حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 14778

مولاي الملك لست وحيدا

مولاي الملك لست وحيدا

مولاي الملك لست وحيدا

01-04-2019 02:02 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
أنت حامل اللواء والشعب كله خلفك ,,أما البطانة فهي إما طابور خامس وإما طابور خانس :


ليس يخفى على أحد أن الأردن ومنذ أن إكتمل سيناريو تدمير كل مواطن الخطر على الكيان الصهيوني في المحيط العربي , أصبح هو القلعة الأخيرة والوحيدة التي تدافع عن فلسطين والقدس في مواجهة مشروع التصفية النهائية للقضية وفق المخطط الصهيوني , ولست أذيع سرا إذا ما قلت بأن أشكال وأساليب التدمير لضمان أمن إسرائيل إتخذت عدة أشكال وأوجه وذلك حسب مكمن الخطر في كل دولة ومجتمع عربي , ففي العراق تمثل في إسقاط صدام حسين وإدخاله في فوضى وتمكين كل عملاء السي آي إيه من السيطرة على ما تبقى منه , وفي سوريا تمثل في إقتناص الفرصة فيما سمي بالربيع العربي وتداعيات الثورة التونسية التي اطاحت بأسوأ الأنظمة العميلة على الإطلاق وتم العمل على إستثمار تلك اللحظة التي كان من المفترض أن تكون تاريخية لتحرر الشعوب العربية , لتكون وبالا على السوريين ودولتهم , فعملت كل أجهزة الإستخبارات الصهيونية العالمية والعربية على تمزيق الوطن السوري وإدخال النظام الحاكم في حرب لا قواعد لها إستنزفت ما هو أكثر من الدماء والأشلاء , حتى إذا ما وضعت تلك الحرب الخبيثة أوزارها وجد السوريون أنفسهم في وضع لم تصل إليه غزة رغم الحصار والدمار والحروب التي عصفت بها .
..أما بقية السيناريوهات في ليبيا وفي مصر ولبنان واليمن وكذلك إفتعال أزمة في الخليج وحصار قطر فتفاصيلها أيضا لا تخفى على أحد فقد أصبحت إنشودة إخبارية صباحية مستمرة تعزف على أنغام الصواريخ والعبوات وعلى إيقاع التفجيرات مصحوبة بسيمفونيات يغني بها كل على ليلاه في عالمنا العربي .
..فمن حروب بالمجان إلى إستنزاف وحرائق لا تنطفيء في كل بقعة عربية إلى أنفاق تحت القيم العربية والإسلامية والإنسانية يتسلل منها الأعراب في الليل والنهار يحملون كل مدد للعدو من الأموال والمؤامرات والمكائد ,ليوقعوا صكوك الغفران لمن إرتووا من الدم العربي وأتخموا من أكل اللحم والعظم العربي , وبين كل هذا وذاك يقف الشعب الأردني ودولته في أعمق حفر التاريخ وحيدا يحاول الخروج بالجهد الذاتي حيث لا حبل يلقى له أو سلم حتى لو كان مكسر الأدراج , ويا ليته يترك دون إلقاء الحجارة والأتربة عليه في محاولة ردم تلك الحفرة عليه .
.. ولأن هذا البلد (الأردن) قدر له أن يكون في رباط إلى يوم الدين مع تؤامه (فلسطين ) , ولأن هذا الشعب بطبيعته وديموغرافيته هو مكمن الخطر على العدو الغاشم , ولأنه ثقافة وفكرا ومعتقدا وتاريخا وجغرافيا كان ولا يزال يقف على أطول خط للمواجهة , كان لابد أن يكون مستهدفا على الدوام وأن يجتهد المتآمرون على الأمة وقضيتها المركزية في إبتكار كل أساليب الإخضاع والإقصاء والتهميش والتضييق بعد فشل كل وصفات تدمير المجتمعات التي نجحت مع غيره ,لكنها فشلت قبل أن تبدأ مع هذا الشعب العروبي المقاتل بطبعه والذكي بطبيعته .

..ولأن الشعوب لا تسقط ولا تباد مهما ضعفت وقلت مقدراتها ,كان لابد من إيجاد صيغة أو خطة لتحييد الشعب الأردني وإخراجه من حسابات ومعادلات التآمر على القضية , فكان أن تفتقت قريحة المخطط الإستراتيجي في تل ابيب وواشنطن -وهو بالقطع واحد - عن تنفيذ سيناريو خاص عنوانه (التجويع والتركيع ) وتفاصيله إضعاف المجتمع وتفكيك الدولة أو مؤسساتها بأيدي أبنائها من خلال إغراق الدولة في مستنقع البنك الدولي وسد كل منافذ الخروج , بتأمين أسرع طرق تفشي الفساد , ودعم كل جهة أو مجموعة أو شخص قادر على الإفساد وخلق أي ثقب في هذه السفينة , فمن المعروف أيضا والذي لم يعد سرا أيضا أن الصهيونية لا تعدم الوسيلة ولا تحتار في الشكل أو المسمى والقناع الذي تنفذ من خلاله لأي مجتمع للعبث والتحكم به .
..وبإعتقادي الشخصي أن محور الخطة الدنيئة التي بدء بتنفيذها على الساحة الأردنية منذ زمن كان ينصب على ضرب أهم مزايا هذا الوطن وهي "التماهي المطلق " بين القيادة والشعب , والتي أثبتت على مر تاريخ الدولة نجاعتها في تمكين الأردن من تجاوز كل الأزمات في المنطقة ومنذ أن زرع الكيان الصهيوني في قلبها على أرض فلسطين .
..فكان أن زرع العملاء الذين يعلمون والذين لا يعلمون وجند أصحاب الأطماع والمصالح الضيقة في كل مجال وعلى كل صعيد ليعيثوا بالوطن فسادا وإفسادا , وألبسوا جميعهم أقنعة جميلة لكنها تخفي خلفها أبشع الوجوه , ونطقوا بكل كلام يبدو كالحق لنشر الباطل , وزينوا كل طريق إلى الهاوية لجر البلاد والعباد إليها , وهم يعلمون أن فشل الخطط وإنحراف السياسات وسوء القرارات سيحسب في النهاية على القيادة وسينال من رصيدها , وسيلطخ تاريخها الناصع وسيشكل أكبر إسفين يدق بين الشعب وقيادته , ولأنهم يعلمون حق العلم أن قوة الأردن قوة لفلسطين وللفلسطينيين وأن إتحاد القيادة والشعب هو سر قوة الأردن لم يتركوا معول هدم إلا وأشهروه وأعملوه في جسد هذا الوطن , ومعول الوقيعة بين شعب وقيادته بالضرورة هو أخطر معول.

.نعم إن بعضهم يعملون وهم يعلمون , والبعض في أطماعهم يعمهون , والبعض الآخر لمجرد الخوف على أنفسهم ومكاسبهم كلما أحدثوا خطأ وكارثة بحق الوطن , خلف القيادة يختبئون .

..ومع هذا كله -ودون الشرح والتفصيل - فإن هذا الشعب يثبت مجددا أنه طيب الأعراق وتثبت قيادته أنها صاحبة شرعية دينية وتاريخية وأخلاقية , فتتجلى هذه الميزة ويظهر هذا التماهي بين القيادة الهاشمية والشعب الأردني الأصيل في أدق مرحلة من تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي , لنجد فلسطين والقدس لا ينازعهما على سلم الأولويات الوطنية الأردنية حتى رغيف الخبز وحليب الأطفال ودواء العليل في كل شعار يرفع أو وقفة أو إعتصام أو بيان يصدر من الشارع , ولم تستطع كل أعمال السحر السياسي الأسود أن تحرف بوصلة القيادة وأن تجبرها على التخلي عن الدور التاريخي تجاه القدس وفلسطين , وها هو العالم أجمع يسمع هتاف الأردنيين ويسمع تصريحات الملك الهاشمي التي تلخص حكاية هذا الوطن الصامد والصابر برغم إشتداد الريح وتعاقب العواصف .

...مولاي الملك : "ما دخل اليهود من حدودنا ,لكنهم تسربوا كالنمل من عيوبنا " ولعمري إننا معكم وبكم بلا عيوب لولا هذه البطانة التي برغم ظاهر قربها منكم إلا أنها أبعد ما يكون عمقا وفكرا وثقافة ومعتقدا وسلوكا بالنتيجة عن ما قدر للهواشم وللشعب الأردني الأبي أن يخوضاه معا من معارك الشرف والرجولة والإباء .

..عاش الأردن عزيزا كريما
عاشت فلسطين حرة أبية عربية
عاش المليك ساميا مقامه


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 14778
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم