حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 6941

عشية انعقاد القمة العربية الـ 30 . هل مبادرة السلام العربية لا زالت على قيد الحياه؟ ..

عشية انعقاد القمة العربية الـ 30 . هل مبادرة السلام العربية لا زالت على قيد الحياه؟ ..

عشية انعقاد القمة العربية الـ 30 . هل مبادرة السلام العربية  لا زالت على قيد الحياه؟ ..

30-03-2019 11:28 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أحمد عبدالباسط الرجوب
عشية انعقاد القمة العربية الـ 30 ... هل مبادرة السلام العربية  لا زالت على قيد الحياه؟... لقد وأدها " شارون " منذ ولادتها عام 2002 واصدر الحاخام الاكبر " ترامب " شهادة وفاتها ؟... 


مبادرة السلام العربية هى أول موقف عربي جماعي معلن بشأن السلام مع دولة الكيان الصهيوني ، وهذا الموقف جاء مبادرة سعودية في قمة بيروت عام 2002، حيث أطلقها ولي العهد السعودي آنذاك عبد الله بن عبد العزيز وجاءت خطوة المبادرة لانها مثلت تحولا جذريا في العالم العربي وتنطلق المبادرة من اقتناع الدول العربية بأن الحلول العسكرية للنزاع العربي الإسرائيلي لاتقود إلى السلام. ودعت قمة بيروت دولة الكيان من خلال نصوص المبادرة إلى (إعادة النظر في سياساتها، وأن تجنح للسلم، معلنة أن السلام هو خيارها الاستراتيجي أيضا). ويكون مطلوبا منها (الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة، بما في ذلك الجولان السوري، وحتى خط الرابع من يونيو 1967، ومن الأراضي التي مازالت محتلة في جنوب لبنان وكذلك التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 وقبول دولة الاحتلال قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتكون عاصمتها القدس الشرقية وفي مقابل قيام إسرائيل باتخاذ هذه الخطوات تقوم الدول العربية من جانبها بخطوات أخرى تتمثل في (اعتبار النزاع العربي الإسرائيلي منتهيا، والدخول في مفاوضات سلام بينها وبين إسرائيل مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة، وإنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار السلام الشامل)...

دولة الكيان لم تهتم بالتعامل الجدي مع المبادرة، فقد رأت أنها صدرت عن ضعف عربي شامل، اذ اتت في أعقاب احدث 11 ايلول / سبتمبر 2001 بنيويورك في الولايات المتحدة الأميركية، في وقت كانت واشنطن تتعامل مع العرب كلهم بعدائية شديدة، وسط دعوات لتغيير بعض أنظمة الحكم العربية بالقوة. وهو ما انعكس على سلوك دولة الكيان الصهيوني تجاه المبادرة العربية، فتعاملت معها (اي المبادرة) بنوع من الغموض، فلم ترفضها ولم تقبلها على مدى السنوات الماضية، كما تعاملت معها باستهانة شديدة عند الاعلان عنها فبالتزامن مع انعقاد القمة العربية في بيروت 2002 وإعلان المبادرة هاجم جيش القطعان الصهاينة بأوامر من الارهابي المقبور أرييل شارون رئيس وزراء الكيان آنذاك مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله، وحاصر الرئيس ياسر عرفات داخله، بعدما رفض السماح له بالتوجه إلى بيروت للمشاركة في القمة. كما قام أيضا بالتوغل العسكري في مدن الضفة الغربية وتدمير مؤسسات ومقار السلطة الفلسطينية، في رد حمل إهانة واضحة لمؤسسة القمة العربية ومبادرتها...

امريكيا - " وبعد 18 عاما على مبادرة السلام العربية " - فقد القى مؤخرا الحاخام ترامب سموم حقده وعنصريته المسيحية الصهيونية للتاريخ وفي نسف ما تبقى من اثار لحبر المبادرة العربية بقراراتة المشؤومة باعترافة بان القدس هى العاصمة الموحدة لدولة الكيان الصهيوني وغير بعيد عن هذه السقطة لرئيس الولايات المتحدة الامريكية باصدارة قرار بلفور الامريكي بضم هضبة الجولان السورية المحتلة الى دولة الكيان الصهيوني وهو ما يدعم ما تشبثت به دولة الاحتلال الغاصب إلى تجزئة بنود المبادرة فرفضت ماجاء فيها بشان حقوق اللاجئين الفلسطينيين، وأعلنت رفضها لعودتهم، ودعت إلى توطينهم في الدول العربية كما أعلنت رفضها اقتسام القدس ورفضت اعتبار حدود 1967 حدودا دولية دائمة، وذلك للتهرب من الانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران / يونيو 1997، بل انها طلبت تطبيعا عربيا شاملا للعلاقات كشرط سابق على الدخول في المفاوضات على أساس المبادرة...

وفي سياق ما تقدم فإننا نخلص في رأينا الى عدة مفاصل جعلت من مبادرة السلام العربية لا تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به لا بل واضحت عيبا في العمل الرسمي العربي وما يعكس ضعف مؤسسة القمم العربية والتي اصبحت مناسبات لاخذ الصور التذكارية للزعماء العرب واصدار البيانات المنسوخة والتي لا تقدم شيئا لحاضر الامة او مستقبلها ..وهنا وفي هذا السياق نسلط الضوء على عدة مفاصل اجهضت تلك المبادرة واصبحت من ارث الماضي نوجزها فيما يلي:

1.   أخضعت دولة الاحتلال (الابارتهايدي العنصري ) المبادرة للمناورات السياسية الداخلية والخارجية، فبعد اختفاء ارييل شارون من المسرح السياسي، لوحت إسرائيل بإمكانية قبولها في مرتين مختلفين فقد كانت الأولى على لسان الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في زيارة قام بها إلى مصر في يوم الخميس 23 تشرين الأول / أكتوبر 2008 ، والتقى خلالها الرئيس حسني مبارك في شرم الشيخ، حيث دعا إلى تعديل المبادرة لتقبل بها إسرائيل، لكن مصر رفضت التجاوب مع هذا الطرح، وأعلن الرئيس المصري ان المبادرة العربية غير قابلة للتفاوض. وكانت المرة الثانية عندما جدد أيهود أولمرت رئيس الحكومة المستقيل الموقف ذاته في بيان رسمي صدر عن مكتبه بعد لقاء له مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في21 كانون الثاني / يناير 2009، وأعلن استعداده للقبول بالمبادرة، وذلك ردا على تصريحات العاهل السعودي في قمة الكويت، لكنه لم يعلن أيضا اعترافا أو قبولا بها.

2.   حرصت دولة الكيان على التمسك بالخيار العسكري كإستراتيجية ثابتة، في مقابل اعلان العرب في مبادرتهم عن التمسك بالسلام كخيار استراتيجي فقد مارست دولة الكيان  هذا الخيار عدة مرات، فقامت منذ طرح المبادرة باجتياح الضفة الغربية عسكريا لإسقاط مؤسسات السلطة التي ظهرت نتيجة لاتفاق اوسلو. كما شنت حربا شاملة ضد لبنان في تموز / يوليو2006، وحربا ثانية ضد غزة في كانون الثاني /  ديسميبر 2008، وشنت عدوانا عسكريا ضد سوريا قصفت فيه منطقة دير الزور بزعم وجود مفاعل نووي فيها...

3.    التآكل في المستوى العربي الرسمي وعلى الرغم من ان المبادرة صدرت بإجماع عربي في قمة بيروت 2002، الا أن هذا الموقف لم يكن بالقوة التي تضمن للمبادرة الصمود عربيا، فسرعان ما تجاوبت كل من السلطة الفلسطينية وسوريا مع إسرائيل للدخول في مفاوضات ثنائية، بعيدا عن الالتزام بما جاء في المبادرة. ويمكن تفسير ذلك بعدة أسباب اهمها:

-  تركزت الجهود العربية على محاولة نيل القبول الإسرائيلي والأميركي لها.

- احتدام الخلافات العربية تجاه عديد من القضايا، وانقسام الدول العربية بشأنها إلى حد الدخول في صراعات وصلت إلى درجة الانخراط في حروب أهلية عربية عربية، كما حدث في لبنان وفلسطين.

-  عدم الاقتناع بقدرة المبادرة على تحقيق ما يمكن التوصل اليه بالطرق الثنائية المباشرة وغير المباشرة، فدخلت السلطة الفلسطينية في عدة جولات حول المرحلة النهائية للمفاوضات من دون تحقيق أي مكسب يذكر سواء على صعيد اللاجئين أو الانسحاب من بقية الأراضي الفلسطينية أو القدس أو فيما يتعلق بقيام الدولة، ولا تزال السلطة تصر على السير في هذا الاتجاه.

-  وفي سوريا جرت مفاوضات سرية مع إسرائيل برعاية تركية في شهر تشرين الأول / اكتوبر 2004 ، لم تعرف بها آنذاك معظم الدول العربية ، واستمرت المفاوضات عدة أشهر، ولم تتوقف إلا خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث أعلنت سوريا تعليقها من جانبها.

4.   لعبت الضغوط الأميركية التي مارستها ادارة الرئيس جورج دبليو بوش، دورا معوقا لبناء أي توافق عربي عربي، فاستراتيجية بوش حرصت على ادارة العلاقات العربية من خلال تأجيج الخلافات واحداث فوضى وتغيير النظام الحاكم في العراق عام 2003 ، كما أن انحيازها المطلق لإسرائيل شجعها (اي دولة الكيان) على الاستمرار في ممارسة الأعمال العسكرية العدوانية ضد الفلسطينيين وضد لبنان وضد سوريا.

لا أحد يعلم إلى متى ستظل المبادرة قادرة على الصمود فوق الطاولة ، وعلى الرغم من ذلك فقد كانت الآمال العربية معقودة على موقف أميركي مشكوك فيه وخاصة في ظل وجود ادارة امريكية متصهينة اكثر من الاسرائليين انفسهم وشواهد ذلك من افعال اقدم عليها الحاخام الاكبر ترامب الذي القى متفجراتة للتاريخ بما يخص القدس وهضبة الجولان السورية والقادم في لعنة القرن سيفوق كل التوقعات والتكهنات...

رسالتي للقمة العربية...

1. ان تسعى هذه القمة لخلق تضامن وتماسك عربي وان يكون هناك توجهات عربية تراكمية تعمل من اجل تحقيق الامن القومي العربي، وتفرض الراي العربي الايجابي القادر على تغيير المعادلة الدولية والتركيز على اعادة الزخم والاهتمام العربي بالقضية الفلسطينية على اعتبارها قضية العرب المركزية

2. ان تدرك بأن عنوان الامن القومي العربي والتنمية والتكامل في المنطقة يكمن في حل القضية الفلسطينية ، فانها بهذا ستوجه رسالة قوية لكل القوى الاقليمية والدولية مفادها أن" الحل في فلسطين هو العنوان اذا رغبتم في الخروج من بوتقة التطاحن والحروب والدمار ".

3. ايجاد حلول صادقة وهادفة لقضايا الامة الساخنة في سوريا وليبيا ووقف الاعمال العسكرية على اليمن واعادة هذه الدول الى الحضن العربي كواحدة من اهم التحديات والمشاكل التي تواجه الامة العربية...

4. اصدار موقف مندد ضد تاجر العقارات الرئيس ترامب، على الإساءة المتعمدة للقمة العربية والى (400) مليون عربي بقرارة المتهور بخصوص الاعتراف بـ " سيادة دولة الاحتلال " على الجولان، معتبرين أنه تعمد إهانة المؤتمرين والقادة العرب الحاضرين في تونس ومن خلال مواصلة دعمه لدولة الاحتلال الصهيوني ومساندته للانتهاكات الصهيونية اليومية ضد الشعب الفلسطيني الاعزل...

باحث ومخطط استراتيجي


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 6941
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم