حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 19981

مؤمنون بلا حدود، ولكن!

مؤمنون بلا حدود، ولكن!

مؤمنون بلا حدود، ولكن!

18-11-2018 11:25 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : غيث هاني القضاة

تُعرّف المؤسسة نفسها بأنها للدراسات والأبحاث وتساهم في خلق فضاء معرفي حُر ومبدع ،وتناقش في معظم أبحاثها قضايا التجديد والإصلاح الديني في المجتمعات العربية والإسلامية بشكل جريء ، وحتى نكون من المنصفين فلا بد من الإشارة الى أن المؤسسة لديها مجموعة من الأبحاث والدراسات النقدية المُحكَمة والتي ساهمت بلا شك في تعزيز وإثراء العقلية النقدية لدى القارئ والباحث ، وقد تم تأسيسها عام 2013 ويأتيها الدعم المالي الكامل من دولة عربية عُرفت بعدائها لفكرة الإسلام السياسي بل وضعت حركات الإسلام السياسي كجماعات إرهابية على قوائمها الأمنية، وهذا يستدعي الوقوف والنظر ،لأن التمويل يُحدد غالبا النتائج ويعزز وجهات النظر التي يريدها الممول من تمويله، وقد يكونون من الذين خلطوا عملا صالحا بآخر سيئا في أبحاثهم ، وقد انبثق عنهم أيضا مواقع إعلامية مختلفة مثل موقع "حفريات "والذي جعل من عداءه للإسلام السياسي مادته التي تكاد تكون الوحيدة في معظم مقالاته وأبحاثه أيضا .

لا بد أن أؤكد بداية أنني لست مع منع أي نشاط ثقافي فكري بحثي حتى لو كانت المواضيع المطروقة تتعلق بالكفر وعدم اليقين ، فالقرآن الكريم وثّق حوار الله سبحانه وتعالى مع الشيطان الرجيم وتحديه السافر لله تعالى ولقدرته ، ووثق أيضا قصة فرعون الذي جعل نفسه ربا للبشر وأمر نبي الله موسى بنقاشه والحوار معه ومحاولة إقناعه برغم كفره ،وكذلك وثّق القرآن كفر النمرود، وغير ذلك من القصص التي أكد القرآن فيها على أهمية الحوار والنقاش، وأرى أيضا أنه من غير المناسب الاستقواء بأدوات الدولة لمنع أي نشاط فكري ،فكما تمنعُ أنت سيمنعُ أيضا غيرك وذلك بتبني نفس وجهة النظر لاحقا! وسنعزز هذا المفهوم الذي نريد أن نتخلص منه والمتعلق بسياسة عدم السماح لوجهات النظر المختلفة بالظهور أو النقاش لمجرد اختلافها مع وجهات نظرنا أو معتقدنا الديني ، ولقد عارضنا جميعا قبل فترة أيضا كمفكرين ،ذلك التصرف غير الحضاري من مجموعة قامت بإخراج أحد الباحثين من مجمع النقابات المهنية في الأردن لمجرد أنهم يخالفونه في الرأي ،وحاربناهم فكريا ولم نوافقهم على فعلتهم تلك ،فالأفكار ونقاشها محلُها النقد والتحليل في المؤتمرات والملتقيات وغيرها.

ولا بد من التأكيد على أن منع المؤتمر التي كانت المؤسسة تقرر عقده في الأردن جاء بداية من وزير الداخلية والذي أصدر أمرًا بمنع انعقاده وإلغاء الفعالية قبل أسبوع من تقديم النائب ديمة طهبوب لطلب الإلغاء للفعالية ! وبالمناسبة هذا موثق بالتواريخ ، وكان النائب عطية قد تقدم أيضا بنفس الطلب قبلها ، وقد تم إعلام المؤسسة رسميا بذلك ووصلها نصٌ خطي بذلك ، ويبدو أن المؤسسة ممثلة "بأمينها " استغلت ورود اسم الدكتورة وهي التي تمثل تيار الإسلام السياسي الذي تعاديه المؤسسة بطريقة أو بأخرى وأرادت توظيف الحدث لصالحها ، فقامت بالكذب والافتراء ووجهت سهام الغضب تجاه من يقف خلف هذا الفكر الذي تمثله تلك النائب الإسلامية، دون مراعاة لأخلاق الخصومة وشرفها !

لم يتوقف الامر عند ذلك بل أراد أمين عام المؤسسة استغلال الظرف والوقت لكسب المزيد من التأييد وقام بفعلته الشنيعة والخسيسة التي فعلْ ،من أجل صب المزيد من النار على زيت الفتنة ، وقد استوقفني وحيّرني حقيقة قدرة هذا الشخص ومن معه ومن خلفه على التضحية باستقرار وطن كامل ،والتضحية بأمن ونسيج مجتمع كامل من أجل اثبات وجهة نظره المُتردية بل "وحرق البلد بأكملها حين اللزوم " والكذب والتمثيل واجراء المقابلات الصحفية والاذاعية والتلفازية والظهور بمظهر المظلوم الجريح المكلوم كذبا وزورا وبهتانا ! وقدرتهم العجيبة أيضا على زرع فتنة وإشعال النار في النفوس والتي قد تمتد لأجيال لا يعلم نتائجها الا الله! من أجل اثبات وجهة نظرهم في خصومهم من الإسلاميين !وقد أثارني أيضا قدرة من يُسمون بتيار التنوير والاعتدال من الكُتاب والمُعلقين وناشطي مواقع التواصل والذين يحملون حقدا لا يمكن وصفه لتيار الإسلام السياسي ،على سرعة الاتهام وسرعة الإشارة بأصابع الاتهام الى أشخاص معينين دون التوثق مستخدمين ما يمتلكون من مواقع أو منابر إعلامية قد سقطت في أعيننا سقوطا ما بعده سقوط جاعلين من العبارات النابية والالفاظ البذيئة منهاجا لهم ! بل واستخدام " سلطة الدولة التي يرفضونها" كسيف من أجل قمع من يقف ضدهم ، فأصبح الجميع يستخدم هذا السيف وفي نفس الوقت يلعنُ الجميع استخدامه في جميع ندواتهم وحواراتهم !

استوقفني أيضا تلك الثقة وذلك الصدق الذي يميز الأجهزة الأمنية لدينا في مجال التحقيقات وكشف الكذب والتزوير ، ولو كان ذلك في دولة أخرى وكانت النفوس رديئة أو تم شراؤها ،لتم تمرير القضية ولتم استغلالها أبشع استغلال من أجل محاربة الإرهاب والتطرف وزج الأبرياء في السجون والمعتقلات، لكنها أجهزة أمنية يجب أن نعتز بها وبكفاءتها في هكذا مواقف وأن نعلم تمام اليقين أن هذا المجتمع فيه من الخير الكثير ،وفيه من النفوس والرجالات الصادقة والتي لا بد أن نقدرها ونحترمها، مع تأكيدي على رفض استخدام العنف لرفض الأفكار المخالفة أو استخدام الالفاظ البذيئة والعبارات غير المناسبة لنقد الأفكار ورفضها .
نعم نحن مؤمنون بلا حدود، ونحن نؤمن بخيرية البشرية وخيرية الانسان، لكن دون أن يُدفع لنا بالدرهم والدولار، ودون أن نقبل تمويلا مشبوها يوجهنا ويسيطر علينا وعلى أخلاقنا وسلوكنا ويجعلنا أخسّاء أو مأجورين، ودون أن نجعل الكذاب والمنافق الأشر من يقودنا ويدير مؤسساتنا، ونؤمن بـأن الله رب عظيم ورحيم ،وهو مُطلّع على خفايا النفوس وخفايا الأفعال ،وله حكمة بالغة في كل كبيرة وصغيرة تحدث ،وقد بدأتُ أدرك بعضا من أسرار قوله تعالى" ولكن أكثر الناس لا يعلمون".



لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 19981
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم