حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 11065

"أعطيتُك ابنتي" .. هكذا كانت تُزوّج الفتيات في فلسطين

"أعطيتُك ابنتي" .. هكذا كانت تُزوّج الفتيات في فلسطين

"أعطيتُك ابنتي" ..  هكذا كانت تُزوّج الفتيات في فلسطين

13-12-2018 09:12 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - اتفق أبٌ قبل نحو 150 عامًا، على إعطاء طفلته التي لم يتجاوز عمرها آنذاك عامًا ونصف، لطفل كان في يوم ميلاده الثالث، حدث ذلك على "بيدر" القرية، وقت الظهيرة، ووُثق الاتفاق بالشهود. ذلك كان يُسمىّ "العِطية"، وهو اللفظ المرادف لخطبة البنت أو الفتاة حاليًا.

من أمثلة هذه الدعاوى أنّ فتاةً قاصر، أعطيت في العام 1860 إلى واحد من أخوين، بالاتفاق بين والدي الطرفين، مع ترك تحديد العريس إلى حين عقد النكاح، وهو أمر ليس مستهجن آنذاك، وكان أكثر انتشارًا في قرى نابلس عنه في المدينة.

كان مفهوم "العِطية" سائدًا بقوة، آنذاك، وقد درج هذا اللفظ أكثر من لفظ الخطبة، ووُثّق بمصطلحات (أعطى، اني معطي بنتي، الاعطا، اعطاها، اعطاه اياها، العطية)، وهو مفهوم يشير إلى الثقافة المجتمعيّة التي كانت سائدة في حينه، بضرورة "ستر البنت".

ولم تكن "العطية" مُرتبطة بمكان وزمان محددين على نحو ما يحصل في أيّامنا هذه. ويحدث أن تتم دون تخطيط وتفكير مسبق، ففي إحدى الحالات جرى إعطاء إحدى الفتيات من أبيها، بينما كان في سجنه. وغالبًا كان يتم دون أي اعتبار لرأي ورغبة الفتاة، وأحيانًا بدافع الحصول على المال نقدًا، كما يحمل في طيّاته تسريع التخلص من "عبئ البنت" من جانب أهلها لدى البعض، واكتساب أيد عاملة جديدة بالنسبة للزوج وعائلته.

وكُلّ ذلك كان مُرتهن بالفترة الزمنية التي تكون فيها الفتاة صغيرة أو قاصرة. فكثير من حالات "العِطية" لم تنجح كما اتُفق عليها، وشابها مشاكل عديدة، خاصّة عندما يكتمل نمو جسم الفتاة، بحيث تصبح قادرة على الحمل. ففي أحد العقود جرى الاشتراط بأن تكون الفتاة "مطيقة للوطئ".

في العام 1871، "أُعطيت" بنت صغيرة إلى رجل على مهر قيمته (3500 قرش) دفعها لوالدها وقت العِطية، وما حصل أنّه تم عقد النكاح للفتاة على رجل آخر في العام 1882، أي بعد بلوغها، وعلى مهر مقداره (3500 قرش) ودخل بها، فذهب الأول للمحكمة يطالب بفسخ عقد النكاح، وفي حين عجز عن تقديم بيّنة على دعواه، فقد حكم القاضي بعد الاستماع لأقوال الفتاة بصحة عقد النكاح الثاني.

وتشير السجّلات أيضًا إلى أنّه وفي العام 1888 رفضت "بنت" الزواج من شاب كان والدها "أعطاها إيّاه" وهي صغيرة، وأثبتت لقاضي المحكمة أن والدها "أعطاها" لابن خالها وهي قبلت به، فحكم القاضي بصحة "العِطية" الثانية وبطلان الأولى.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 11065

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم