حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 74605

الِمْراجَدِه الإلكترونية بدعوى حرية الرأي والتعبير

الِمْراجَدِه الإلكترونية بدعوى حرية الرأي والتعبير

الِمْراجَدِه الإلكترونية بدعوى حرية الرأي والتعبير

27-03-2019 10:06 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس عامر عليوي
كلنا يعلم أن أصل الشّر في الكون ومنذ بداية البشرية هو الحسد والغيرة، ونعلم كيف أن قابيل في لحظة تجرده من إنسانيته، تفرد بأول خطيئة إنسانية على الأرض، فقام بقتل أخيه هابيل رغم عدم اعتدائه عليه والسبب كان الطمع في الدنيا، والحسد والغيرة، وكذلك عدم القبول بما قدر الله (الرضا)، كل هذا ولد في قلب قابيل كراهية جعلته ينظر للمسألة من منظور ضيق، منظور وجودي وصراع صفري لا تحتمل نتيجته إلا أن يفنى هو أو هابيل، فقام قابيل بقتل أخيه. هذه القصة بدأت بها كمدخل للموضوع لأننا أصبحنا نعيش بمرحلة الصراع الصفري في علاقاتنا مع بعضنا البعض، صراع يسعى فيه كل طرف لإفناء الطرف الآخر والقضاء عليه تماما بشتى الوسائل والطرق.
جميعنا قدر إنسانية هابيل، وأستشعر قسوة قابيل في جريمته التي ارتكبها بحق أخيه، واعتبرنا ما فعله قابيل هو لحظة تجرد من الفطرة الإنسانية، وكلنا نتمنى أن نتحلى بخلق هابيل عليه السلام، لكن بعد النظر لواقعنا الحالي وهنا اتحدث عن نفسي، جعلني أخفض تمنياتي لما هو أبسط من ذلك، أرى أننا اصبحنا في أمس الحاجة لأن نصل لمستوى إنسانية قابيل، لأنه ندم على فعلته وحزن حزنًا شديدًا، فضم أخاه بعد أن قتله لحضنه، ودنت منهما الطيور والسباع لكي تفترس جثمان أخيه هابيل، فظل يحرس قابيل جثة أخيه بالرغم من تغير رائحتها حتى غلبته الحيل، فشعر بمرارة شديدة وعجز مرير، فأرسل له الله عز وجل الغراب الذي علمه كيف يواري سوءة أخيه. قولوا لي بالله عليكم من منّا يقف وقفة ندم مع نفسه بعد ان تسول له إيذاء غيره ويقول: "يا ويلتي"، أليست هذه إنسانية بتنا بأمس الحاجة لها؟!!!!!!!.
بالنظر الى واقعنا الذي نعيش، وكيف ننظر لبعضنا البعض، وكيف أدت حالة شلل الضمير الالكتروني في وسائل التواصل الاجتماعي الى زيادة حملات اغتيال الشخصية لتشويه سمعة العديد من الاشخاص دونما ذنب ارتكبوه، وكيف نؤجج الخلاف ليصل إلى مرحلة صفرية لا ينتج عنها إلا أن يغتال ويغتاب أحدنا الآخر، نظرة تتحول مع مرور الوقت لانتكاسة للفطرة الإنسانية، فأصبحنا نتلذذ بمصاب الآخر ونتفنن في إيقاع الأذى به، نظرة افقدتنا رشد تحقيق المقاصد الشرعية عند الاختلاف، وجعلتنا ننتقل من فضاء الخير إلى جحيم وصراع الغاب، حيث لا معنى إلا للقوة ولا انتصار إلا للبطش، ولا فن إلا فن سحق وفرم بعضنا البعض، شعارنا "الغاية تبرر الوسيلة"، مرتكزين على مشجب الفساد كمدخل لاغتيال الشخصيات، والنيل من سمعة الأفراد والمؤسسات، ومستندين الى الاقاويل والاشاعات رغبة باغتيال الشخصية وظلم الناس، الامر الذي يشعل مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء بعض الأشخاص بحيث يتم "شيطنتهم"، وفي نفس الوقت تسري الشائعات وتضخم بشكل كبير وتصبح الافتراءات حقائق، والكذب صدق، وتنقلب الأمور لتحريض وزرع الفتن وتجيش المشاعر، كثيرون هم ضحايا الضمير الالكتروني الذي ضرب وسائل التواصل الاجتماعي، وصاروا فريسة الاشاعة والاستهداف بتزييف الوقائع والمعلومات. ولنتذكر دائما بان الشائعات لن تنتهي ولن تموت ولن نعيش في عالم بلا شائعات، فالشائعات مستمرة باستمرار الصراع والمنافسة على وجه الأرض، والشائعات مستمرة طالما هناك أناس مستعدون دائماً لتصديقها، لان الشائعات أسهل الطرق وأقلها تكلفة لتحقيق الأهداف، الا أن منهج وطريقة التعامل مع الشائعة هو المحدد لنجاحها أو فشلها.
فرق كبير بين النقد، والتجريح، والديمقراطية، والإساءة، فليس من المقبول أن يصبح النقد لأي إجراء يتخذ وسيلة لنشر خطاب الكراهية وتصنيف المواطنين على أسس ضيقة، أو تصفية لحسابات شخصية، يجب التفريق بين آراء تنتقد الأداء وبين الإساءة والتجريح، فالمتتبع لوسائل التواصل الاجتماعي بمختلف مسمياتها يلاحظ الفوضى السلبية التي عمّتها وبشتى التفاعلات السلبية التي حولت "الفضاء الأزرق" الى فضاء رمادي مائل للسواد، حتى بتنا نعيش بأجواء غير طبيعية من التشكيك والقيل والقال، وكيل الاتهامات غير المستندة لحقائق، أجواء فيها الكل يشتم الكل، تشكيك بكل شيء، ونقد مستمر ومتواصل لكل شيء، ولد غضبا من كل شيء.
وقبل أن أختم أود أن أؤكد أنني بطرحي هذا لا أتمنى، ولا أطالب بأن يتم التضيق على حريات الناس، وحقهم في التعبير، والنقد ولكن بشرط أن يدلي المواطن برأيه بحرية دون الإساءة إلى الآخرين واغتيال الشخصية بإطلاق الاشاعات حولها، وتناقل الأخبار بعشوائية دون الالتفات إلى صدقها وإضرارها بالأمن المجتمعي برمّته، فالحرية شيء، واغتيال الشخصيات والنيل من كرامتهم شيء اخر. واترك لكم الإجابة على السؤال التالي:
متى ستتوقف عمليات التعدي على كرامات الناس ومحاولات اغتيال شخصياتهم، والابتعاد عن لغة الاتهام السهل والسريع، بل والرخيص أحياناً؟
#لا_للِمْراجَدِه


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 74605
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم