حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3080

معركة كسر العظم في انتخابات الجامعة الأردنية

معركة كسر العظم في انتخابات الجامعة الأردنية

معركة كسر العظم في انتخابات الجامعة الأردنية

20-12-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 

 

شهدت الجامعة الأردنية انتخابات اتحاد الطلبة على أساس القانون الجديد والذي ينص على انتخاب جميع أعضاء الاتحاد ، وهذه هي المرة الأولى التي تتم فيها الانتخابات على هذا الأساس ، بعد التعديل الذي جرى قبل ثمان سنوات وتم فيه انتخاب نصف أعضاء المجلس وتعيين النصف الأخر من قبل رئاسة الجامعة مما أدى إلى مقاطعة الاتجاه الإسلامي آنذاك للانتخابات تعبيرا عن رفضه لقانون عام 2000م ، وظهرت اتحادات منذ ذلك الوقت لا تمثل جميع فئات الطلبة الأمر الذي تسبب في انتقادات حادة لهذا القانون من قبل عدة جهات تهتم بحقوق الإنسان كالمركز الوطني وحملة ذبحتونا لقد أوفى رئيس الجامعة الدكتور خالد الكركي بوعده الذي أطلقه أمام الآلاف من الطلبة بإجراء انتخابات حرة ونزيهة تقوم على أساس قانون جديد يضمن التمثيل العادل لجميع الطلبة ، ليستحق بذلك منصب رئيس الجامعة الأكبر والاهم في الأردن بكل جدارة ، فهو معهود عنه الصدق والنزاهة والوفاء بالوعود في كل منصب سبق له أن استلمه ، ونحن هنا لسنا بصدد مدح هذا الرجل فهو غني عن التعريف والمدح وصدق فيه قول الشاعر ( سيذكرني القوم إذا جد جدهم ..... وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر ) ، وعود على بدء فان انتخابات الجامعة الأردنية هذه المرة ما هي إلا صورة مصغرة للانتخابات العامة التي تجري كل أربع سنوات مع فرق في أن الانتخابات العامة مازالت تجري تحت قانون الصوت الواحد سيء الصيت ذي المآخذ الكثيرة ، فنجد أن أطراف المعركة الانتخابية ذاتهم في كلا الانتخابات ، اتجاه إسلامي ( الإخوان المسلمين ) ، وأناس محسوبين على الحكومة أو ما اصطلح على تسميته بالاتجاه الوطني ، وطلاب يساريين ما زالوا حالمين بعودة جيفارا وماركس ، بالإضافة إلى المستقلين ، وما يميز هذه الانتخابات عن غيرها ويعطيها طبيعة التحدي هو اشتراك الاتجاه الإسلامي فيها بكل ثقله وبالتالي عودة التنافس الحقيقي بين المرشحين ، وانتهاء فترة السيطرة الحكومية على اتحاد الطلبة ، إن إلقاء القبض على بعض الأشخاص الذين حاولوا التسلل إلى الجامعة يدل على أهميتها أولا وعلى تدخل بعض الجهات الخارجية فيها في محاولة منهم لإثبات وجودهم والتعبير عن مدى شعبيتهم والتي خسروها في الانتخابات العامة الماضية ثانيا ، والنتائج التي تمخضت عن هذه الانتخابات تدل على إن عظم الإخوان المسلمين أصبح لينا سهل الكسر فبعد أن كان الإخوان يحظون بمعظم المقاعد في السابق نجدهم الآن يحصلون على ثلث هذه المقاعد وبالتالي يفقدون السيطرة على اتحاد طلبة الجامعة الأردنية لصالح الاتجاه الوطني ، لقد كان الإخوان يطالبون بتعديل قانون الانتخابات في الجامعة وقد تحققت رغبتهم وتمت الانتخابات على أساس قانون عصري ، وكانت نفس النتيجة فما هي الشماعة التي سيعلقون عليها خسارتهم هذه المرة ، المشكلة ليست في القانون أو في الجهة التي تضع القانون المشكلة تكمن في عقلية الإخوان المسلمين الرافضة لحقيقة إن شعبيتهم قد انحسرت وان ثقة الناس بهم قد اهتزت وان أداء الحكومة في كثير من الأمور فاق أدائهم ، ولن نستغرب إذا خرج علينا بعضهم يدعي بان نتائج الانتخابات قد تم التلاعب بها لصالح الاتجاه الوطني ، وكأن أبناء هذا الاتجاه أعداء للشعب يحرم انتخابهم ، والواقع عكس ذلك فأبناء هذا الاتجاه خرجوا من رحم المجتمع الأردني ، وهم حريصون على امن وخدمة هذا البلد أكثر من غيرهم ، شعارهم الأردن أولا ، لا يقدمون أي مصلحة على مصلحة الأردن ، ساروا على نهج قائدهم عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله وأدام حكمه ، لا يرفعون أي شعارات عفا عليها الزمن ، لذلك فازوا بالانتخابات لأنهم أناس واقعيين وعمليين لا منظرين ومتشدقين بانتصارات وهمية غربي النهر على إخوة الدم ، لقد آن للبعض أن يصحوا من غفلته فالمثل الشعبي يقول ضربتين على الرأس بتوجع ، فما بالك بثلاث ضربات خسارة الانتخابات البلدية والنيابية والجامعية ، انه والله لكثير ويستحق من القائمين على أمر الإخوان في الأردن أن يراجعوا حساباتهم ويطرحوا على أنفسهم الأسئلة التالية لماذا لم نعد نكسب الانتخابات ؟ لماذا نخسر دائما ؟ هل هذا هو حجمنا الحقيقي فعلا ونحن نكابر ونرفض قبول هذه الحقيقة ؟ ونحن نتمنى لطلاب الاتجاه الإسلامي الفائزين في الانتخابات أن يكونوا عونا لزملائهم في العمل الطلابي ولا يضعوا العوائق أمام نجاح هذا الاتحاد في محاولة لإفشاله وإظهاره بأنه غير قادر على قيادة الطلاب في الجامعة ، فتدخل لعبة السياسة القذرة في العملية التعليمية . أما طلاب الاتجاه الوطني فنقدم لهم التهنئة وندعوهم إلى إشراك طلبة الاتجاه الإسلامي في القيادة ، و عدم التفرد بالقرارات ، لأنهم جميعا أردنيون مهما اختلفوا في آرائهم واتجاهاتهم ، فقد علمنا القائد أن الأردن للجميع أما المحور الأخر فهو عودة الاتجاهات اليسارية إلى الساحة الطلابية بعد غياب طويل فقد فاز حوالي ثلاثة عشر طالبا محسوبا على التيار اليساري في الانتخابات ، وهذا شيء يفرح القلب فقد خرجنا من هذه الانتخابات باتحاد يمثل جميع الطلبة ، ولكن الملاحظة المهمة أن هؤلاء اليساريين قد أكلوا من حصة الاتجاه الإسلامي فعملوا على إضعافه وتقليل فرص مرشحيه في الانتخابات فاستغل الاتجاه الوطني هذه الفرصة وعزز تقدمه ، فكانت نصف الكعكة للاتجاه الوطني والنصف الأخر تشاطره الإسلاميين واليساريين . هنيئا للفائزين جميعا ونتمنى لهم العمل سويا في سبيل خدمة طلبتنا الأعزاء تحت ظل الراية الهاشمية المظفرة ياسر العجوري Fd25_25@yahoo.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 3080
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
20-12-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم