حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 7088

الأردن المحصود البلاد والعباد في سؤدد الفؤاد !!!

الأردن المحصود البلاد والعباد في سؤدد الفؤاد !!!

الأردن المحصود البلاد والعباد في سؤدد الفؤاد !!!

15-12-2018 09:09 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. عائشة الخواجا الرازم

نحن في هذا الوطن الحقيقي المحصود الغلال والمسمى بالأردن !! وصاحب التسمية التاريخية المتعمقة بجذور الأديان السماوية، نرتبط بالملكوت والفضاء الرباني رغماً عن أنوف المشدوهين !

وللبلاد في هذا البلد الصغير الواحد معاني واسعة لا حدود لها ، فيشعر الدارس والقارئ للأردن أنه أمام قارة من الحضور الجغرافي ! ففيه الاهل الأحرار والأنصار وفيه المهاجرون وفيه الضيوف وفيه اللاجئون وفيه النازحون وفيه المنتكسون وفيه الهاربون والدخيلون ( ليس الدخلاء ، ولكن من الداخلين على الشهامة والنخوة للنجدة ) وفيه الزوار والسائحون والسياسيون والمثقفون والتجار المغروسون من غير أرضه في أرضه ، وفيه المتربصون وفيه الموالون والمعاتبون !

وفيه المغالون بالنقد والتجريح واللامبالاة بتجريح الطيبة فيه ! وفيه السحيجة بعمى وبكم وصمم وتبليط مربع !!!
وفيه المبرطعون على خيول هولاكو يمشطون المناصب والألقاب ويسارعون بهضم ما تحصده مناجلهم من أخضر الأرض ويابسها !!! وفيه ... المستيقظون لحمايته أينما حل بهم الدم المراق وارتحلوا في أرجائه دون عصاب ودون نعيب غراب !
وعلى أرضه وفيه الزارعون لخير الله في ثراه بأدب جم وصبرأيوب !
ومن غير المستغرب ان تمتد فيه خيوط الألم والأمل حتى السماء !
هو الصغير المحتضن للبكاء طويلاً والمصدق لجميل الدعاء ، وهو الكبير المحتضن للأفراح والكاظم للأتراح والمصدق لرسالة التفوق على النفس والطبيعة الصلدة !! وكأنه يهمس في أوجاعه وفي ثنايا خيوط حزام وجعه على بطنه : كبار في مآسينا، كبار في مراسينا !
وبالرغم من صحراء الأرض الجافة الواسعة المحيطة بجذور وأغصان وبذور الإنسان العربي فيه ، وبالرغم من صخرة التحجر الطبيعي في حدود الصلابة ، إلا أن الحرث في أرضه من عجائب القدر الجميل !
فلا يفتأ الفأس يغرس البحث عن ماء حتى يتفجر الماء ، ولا يفتأ المطر يسقط ولو شحيحاً حتى تتفتق الأرض عن خضارها وزرعها المفاجئ ! ولا يكاد الناظر يبحث عن مشهد الجنة في الأردن تحت أنقاض القحط حتى يشم الربيع في عز الأفول ! وهو لا بحر ولا نهر ولا بحيرة ولا محيط ولا خليج يصب في آبار صخوره المملوءة بمكنوز الأسرار !! نرى الفسيلة بيد الكاظمين على مرارة الصبر ومعجزة الإعمارتحت وفوق الخراب والدمار !!!.
وما الخضرة اليانعة المنتشرة في الدنيا سوى من نفوس الأبناء الطرية ! تلك النفوس التي ما وطئت الأحزان نفوس أشقائها إلا وانتفضت على طعناتها المؤلمة مضمدة جراحها ، ورأسها يطل قبل رؤوس الآخرين !
بلاد وعباد ترفع الراية لتظلل أكتاف الناطرين ليوم أفضل ، ويوم سيحين ولو بعد حين ويعرفون مثلي أنه حلم المبصرين الدامعين بكاء وحسرة على جفاف الربيع النضير !! وذاك الحلم الجميل على الله ليس بعسير !!
وللطبيعة ورعونة الأجواء النشطة في الأردن آثار لاسعة ، ولكن الله سبحانه جعل منها أريج الكون ، وسحر الهواء ، ووسع الأرجاء !
فكان للسماء تأثير على أهله ، الذين ما أن يمسي عليهم المساء حتى يبيتون في انتظار الصبح باتجاه الشروق !
وللشمس النقية عليهم رغم البثور الغاضبة صفاء ! ولذلك يبقى الأردن أخضر الريق والكلمة والموقف، وفيه الريح الطيب العطر في وجه الريح الناشفة !
ويشهد على طيب أرض الديار اللينة الملهوفة إنسانها اليقظ الحارس رغم نوم سدنتها الطويل ، ورغم صناعة المناجل المتخصصة بحصاد سنابلها قبل النضوج ، ويشهد الله على أن فيها وعليها شعباً مغتسلاً بوهج الفعل الحلال ومرارة السؤال ،ذاك هو االشعب الشارب لنسائم الحرية الفطرية فيه ! فيدعو الناس البسطاء والحالمون الله أن يشفيه من فعل الغدر والنهب وأن يعافيه !!!
ولا يعرف هذا الدعاء الطيب ويقدره غير الإنسان المغروس في ترابها ، المتشمم للفضاء المفتوح الرابط بين أرضها مباشرة والسماء!
حيث يتفوق عطر هوائها الشافي من كل أمراض الغل والحقد والتوحش في قلوب الناكرين !!
والمدرك لحجم الجشع في أمعاء طوابيرالمتنفذين المستغلين ، والمتنطعين لتشويه طيبته والخائنين لأمانة العمل وتخفيض الأمل ... وهم يعلمون !!!
الأردن لن يصيبه إن شاء الله
سهم مسنون على يد أي فاسد طامع كاذب ساقط مجنون !!!


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 7088
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم