حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 12260

المُتغيرات الاقليمية ورياح التغير ، ما هو القادم عربياً ؟؟

المُتغيرات الاقليمية ورياح التغير ، ما هو القادم عربياً ؟؟

المُتغيرات الاقليمية ورياح التغير ، ما هو القادم عربياً ؟؟

22-12-2018 10:45 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
لقد حملت المُتغيرات الاقليمية في طياتها الكثير من التحديات الجديدة ، والتي اتخذت اشكالا عدة وترتيبات اقتصادية واجتماعية وسياسية ، ذات علاقة بالطبيعة الامنية الامرالذي ادى الى تدخلات دولية نالت من منظومة الامن القومي والانساني والاجتماعي، وادت الى احداث خلل في منظومة الامن نتيجة اللجوء والنزوح وتشريد الكثير من البشر في كثير من العالم بشكل عام والعالم العربي بشكل خاص . ان ما أظهرته تجارب السنوات الماضية منذ اندلاع ثورات الربيع العربي وما تلاها من اضطرابات ونزاعات وشرذمة لبعض الدول العربية ، أن الشعوب العربية برمتها قد قامت بالتفنن في ابتزاز النُخب السياسية والانطمة الهشة الحاكمة ،وأن بعض الانظمة الحاكمة لجأت في المُقابل للرد بخلطة سياسية واقتصادية ، حيث تكونت هذه الخلطة من السعي الى امتصاص الغضب الشعبي الذي كان كما السيل حيث ارادت من ذلك ارضاء الشعوب الثائرة ، والابقاء على السياسات القديمة العجفاء التي لا تسمن ولا تُتغني من جوع .
لقد شكل استمرار هذا الوضع حالة من الاكتئاب من عدم اليقين بشأن المُستقبل وهو تيضمن الملامح الاتية : حالةعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي جراء النزاعات المُختلفة وجراء غياب العدالة الاجتماعية ، وعدم توزيع الثروات التي سببت نوعا من الصراع بين الطبقات في المُجتمع وما بين المُجتمع والافراد من جهة وبين الدولة من جهة اخرى ، وضياع فُرص حقيقية للنمو مُقابل مكاسب مؤقتة قصيرة الأجل وضعف ثقة المُجتمع الدولي بما في ذلك المؤسسات والمُنظمات الاقتصادية والمالية. وتُعتبرهذه السياسات التي تم تبنيها خصوصا في مصر وتونس والتي أدت بالاقتصاد إلى مزيد من التدهور أو إلى تعافٍ مؤقت لن يُجدي نفعا ًعلى مدى الشهور والايام الامر الذي أنتج المزيد من الإحباط الاجتماعي خصوصا بين الشباب الاقليمي الذي اصبح في حالة من الاكتئاب جراء ما يمُر به من ازمات مُتعددة تتمثل في البطالة والتهميش والتفرقة الاجتماعية والتي ادت به الى مزيد من التعقيد والبحث عن المجهول الامر الذي جعل بعضهم يتجه الى الانخراط في مجموعات وتنظيمات ارهابية ، او اتباع مناهج التطرف والسعي خلف المجهول وتعاطي المُخدرات او تهريها ،وبالرغم من ذلك لا يزال هناك نوع من الاستقطاب السياسي والاجتماعي والاقتصادي ، والمؤسسي الرئيسي في المُجتمعات العربية ، حيث كان هذا الاستقطاب قيد التحول بين قوى الاستبداد الديني ممُثلة في الاخوان المسلمين والجماعات المتطرفة السلفية من ناحية ، وبين تحالف القوى العسكرية ، ورجال الاعمال والبيروقراطية القديمة في اجهزة الدولة في الناحية المُقابلة ، ولم تستطيع القوى المدنية الديمقراطية طوال السنوات التي تلت الثورة على ان تثبت قُدرتها على الفعل السياسي ، او التحول نحو مركز الاستقطاب الحقيق لعمليات التغيير ، وهذا نابع من عدم النظر الى التاثيرات التي قدتنتج عن هذا الشد بين الجماعات المُختلفة .
لقد حصرت القوى السياسية المدنية دورها في اطار الاحتجاج السياسي ، وهو دورها الذي يطب لها وتزهو به وقد فشلت هذه القوى في ان تتمكن من التحول من الاحتجاج الى البناء السياسي الايجابي والانخراط بقوة في عمليات التغيير ، وذلك من خلال اللعب بدور القيادي في العملية السياسية ، ولا تزال الاحزاب المدنية في حالة من الشيخوخة ، وخضوعها لسطوة اصحاب المال والاعمال ، وتغلغل اجهزة الامن السياسي القديمة فيها ، والتحكم في بُنيتها القيادية ، الامر الذي يجعلها تفتقر الى المؤهلات العلمية للقيادة والمُشاركة السياسية الحقيقية في عملية التغيير والتطوير والاصلاح والسعي نحو الافضل بكفاءة في الميادين السياسية او الاقتصادية والسايسية والامنية ، الامر الذي يُشكل حالة من النفور من الحكومات والانظمة السياسية ، بالاضافة الى السعي الى المطالبة بالاصلاح الحقيقي الذي يؤمن للافراد حقوقهم التي تُعتبر حق طبيعي لهم . حيث ظل حال العملية السياسية مستمرو ظل الإستقطاب السياسي الحقيقي محصوراً بين قوة الدين وتحالف الدوله و ارتباطها برجال الاعمال من امام واجهة عسكرية أم دونها،وتعد عملية التحول السياسي نحو الديمقراطية في البلاد العربية غامضة وغير فعالة .
ومن ناحية معادلات القوة الإقليمية، فان استمرار حال الضعف يؤدي الى عدم القدرة على مواكبة التطور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في العالم العربي، و بالتالي لا تستطيع الدول العربية مُقاومة الإخطار الخارجية، سواء من داخل الإقليم أو خارجه ،وهذا ما يجعل الشعوب العربية تستمر في حراكها من اجل اعادة البوصلة الى مكانها الطبيعي حتى يكون هناك نوعاً من الحاكمية الرشيدة التي تؤمن ما يريده الشعب في ظل مُجتمع خال من اي نوع من الفساد او الظلم الاجتماعي او سرقة مُقدرات الوطن .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 12260
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم