حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 17815

الأحزاب السياسية .. إذ تَرُص الصفوف وتسد الفُرَج .. !!!

الأحزاب السياسية .. إذ تَرُص الصفوف وتسد الفُرَج .. !!!

 الأحزاب السياسية .. إذ تَرُص الصفوف وتسد الفُرَج  .. !!!

19-01-2019 09:46 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس عادل بصبوص
ستة وعشرون حزباً سياسياً يجتمع أمناؤها العامون وممثلوها لمناقشة المشهد السياسي الوطني وحالة الحياة الحزبية والسياسية الوطنية ويخرجون بجملة من القرارات أبرزها "الشروع الفوري والإسهام الفاعل في إنجاز قانون الإنتخاب والنظام الإنتخابي الذي يضمن ترسيخ العمل السياسي الوطني ووصول الأحزاب للبرلمان والمشاركة في الحكومات ...."، قد يكون ذلك حدثا عابرا بالنسبة للكثيرين، إلا إنه بالغ الدلالة للمهتمين والمتابعين ويعيد طرح أسئلة طالما طفت على السطح كلما أثير موضوع الإصلاح السياسي وتنشيط الحياة الحزبية وصولا إلى حكومات برلمانية منتخبة.
ما يلفت النظر في هذا الحدث عدد الاحزاب المشاركة في الإجتماع والذي برغم ضخامته لا يزيد كثيراً عن نصف الاحزاب المرخصة، فهل نحن كبلد صغير بحاجة لكل هذا العدد من الاحزاب، فالأحزاب تختلف فيما بينها حسب البرامج أو التوجهات التي تمثلها، فهذه يسارية وتلك يمينية محافظة وثالثة ليبرالية وهكذا ....فهل لدينا كأحزاب أردنية هذا العدد الكبير من البرامج والتوجهات المختلفة .... أما عن الأحزاب المشاركة في الإجتماع ... فإنني أعترف وأنا أعتبر نفسي من المتابعين للشأن العام أن كثيراً من الاحزاب لم اسمع بها من قبل !!! ، وهنا يبرز السؤال أين هي القواعد الشعبية لهذه الاحزاب ..... وحتى لو اعتبرناها أحزاب نخب .... من هي النخب والفئات التي تمثلها .... فالاحزاب السياسية كالاندية الرياضية .... لا قيمة أو أهمية لها إلا بالجماهير التي تدعمها وتساندها .... إضافة إلى أن الأحزاب هي مؤسسات ذات هياكل وأطر مختلفة .... تتجاوز المكاتب السياسية فهناك الشبيبة والتنظيمات النسوية واللجان المختلفة، والتي يفترض أن تعمل على تمثيل جماهيرها والدفاع عن مصالحهم، فكم من الاحزاب والهياكل المنبثقة عنها .... رأينا في الاحتجاجات الأخيرة التي اندلعت وما تزال على خلفية إقرار قانون ضريبة الدخل المعدل، والتي تصدرتها وقادتها في البداية النقابات المهنية ....وغابت عنها غالبية أحزابنا السياسية ...
وبالعودة إلى إجتماع الاحزاب آنف الذكر وما تمخض عنه من "قرارات" نجد أن التركيز كان على موضوع واحد فقط يتعلق "بتمكين" هذه الأحزاب من الوصول إلى البرلمان والمشاركة في الحكومات .... وذلك من خلال صياغة قانون انتخاب يضمن وصول هذه الأحزاب إلى السلطة أو المشاركة فيها على الاقل، حتى لو تطلب الأمر تخصيص "كوتا" للأحزاب كتلك المخصصة للمرأة أو الأقليات، يعني يجب أن نرغم الجمهور بالتصويت لمثل هذه الأحزاب ... لتمكينها من الوصول الى البرلمان ثم الحكم لاحقا، أي منطق هذا ....
لم يجد المجتمعون قضية أو موضوعاً مهما للنقاش غير هذا الموضوع، أما عزوف المواطنين عن الحزبية والاحزاب، وتعدد الواجهات الحزبية مع فقر وضحالة وتكرار المضمون والطروحات، فهذه قضايا هامشية لا قيمة لها، حتى موضوع دمج الأحزاب المتجانسة والمتشابهة في "الافكار والبرامج" لم يقترب منه أحد، المهم الإبقاء على هذه الكيانات التي غدت كحوانيت صغيرة تعرض البضاعة نفسها .... ولا مشترين ....
لست خبيرا في تاريخ ونشأة الحزبية في العالم، لكن ما أعرفه ويعرفه الكثيرون أن الأحزاب ليست نواد ثقافية أو فنية أو حتى علمية، هي تنظيمات جماهيرية تعبر عن هموم ومشاكل واحتياجات الفئات التي تمثلها، قد تكون ذات رسائل أو أطر فكرية أو فلسفية معينة وقد تشكل الهموم والمطالب الاجتماعية والاقتصادية العنوان الرئيسي لعملها، ولكن ذلك كله ليس عملاً أو نشاطا ترفياً، فهو نضال وتضحية ومعاناة قد تكلف المنخرط فيها الكثير بدءا من فقدان العمل والوظيفة أو السجن وربما أكثر من ذلك، والحياة الحزبية في الاردن في الخمسينات والستينات حافلة بالكثير من القصص والشواهد على ذلك ....
نشعر بالأسى ونحن نراقب عن كثب الوضع الحالي للأحزاب في بلدنا الغالي .... ونصاب بالخيبة والإحباط كلما ازداد عدد هذه الاحزاب، أما الذين يتعللون بأن الحكومات المتعاقبة لا تشجع بل تعيق نشوء حياة حزبية حقيقية، فنقول لهم متى كان العمل الحزبي الحقيقي هبة أو مكرمة من حكومة أو سلطة معينة....؟؟؟!!!



لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 17815
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم