19-12-2008 04:00 PM
الصحفي العراقي البطل منتظر الزيدي الذي لم يجد وسيلة خيراً من حذائه للتعامل مع زعيم العالم بوش ايقظ الروح العربية في لحظة عز اختلسها من قلب المعاناة ، ومر على اثر بطولته طائف من الكرامة سرى في نفس كل عربي ومسلم ، وحر في هذا العالم. فمشهد الحذاء المتطاير ، وهو يحطم امبراطورية من الاكاذيب لن ينسى على مر الايام ، وقد سجل علامة فارقة ، ودخل التاريخ كلوحة من كبرياء ، وسيميز نهاية حقبة الرئيس الامريكي وكأنه وسام نهاية الخدمة ، ويطوي جدل مرحلة انتصر فيها الحذاء العراقي على الصواريخ والطائرات الامريكية ، مرحلة قاسية هزمت منابع الخير والفضيلة ، والارادة فيها الجلاد ، وصانع الموت ، والألم ، والقبور. والبطل العراقي ينتصر حتى بحذائه ، ويعيد صناعة التاريخ ، ويمده بالاحداث المثيرة ، وتتحطم اللعبة الامريكية اسيرة الاكاذيب والاضاليل في المشهد العراقي على وقع زوج من النعال ، وتصل الرسالة العراقية الى كل مكان في هذا العالم بأن كل شيء نقص في العراق سوى كرامة العراق. بهدوء يطل الوجه العراقي الجميل من قلب الكارثة ، وتمتد القامة العراقية فوق سنوات الدمار ، ويرسم العراقيون بريشة عزهم لوحة من العنفوان في قلب الامة ، فبيد كل عربي القى الصحفي منتظر الزيدي حذاءه في وجه بوش ، عوضاً عن قلمه ، وكانت الكرامة العربية حاضرة كما لم تبدلها الايام ، وهي لقطة رهيبة دخلت في الوعي العربي بلا استئذان ، واعطت المشهد الوداعي لبوش شكلاً غير مسبوق في تاريخ الاحتلالات العسكرية. ووصمت كل محتل بالعار ، فلم يكن ارقى من هذه الطريقة كي يعبر ابناء الرافدين عن شكرهم لزارع الموت في بلادهم ، وقد قتلوه معنوياً بما جرى ، واظهروه للعالم بصورة لم يبلغ بها رئيس امريكي حد الاهانة من قبل ، وقد تغالبت عليه الظروف ، والنهاية السوداء ، وهكذا يكون بوش وصل الى آخر الدرجات في سلم الحضيض ، وطوى حلمه في العراق ، ومضى تشيعه اللعنات ، وقد اعطاه العراقيون صورة نادرة سيتداولها الاعلام طويلاً ، وهو المولع بصناعة الافلام ، وتسلم الجنود الامريكيون عملياً صك هزيمتهم التي ستبلغ شغاف قلوبهم ، وانكساراً لا يضاهى فهذا التراب عربي ، وقبض الرئيس حصيلة حصاده المر على ارض الرافدين ، وقد اخرجه العراقيون من تاريخهم "بالشلاليط" ، والشتائم ، واستمطار اللعنات عليه ، وعلى آبائه ، وسجلوا هدفاً نظيفاً في المرمى الامريكي على بعد خطوات من نهاية الرئيس الذي شن الحروب ، ووجهوا اهانة بالغة له ، وسودوا صفحته السوداء ، وقدموا هدية لأمتهم في الاعياد تشفي الصدور ، وتعطي سبباً للفرح ، وما جرى سيكون محفزاً لأن لا يتم التعامل مع الظلم والاحتلال بالدموع ، وبث الشكوى ، وانما بكل ما تصل اليه الايدي ، فحتى الحذاء يقاوم في معركة التحرير. وهذا الصحفي العراقي استطاع ان يختطف النصر الامريكي المزعوم ، ويصور نتاج سنوات من العبث في العراق على شكل هباء منثور ، والتقط لحظة نادرة من الاحداث ليسجل احتجاجه بطريقة غير معتادة ، وينتقل بحركة واحدة الى موقع صاحب الفعل والتأثير ، ويحول الرئيس الامريكي الى مجرد مفعول به غارق بالاهانة ، وقد انتقص عراقي اعزل من هيبته وكرامته في ساعة احتاج فيها كي يؤكد ان مشروعه لم ينهزم في العراق ، وانه يلقى التأييد والاهتمام ، ولقد تمكن العراقيون من فضحه ، وحولوا رئيس الدولة الكبرى الى مجرد متلقي احذية يتفادها بيديه ، وبلغ الصحفي بتصرفه النادر مستوى الاحداث الكبيرة في التاريخ ، وكانت صرخاته نواة صرخة بإسم البشرية ومناداتها بالحرية في وجه كل محتل. وهكذا ربح العراقيون الجولة الاخيرة في قضيتهم ، واضافوا الى التاريخ حدثاً مهماً ستكرره الناس في الظروف المشابهة ، وصار منتظر الزيدي ملهماً ، وباعثاً على الحرية ، وهذا ما سيميز العلاقات الامريكية في المنطقة حتى جلاء الاحتلال ، ويبدد الزيف الذي حاول بوش نشره ، وقد ارتقى اليوم فوق كونه الرئيس الاشد كذباً بلا منافس ، الى الرئيس المضروب بالاحذية في مشهد تاريخي نقلته الفضائيات الى كل انحاء المعمورة ، وقد ادى الحذاء العراقي فيه مهمة كبيرة ، جاءت على مستوى الحدث ، وانحناءة الرئيس. حذاء يغطي واجهة الاحداث ، ويخلد ذكرى بوش في صورته الاخيرة ، وقد ادرك العراقيون المستوى الحقيقي لهذا المحتل فعاملوه بما يليق.
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-12-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |