حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 41547

النشامى بعد الإمارات (٢٠١٩) .. قراءات عميقة وقرارات دقيقة

النشامى بعد الإمارات (٢٠١٩) .. قراءات عميقة وقرارات دقيقة

النشامى بعد الإمارات (٢٠١٩) ..  قراءات عميقة وقرارات دقيقة

22-01-2019 08:51 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يتجاوز المنتخب الوطني لكرة القدم دور المجموعات في كأس آسيا كبطل لمجموعته، ولم يكن أكثر المتشائمين ينتظر خروجه من دور الـ ١٦ أمام فيتنام وبهذه الطريقة.

قبل البطولة سادت حالة من السوداوية لدى السواد الأعظم من الجماهير والمتابعين وكذلك الإعلاميين، لماذا؟ لأن المنتخب الوطني مر بفترات متقلبة خلال مراحله التحضيرية ولم يحقق الفوز سوى في مباراة ودية واحدة كانت أمام الهند، ولذا غاب التفاؤل وباتت صناعة الإنجاز في الإمارات ٢٠١٩ أحلاماً صعبة التحقيق لدى الغالبية.

أما أثناء البطولة، وعند بدايتها تحديداً، التي حملت انطلاق مشوار النشامى بها كذلك، تغيرت الصورة تماماً، فبدلاً من توقعات التعثر الافتتاحي، كانت مدينة العين شاهدة على حدث تاريخي عندما تغلب المنتخب الوطني على نظيره الأسترالي حامل اللقب في مباراة اعقبتها متغيرات عديدة، فالثقة بدأت بالعودة والطموحات ارتقت وبات التأهل قريباً ومتاحاً.

وبالفعل، لم يكن الفوز على أستراليا مجرد حدث عابر، إنما وثّقه النشامى بانتصار آخر على المنتخب السوري، ودون العودة إلى تفاصيله، فقد جاء معه الإعلان عن التأهل للدور الثاني كأول المنتخبات الـ ٢٤ المشاركة في النسخة الحالية.

هذا الترشح المستحق وبالريادة والذي تعزز بالتعادل مع فلسطين، أصبح حديث الشارع، ليس لأنه جديد على النشامى، بل لأنه خالف التوقعات التي مالت معظمها لاستراليا وسوريا، وبعضها وصل الأمر بها إلى استثناء المنتخب الوطني منها بشكل كامل، حتى وإن كان ذلك من أفضل الثوالث.

إذن، قدم النشامى في الدور الأول صوراً رائعة نال على أثرها عبارات الثناء والاشادة، ولكن ما الذي حصل في دور الـ ١٦ وكيف أُقصي منه على يد المنتخب الفيتنامي الذي لم يجد فرصة للتأهل سوى من خلال خيارات أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث وبأفضلية اللعب النطيف؟

ودون الغوص بالتفاصيل الفنية، فـ "أهل مكة أدرى بشعابها" وبلا نقد موجه أو انتقاص من أحد، يرى البعض أن الحظ هو من حرم المنتخب الوطني على اعتبار خروجه بركلات الترجيح، وآخرون يروا أنه لم يقدم المستوى المطلوب وهو من قاد نفسه لمأزق "الترجيح"، فيما ذهبت مجموعة لتحمل الجهاز الفني المسؤولية وعدم قدرته على قراءة المعطيات واختيار التبديلات، ومثلها اعتبرت أن الثقة المفرطة والاستهانة بالمنافس كانت السبب، بينما لم يستثن البعض الضغط الحاصل على اللاعبين وحجم الحمل الملقى على عاتقهم، وكذلك تم تحميل الإعلام نسبة من المسؤولية.

وما بين هذه الآراء أو تلك، قد يكون هناك الصواب والخطأ، وهو أمر طبيعي وصحي، لكن المحصلة لم تتغير، وغادر النشامى هذه النسخة من دورها الإقصائي الأول، مثلما كان عليه الحال في نسختي ٢٠٠٤ و٢٠١١، وستبقى المسؤولية مشتركة، وسيظل النقاش دائراً، سواء خرج بنتيجة أم لم يخرج، وبغض النظر عن المسببات، ولكن يبقى التساؤل: ماذا بعد؟

وقبل الإجابة على ذلك، بعد خروج النشامى من بطولة الصين ٢٠٠٤ وما سبق ذلك من أداء مميز ونتائج لافتة، عانى المنتخب من كبوة، فلم يتأهل لنسخة ٢٠٠٧، بينما صنع البهجة في الدوحة ٢٠١١، على عكس ما حصل في أستراليا ٢٠١٥، قبل أن يتمكن من استعادة الصورة نوعاً ما الآن في ٢٠١٩.

هذا التسلسل وما رافقه من متغيرات يدلل على أمر واضح، وهو غياب البناء على المكتسبات، والاعتماد فقط على التخطيط قصير المدى، الذي كلف المنتخب الوطني هذا التفاوت في الظهور بين النسخ الأربع السابقة، وهو ما يدفع الآن لتغيير النهج اذا ما أراد النشامى السير في خطوات ثابتة تتيح التطور وتتماشى مع الأهداف اللاحقة في الاستحقاقات القادمة.

انتهت محطة كأس آسيا ولم يتبق سوى فترة زمنية قصيرة لبدء سباق التأهل إلى مونديال ٢٠٢٢، والمطلوب من الآن وصاعداً إعداد خطة طويلة تتزامن مع استقرار فني، سواء باستمرار فيتال على رأس مهمته أو التعجيل بالتعاقد مع غيره إن تقرر عدم تجديد الثقة به، كما بات لزاماً وعلى وجه السرعة تنفيذ استراتيجية إحلال وتبديل وفق تسلسل زمني تمنع إحداث فجوة عمرية وتراعي المخططات المستقبلية التي لا بد أن ترتكز على مفهوم دمج الخبرات بالشباب تدريجياً والحفاظ على القوام العام للمنتخب وشخصيته وتكوينه.

وبالتزامن مع ذلك، لا يوجد هناك ما يمنع تقليب ملف المشاركة الحالية ومن كافة نواحيها، والإطلاع على الإيجابيات المرافقة لها، وتسليط الضوء على السلبيات الظاهرة منها، بغرض مراجعتها ولما لا محاسبة المتسبب بها.

على العموم، أصبحت نسخة الإمارات بالنسبة للمنتخب الوطني مجرد تجربة سابقة ولكن يُراد فعلاً الاستفادة منها وعدم طيها، بل مراجعة أوراقها بدقة من أصحاب الشأن والاختصاص للخروج منها بقراءات عميقة لازمة للتقييم والوصول من خلالها إلى قرارات دقيقة وصائبة تخدم التوجهات.

مشوار فيتال.. إلى أين؟

انتهى مشوار المنتخب الوطني في كأس آسيا، ولكن هل انتهى معه مشوار فيتال أم ماذا؟

هذا التساؤل بدأ يظهر على سطح الأحداث منذ الليلة قبل الماضية وعلى أعقاب خروج النشامى، ورافقه في الوقت ذاته آراء متفاوتة، ما بين مؤيدة لاستمراره ومواصلة مشروعه، وما بين مطالبة بالبحث عن أسماء أخرى لتولي هذه المهمة.

وبينما قد يكون فيتال أخطأ أمام فيتنام، وقد اعترف بذلك، رغم الوداع بسبب الترجيح، فإنه كان أصاب بالطرح التكتيكي بمواجهتي أستراليا وسوريا، وهو ما أجمع عليه كثيرون مسبقاً، ولا يمكن التغاضي عنه أو إنكاره، فالمنتخب قبل هاتين المباراتين والبطولة بشكل عام كان محاطاً بالشكوك ولم يدخل بقوة ضمن دائرة الترشيحات، لتنعكس الصورة بعدهما ويبدأ فيتال بتلقي الثناء والتقدير، وبطريقة تكاد تفوق ما تلقاه النشامى أنفسهم.

وأما بخصوص إمكانية استمراره من عدمها، فالمؤشرات الأولية تضع خيار تجديد الثقة به الأقرب، ولاعتبارات عديدة تتعلق أبرزها بالرصيد الايجابي الذي كسبه من الانتصارين وتسيد المجموعة، إضافة إلى العلاقة الوثيقة التي شيّدها مع اللاعبين وأهمية استثمارها والبناء عليها، وكذلك الأمر بالنسبة للخبرة والمعرفة التي باتت لديه بشؤون كرة القدم الأردنية واللاعب المحلي وطبيعته وتكوينه وامكاناته، وأخيراً لمواصلة تنفيذه لمشاريع مستقبلية بعيدة بعد القريبة التي انتهت، مثلما كان أشار اليه سمو الأمير علي بن الحسين، حينما نشر عبر صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة مع فيتال، ومساعده ستيفان، إضافة إلى الأمين العام للاتحاد سيزار صوبر، بعد جلسة جمعتهم في دبي وكتب سموه تعقيباً عليها، «أنه تم التخطيط للمستقبل القريب والبعيد خلال الاجتماع».


الرأي
 


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 41547

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم