بقلم : رائد العدوان
كنت وعند مروري صغيراً من جانب بائع الجرائد أستغربه يصيح ، وطن للبيع ، الشعب للبيع، المستقبل للبيع ، إشتري الغد ، وعندما سألت أخبروني أن تلك هي أسماء الجرائد لا أكثر ومع ذلك بقيت مستاءاً من نداءه ليقيني أن الأوطان والشعوب وغدهم ومستقبلهم لم ولن تكن أبداً للبيع .
كبرت وذلك الطفل في صدري لم يكبر ولا زال ذلك النداء المقيت يطاردني بؤساً ووجعاً ، وما كان يواسيني هو أن ذلك البائع أُميٌ لا يجيدُ القراءة والكتابه لأنه لا يبيع الوطن والشعب والمستقبل والغد إلا جاهل لا يعي قيمتها ، سيما بأنها لا تقدر بثمن فلم أسمع يوماً بأن هناك تسعيرةٌ لشعب أو وطن أو مستقبل والغد أساساً ليس بأيدنا وكلها أشياءٌ لم نملكها لنبيعها أصلاً .
تقدم بي العمر وليته لم يتقدم لكثرة ما قابلة في حياتي أمثال ذلك البائع المقيت ، حتى وجدت أناس بالفعل يبيعون أوطانهم وشعوبهم والمستقبل والغد مقابل سعرٍ بخس ، فمنهم من يبيعه إرضاءً لغيره ، ومنهم من يبيعه إرضاءً لغروره ومنصبه ، ومنهم من باعه بدراهم مهما كثرة فهي لن تشتري شبراً من أرض ولا حفنة تراب ولا لحظة حياة بكرامه ،حينها حقدت على كل جاهلٍ وأيقنت أن الوطنيه ليست مجرد منهاج يُدرس ، والعلم ليس مجرد شهادة يعطيك اياها مبنى أصم ، فالرجولة والمروءة والوطنية صفات جينية لم يستطع العالم رغم تطوره أن يضع علاج له.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا