حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 9686

صفقة القرن المزعومة فلم امريكي هوليودي لمحاصرة المقاومة والقضاء عليها في فلسطين ولبنان

صفقة القرن المزعومة فلم امريكي هوليودي لمحاصرة المقاومة والقضاء عليها في فلسطين ولبنان

صفقة القرن المزعومة فلم امريكي هوليودي لمحاصرة المقاومة والقضاء عليها في فلسطين ولبنان

10-04-2019 01:48 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
كان من الواضح، من سياق الحديث المستمر والتقارير الغربية التي كشفت وروجت الى ملامح ما يخطط له ” ترامب ” ، بارتباط الصفقة المزعومة "صعقة القرن " بالتوصل لتسوية نهائية للقضية الفلسطينية، باعتبارها هي – دون غيرها – “قضية القرن” – … لكن تعبير “صفقة القرن” صار هو الأداة التفسيرية لكل ما يجري في المنطقة … فمن خلال مئات المقالات والمناقشات، أصبحت “صفقة القرن” المزعومة مخططا مستمرا وشاملا، ربما منذ عقود، يقف وراء كل شيء يجري في المنطقة: مخطط الشرق الأوسط الكبير، الحروب في سوريا واليمن وليبيا، خلع الرئيس المصري المنتخب، محاولة الانقلاب في تركيا، صعود الدور الإقليمي للسعودية والإمارات، حصار قطر، تنظيم (داعش)، عمليات الجيش المصري في سيناء،… إلخ.

حاولت إدارة ” ترامب ” إقناع الاطراف العربية باستثمار مئات الملايين من الدولارات في مشاريع اقتصادية في قطاع غزة باعتبارها طائعة تلقائياً كجهاز الصراف الآلي ATM ولم يدرك واجب إشعار المتبرع بقيمته واحترامه، عندما يطلب منه المساعدة وذلك في محاولة لتهدئة الوضع الأمني هناك وتوليد زخم قبل أن يعرض البيت الأبيض خطة سلام الشرق الأوسط التي من المفترض ” على زعم ادارة ترامب ” ان تنهي الكثير من الآمال العربية حول القضية الفلسطينية…

على ما تقدم فإن القاعدة التي يمكن استنتاجها، هو أن الماضين وراء ترامب لتنفيذه هذه الصفقة أو بالأحرى وراء انتهاك كافة الأعراف وكافة القوانين الدولية، هم المرتهنة ارادتهم اما بضعف احوالهم الاقتصادية وليس لديهم قوات عسكرية وطنية تحمي بلادهم، او لأن واشنطن تدعم سلطتهم الغير شرعية والمعادية لشعوبهم…

وفي ذات السياق المتعلق بصفقة القرن المزعومة فإن آثار قضية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، تلقي بظلالها على خطة الرئيس الأمريكي ترامب للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين فيما يتعلق بصفقة القرن، وفي راينا بأن أحد أسباب التأخير في الكشف عن خطة ترامب، صعوبة الوضع السعودي الذي تأثر بانشغاله بترميم تداعيات قضية الخاشقجي ومواجهة الارتدادات السياسية الدولية الغاضبة تجاه السعودية وهو ما اضعف الدور السعودي في خلق الغلاف العربي الذي ستحتاجه والشريك الفلسطيني لتسويق وتنفيذ هذه الصفقة الهوليودية …كما أن الأطراف المعنية بها لم تكن على رضا بالأفكار المطروحة وعملت على مقاومتها مثل الأردن والمتمثل في التصريحات التي ادلى بها ملك الأردن عبد الله الثاني في اكثر من مناسبة وخاصة فيما يتعلق بالوصاية الأردنية على إدارة ملف المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس...

وبنفس السياق معارضة السلطة الفلسطينية الشديد والمتعنت حيال هذه التسوية ان وجدت اصلا، حيث ان معطيات الرفض الفلسطيني لهذه الصفقة سواء من السلطة الوطنية الفلسطينية  (في رام الله) كقوة سياسية او الاجنحة الفلسطينية المقاومة وتحديدا في قطاع غزة ، حيث ان صمود المقاومة في جبهاتها عرقل ولا يزال يعرقل اتمام الصفقة المشؤومة ، ورغم ان الكيان الصهيوني يحارب على جميع الجبهات، الا ان جبهة الداخل الفلسطيني هي الفيصل في القضية الفلسطينية وليست الفيصل في الصراع الوجودي، لأنها لو سلمت واستسلمت، فلن تستسلم المقاومة… ونعيد ونقول إن صمود السلطة الفلسطينية في رام الله واعتماد الكفاح المسلح وسيلة للتحرير هو القضاء التام على أوهام صفقة قرن ينفذها الكيان الصهيوني بشكل مسرحي لأنه لا يستطيع تنفيذها بشكل عملي بفضل صمود المقاومة وهو الامر الذي انعكس ايضا على القوة الدافعة لدى البيت الأبيض واوجد صعوبة جديدة في الاستعانة بالمملكة السعودية بهذا الخصوص وذلك على اعتبار ان السعودية تؤدي دورا مركزيا في السياقات السياسية في المنطقة…

سعت إدارة ” ترامب ” منذ اليوم الاول بعد تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة إلى طرح خطة السلام في الشرق الأوسط والتي تأجلت كثيرا، هذه الخطة "الخرافية" وبحسب ما تم تسريبه عن محتواها وهو ما يعني التبادل للمنافع، مما يستتبعه ايحاءات مشفوعة بتسريبات تتعلق بتبادل لأراضي وتعديل لخرائط الحقوق التاريخية؛ إلا أن اقتران الصفقة بـــ ” القرن” او “ العصر” في بعض الترجمات، يجزم بأن الأمر يتعلق بتغيير تاريخي كبير في مجرى الصراع وجوهره وأطرافه التي ارتبطت بالقرن أو العصر الذي نعيشه، وأن المراد هو استبداله بصراع من نوع جديد لقرن وعصر جديدين…

فاغتصاب الصهاينة للحقوق العربية والفلسطينية والذي شكل صراعا وجوديا بين الصهاينة والعرب والمسلمين والذي اتسم به القرن الماضي والذي يشكل مركزية القضية وجوهرها، يراد له بأن يستبدل في القرن الجديد بصراع عصري يكون الصهاينة وبعض العرب والمسلمين فيه طرفا واحدا في مقابل طرف اخر يتمسك بالمقاومة وبجوهر صراع العصر الذي يراد له ان يكون بائدا!... ومن هنا وقبل اي اعلان لتفاصيل الصفقة الهوليودية المزعومة، كان الهدف فيما يبدو هو محاصرة المقاومة وعزلها وتشويهها وحصارها والقضاء على بؤرها في فلسطين ولبنان، وكذلك استهداف الجيوش الوطنية واجهادها وتفتيتها، حتى تصبح الأمة فريسة هامدة يعلن على ضريحها اعلان الصفقة ويحتفل على رفاتها بالانتصار الصهيو – امريكي!

فلسطينيا … غزة تحتاج الى مطار ومياه نظيفة ومحطات تحلية مياه ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي…غزة تحتاج الى مناطق صناعية … الا انها لن ولم تقايض على شبر من اراضي فلسطين او تتصالح على دماء الشهداء والقدس لصالح" خرافة القرن " ومهما كانت القوى الدافعة او المحركة لها بالقوة العارضة او المال الابتزازي ... غزة تحتاج لعرب حقيقيين صوتهم من راسهم يا قوم!.

وختاما ... يمكن الاستنتاج في هذا الخصوص بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تواجه أزمة حقيقية حول تفصيل (Tailoring) هذه الصعقة (ان هي موجودة في الأصل) وهذا ما اجزم عليه سواء في كيفية الانتهاء من صياغة هذه الصفقة القرن وتجميع تناقضاتها بعضها ببعض، أو ما يتعلق بإخراجها إلى النور والكشف عنها للأطراف المعنية، وهو ما تكشف عنه التسريبات التي تصدر عن فريق ترامب الذي يتولى افتعال الضجيج عليها … وغير بعيد عن ذلك هو التأزيم الأمريكي والتغطية على مسرح الاحداث في دول افريقيا العربية (ليبيا ، الجزائر ، السودان) حيث ظهرت أنباء على السطح تفيد بمحاولة خليجية الضغط على جنرالات الجزائر لإعلان جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، وجعل الجماعة بين مطرقة شرق مصري، وسندان مغاربي جزائري يعد الأقوى عسكريا بين دول المغرب العربي ، إلا أن الرد الجزائري حسب ما سربه دبلوماسيون على اطلاع بالشأن الجزائري على الطلب المصري بضرورة العمل العسكري المسلح المشترك ضد ليبيا أو إعلان جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية كان متحفظا بشكل كبير، لأن جنرالات الجزائر يعلمون أن جماعة الإخوان الجزائرية ليست إرهابية، ولم تستطع الأجهزة الأمنية الجزائرية أو الجيش الجزائري إثبات تورطها في أعمال عنف، مما يجعل أي قرار جزائري بشأن شيطنة إخوان الجزائر له عقبات ليست بالهينة في بلد لم يزل يذكر جيدا العشرية السوداء من القرن المنصرم.

باحث ومخطط استراتيجي

arajoub21@yahoo.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 9686
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم