حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 17527

بناء "قبة الصخرة "روايات ما بين اليعقوبي والمقدسي .. تفاصيل

بناء "قبة الصخرة "روايات ما بين اليعقوبي والمقدسي .. تفاصيل

بناء "قبة الصخرة "روايات ما بين اليعقوبي والمقدسي  ..  تفاصيل

24-11-2018 08:31 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - الرواية الأولى (رواية اليعقوبي)
وهي رواية ضعيفة أوردها اليعقوبي في تاريخهِ وذكر فيها أن عبد الملك منع أهل الشام من الحج، وذلك أن ابن الزبير كان يأخذهم إذا حجوا بالبيعة، فلما رأى عبد الملك ذلك منعهم من الخروج إلى مكة، فضج الناس وقالوا: تمنعنا من حج بيت الله الحرام، وهو فرض من الله علينا، فقال لهم: هذا ابن شهاب الزهري يحدثكم أن رسول الله قال: لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي، ومسجد بيت المقدس، وهو يقوم لكم مقام المسجد الحرام، وهذه الصخرة التي يُروى أن رسول الله وضع قدمه عليها لما صعد إلى السماء تقوم لكم مقام الكعبة، فبنى على الصخرة قبة، وعلق عليها ستور الديباج، وأقام لها سدنة، وأخذ الناس بأن يطوفوا حولها كما يطوفون حول الكعبة.[1]

وبالنظر لتلك الرواية والظروف التاريخية والسياسية التي ذُكرت خلالها، نجد أنها تبنت سبباً سياسياً واضحاً، ويتأكد لنا بطلانها، حيث أنه من غير المعقول أن يُسقط عبد الملك بن مروان أحد أركان الإسلام وهو الحج، ولماذا يتخذ شكلاً معمارياً مختلف ليقنع به المسلمين ويكون بديلاً عن الكعبة بدلاً من نسخ شكل الكعبة، كما أن اليعقوبي يُناقض نفسه بنفسه حيث ذكر في نفس الكتاب بعد صفحات أن عبد الملك بن مروان قد حج إلى مكة، وذلك أنه لما استقامت الأمور لعبد الملك وصلحت البلدان، خرج حاجاً سنة 75 فبدأ بالمدينة وأحرم من ذي الحُليفة.[1] ، وفي ذلك تناقض واضح مع ما ذكره سابقاً، وإلا فلماذا يقوم عبد الملك بن مروان بالحج إلى مكة بدلاً من الحج إلى مبناه وهو قبة الصخرة ؟!

الرواية الثانية (رواية المقدسي)
وهي التي ذكرها المقدسي في كتابه (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم)، وفيهاأن عبد الملك لما رأى عظم قبة القيامة وهيأتها خشي أن تعظم في قلوب المسلمين، فنصب على الصخرة قبة.[2]

وقد استحسن العديد من العلماء هذه الرواية، لاسيما الغربيين منهم كالعالم الفرنسي (ماوس)، فقالوا بأن شكل المبنى المثمن كان مقصوداً كشكل بيزنطي متعارف عليه وذو قياسات مشتقة من كنيسة القيامة لتحقيق التحدي. ولكن بمناقشة تلك الرواية بشكل علمي آخذين بالاعتبار الظروف التاريخية والسياسية أيضاً، نجد أنها تفتقد الدقة، فلماذا يتحدى عبد الملك بن مروان كنيسة القيامة بنسخ طول قطر الكنيسة فقط؟ ولماذا يستخدم عمال وفنيين مسيحيين في البناء ليتحدى عمارتهم؟ ولماذا كان التحدي بقبة الصخرة وليس بمبنى الجامع الأقصى على سبيل المثال؟

إن استقراء الظروف السياسية والاجتماعية التي كانت قائمة بين الشيعة والأمويين أيام اليعقوبي، وبين المسلمين والمسحيين أيام المقدسي، كانت ولا شك سبباً مؤثراً على صياغة واختيار رواية كلٍ منهما ومدى دقتها.

إنه عند النظر إلى مبنى قبة الصخرة نظرة أوسع من مجرد روايات تاريخية، نجد أن القبة ترتبط مع الصخرة أسفل القبة، فجاءت تسمية المبنى تأكيداً وتعظيماً لأهمية وقدسية الصخرة المبني عليها المسجد الأقصى عند المسلمين، كما انعكست هذه الأهمية كذلك على عمارة المبنى حيث جاء الابداع بانسجام المبنى مع الحدث، فاختيار النمط المركزي لتصميم المبنى مع الإبقاء على الصخرة مكشوفة وسط المبنى جاء للتركيز على أهمية المركز وفلسفته ورمزيته، وهذا هو الذي توصل إليه الدكتور هيثم الرطروط في سبب بناء قبة الصخرة حيث يرى أنه من الواضح أن هناك محاولة لجعل موقع قبة الصخرة وسط المسجد وذلك لإبراز أهمية هذا العنصر أي الصخرة التي أُنشأ عليها المسجد الأقصى من الخارج والداخل، وهذا ما نراه جلياً داخل مبنى قبة الصخرة حيث قام مهندس هذا المبنى بالإبقاء على قمة الصخرة الممتدة أسفل منطقة المسجد الأقصى مكشوفة، مع العلم أنه كان بإمكانه رفع مستوى البناء وتغطيتها نهائياً.[3]





لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 17527

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم