكون بداية سيطرتهم على العالم، وتنفيذ مشروعهم الإمبراطوري. لقد كان يوم 9 نيسان أحلك الأيام وأكثرها حزناً وألماً، عندما اخترقت الدبابات الأمريكية قلب بغداد، لتقع تحت احتلال مغول العصر..

في 19 آذار 2003 كشفت الولايات المتحدة الأمريكية النقاب عن وجهها الحقيقي المتمثل في أبشع صورة لها عرفها التاريخ، وذلك من خلال غزو العراق، والقيام بقتل آلاف العراقيين، وتشريد الملايين منهم والقضاء على البنية التحتية، وتفكيك مؤسسات الدولة، وإشعال الفتنة الطائفية، واغتيال مئات الأساتذة والعلماء وضباط الجيش والطيارين، لتكون بداية مشروع لتفكيك كامل المنطقة واستنزافها خدمة للمشروع الصهيوني.

ولقد أثبتت الأيام والأدلة أن هذه الحرب كانت ضمن استراتيجية أمريكية وضعت قبل غزو العراق للكويت، وقد كان بروز دور العراق في المجال العربي بعد حربه مع إيران، وثقلها في الدفاع عن القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مما جعل واشنطن والغرب والكيان الصهيوني يشعرون بأنّ العراق أصبح يشكل خطراً على أمنها وأمن الكيان الصهيوني، ومن ثم يجب محاولة تدمير قوته العسكرية والاقتصادية، ونفوذه السياسي في محيطه العربي تمهيداً لاستباحة المنطقة بأكملها لفرض تسوية على الشعب الفلسطيني بشروط صهيونية أمريكية، كما يجري الآن بما بات يعرف ب "صفقة القرن".

لقد كان الكيان الصهيوني من أكثر المستفيدين من الاحتلال الأمريكي للعراق، فتلك الحرب شنت لمصلحة هذا الكيان الذي ظلّ لعقود من الزمن يملك رؤية استراتيجية واضحة المعالم حيال العراق والقوى العربية الرئيسة ودورها المحوري في الصراع العربي الصهيوني، نظراً لإمكاناتها الاقتصادية والعسكرية الكبيرة ، وهي : العراق، مصر، سوريا.

كما كان هذا الاحتلال جزءا من استراتيجية أمريكية لإعادة هيكلة الشرق الأوسط لا يزال يجري العمل على تطبيقها بعد عملية الربيع العربي المزعوم ، والذي أنتج حالة من الصراعات الداخلية والتدمير الذاتي تحت عناوين مذهبية وطائفية وعرقية، إلاّ أن المشروع الأمريكية فشل على المستوى الاستراتيجي، بفعل المقاومة العراقية أولاً، والاستنزاف المادي للقوة الأمريكية، واستغلال قوى اقليمية ودولية هذا الإخفاق الأمريكي لتعزيز نفوذها في المنطقة والعالم، في مؤشر لانتهاء الأحادية القطبية، وبداية انكفاء أمريكا والغرب، لصالح نظام دولي متعدد الأقطاب، بدأت ملامحه تتضح أكثر خاصة أنّ الصراع في سوريا/ وعليها شكّل نموذجا لحرب عالمية بين معسكرين، يبدو أن نتائجها ستكون استراتيجية لجهة مزيد من التراجع الأمريكي والغربي لحساب نظام إقليمي ودولي جديدين.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 3536
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم