حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 9762

الوضع العربي الرسمي خرج منهكاً من قرارات الدعم الأمريكي لدولة الكيان الصهيوني

الوضع العربي الرسمي خرج منهكاً من قرارات الدعم الأمريكي لدولة الكيان الصهيوني

الوضع العربي الرسمي خرج منهكاً من قرارات الدعم الأمريكي لدولة الكيان الصهيوني

03-04-2019 10:48 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
استهل مقالي بما قاله شاعر العرب الكبير أبو الطيب المتنبي عندما قال: من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام ... على الرغم من أن التمثيل الرسمي فيها هو الأعلى من بين القمم الأخرى، إلا أن القمة العربية التي عقدت في تونس، الأحد، في ظروف بالغة الحساسية تحت مسمى "قمة العزم والتضامن"، لا تبدو في بيانها الختامي مختلفة عن دوراتها السابقة التي اقتصرت على إصدار بيان تسوده لغة الخطاب دون وضع أي آليات لتنفيذ مخرجات ما اتفق عليه المجتمعون، خاصة ما يتعلق بالأزمات والخلافات بين الدول العربية.

قمة تونس لامست التحديات وتهربت من الإجابات المنتظرة والمطلوبة، ومع أن القضية الفلسطينية حازت الاهتمام الأكبر في كلمات القادة واجتماعات الوزراء، إلا أن ما صدر عن القمة العربية في بيانها الختامي لا يرقى إلى مستوى تهديدات الكيان الصهيوني "الجدية" فيما يتعلق بحق العودة للاجئين الفلسطينيين واستمرار الاستيطان وقضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، وقضية السيادة الصهيونية بمباركة أمريكية على القدس وبعدها على مرتفعات الجولان السورية.

رفض إعلان القدس عاصمة لكيان الاحتلال، لم يرفق بآلية عربية للتعامل مع الـدول الـتي ستنقل سفاراتها إلى القدس خشية التصادم مع واشنطن صاحبة أول سفارة تنتقل إلى القــدس المحتلة، وكان كافياً ان تقـول القمة إن العـرب سيخفضون تمثيل دولـــهم إلى المستوى القنصلي للاهتمـام بشؤون تـأشيرات الـدخول ومشاكل الجاليات في كل دولة تنقل سفارتها إلى  القدس، حتى يشكل ذلك رادعاً ويصير للعـرب حساب، دون أن يكلفوا أنفسهم قطع العلاقات ووقف المتاجرة، التي ترعب العالم إن وضعت كسلاح على الطاولة، في عالم يعتمد على نفط العرب، كذلك قالت القمة إنها ترفض القرار الأميركي بالاعتراف بضم كيان الاحتلال للجولان السوري المحتل، الذي يعني عملياً نهاية العملية التفاوضية التي ترعاها واشنطن، فجاء التمسك العربي بالمبادرة العربية للسلام القائمة على مبادلة الأرض بالسلام، نشازاً لا ينسجم مع سياق الضياع الذي يصيب الأرض، ويسقط معه الحديث عن السلام بعدما تضيع الأرض ويضيع معها السلام.

وفي صلب جدول الاعمال المطروح على قمة الزعماء العرب ناقش وزراء الخارجية العرب منذ الثلاثاء، 26 مارس/آذار، نحو 20 مشروعا وملفا، منها على سبيل المثال طرح التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية والأوضاع في الدول التي تشهد صراعات مسلحة، اليمن وليبيا وسوريا وأيضا وبما يتعلق بقرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة بتاريخ 25 مارس/ آذار 2019، وعودة سوريا لمقعدها الشاغر في جامعة الدول العربية منذ عام 2011، والمفارقة الغريبة بأنه لم يدرج رسميا على جدول الأعمال رغم النقاشات التي دارت حوله وفي هذا السياق فقد تحدث مراقبون عن ضغوط أمريكية وغربية حالت دون مناقشة مسألة إعادة عضوية سوريا المعلقة في جامعة الدول العربية، وعلى نقيض ذلك تحدث مسؤولون في القمة عن أن عودة سوريا ما زال لا يحظى بالإجماع المطلوب قبل تحقيق تقدم في التسوية السياسية.

عادة ما تحال ملفات سوريا، واليمن، وليبيا، وفلسطين كملفات عاجلة تتكرر سنوياً، وسط طرح سنوي حول أهمية الحل السياسي في تلك الأزمات الأربع وهو قد راوح مكانه في قمة تونس الـ 30 العربية رغم تكرار المطالبات والمناشدات من جميع الأطراف ولكنة يبدو في الأفق الدور الأمريكي وغلبة المتحالفين معها عن المعتدلين والصامتين دوما صمت اهل القبور ... الأمة العربية تواجه استحقاقات خطيرة منها قرب صدور مشروع السلام الأمريكي والتسوية المعروفة إعلامياً بـ " صفقة القرن ". والموضوع الثاني والاسوأ القادم في ملفي فلسطين وسوريا، وهو ما بدأ وكما أسلفنا بالاعتراف الأمريكي بسيادة دولة الكيان على الجولان السوري وسابقاً القدس عاصمة لدولة الاحتلال الصهيوني..

كمتابع عربي كنت انتظر من هذه القمة تحديد المصير للنظام الإقليمي العربي ولا بد أن يكون هناك موقف عربي تجاه ما يجري وبخاصة وقف التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني الذي تتم الهرولة نحوه مؤخراً وفي ذات السياق لا بد أن تُنقل رسالة قوية للإدارة الأمريكية وبخاصة حيال قرارات تاجر العقارات ترامب والدعم الأمريكي اللامتناهي لدولة الكيان الصهيوني فيما يتعلق بقرار الاعترافات المتتالية بشأن القدس وهضبة الجولان السورية، وغير مجدٍ أن يوضع جدول أعمال لا يختلف عن مشاريع القرارات الثابتة منذ قمم قديمة سابقة.

كثير من القضايا والتحديات التي كانت تنتظر قرارات هامة من القادة العرب وبخاصة التهديدات الخارجية للأمن القومي العربي، وهي التحديات التي أشار اليها معظم القادة العرب بينما خلا البيان الختامي عن أية إشارة لاتفاق القادة على آليات عملية لمواجهة تلك التهديدات سواء ما يتعلق بمجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي تعصف بوحدته الأزمة الخليجية وتهدد بانهياره، وكذلك الصراع في اليمن والتهديدات التي تواجه مصر والسودان بما يتعلق بحقوقهما في نهر النيل، وكذلك الأزمة في ليبيا، وغيرها من القضايا والملفات التي بدت أنها أكثر تعقيدا من إمكانية مواجهتها عربيا في ظل حالة التشرذم والانقسام بين دول منظومة جامعة الدول العربية ،

اردنيا فقد وضع الملك عبد الله الثاني ملوك وقادة الدول العربية بصورة جلية للتحديات التي تشغل العالم العربي، وتتطلب الانتقال من مواجهتها كل على حدة إلى التطبيق الحقيقي لمفهوم العمل العربي المشترك من تحديد للأوليات والثوابت، تستوجب حالة من الاستنفار العربي، لتدارك حال الأمة، حيث يواجهها مصير صعب، في حال بقيت على هذا النحو من الانقسام ... وقد جدد الملك الاردني التأكيد بأن الأردن انطلاقاً من الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، مستمـر بـدوره التاريخي في حمايتها والدفاع عنها معتبرا القضية الفلسطينية بأنها ستبقى الهم الأول الذي يشغل الوجدان العربي وأن الأساس في التعاطي معها لابد أن يكون ضمن الثوابت العربية، حيث يجب أن تبقى القضية العربية المركزية والأولى، فلا أمن ولا استقرار ولا ازدهار في المنطقة دون حل عادل ودائم لها يلبي طموحات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية استنادا إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.

 وختاما وفي رأينا على ما تقدم إن الأمر في قمة تونس كان صعباً، فلم يستطيع العرب ان يعيدوا تدوير طرح ما يعرف بالمبادرة العربية للسلام التي طرحتها السعودية في قمة بيروت عام 2002، أو يهددوا بسحبها أو تجميدها وهنا أقول وللأسف الدول العربية لم يكون لديها إرادة لفعل ذلك؟ ... وعلى جانب اخر لم يكن القرار العربي في تونس قوي وملموس في ظل هذه الرؤى المختلفة إزاء الأزمات الراهنة، (هذا الارتباك) هو محاولة إرضاء النظام الدولي لأولويات محلية على حساب قضايا الأمة، إذ تشهد دول عربية كالجزائر والسودان احتجاجات، بينما تعج ليبيا واليمن وسوريا بمواجهات مسلحة، فيما هناك تصعيد صهيوني تجاه فلسطين وقطاع غزة.

باحث ومخطط استراتيجي

arajoub21@yahoo.com

www.ahmadrjoub.net


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 9762
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم