بقلم : رايق المجالي

يروى أن رجلا غنيا يمتلك مزرعة كبيرة جدا وهي مصدر ثروته، وفيها وعلى مساحة شاسعة كل أنواع الطيور والأنعام من كل صنف ولون، فلديه الأبقار والأغنام والخيول وغيرها، وكذلك من كل طير لديه الأعداد التي لا تحصى، ولديه من انواع الشجر والمزروعات والثمر الطيب ما يجعل مزرعته كقطعة من الجنة وكل ذلك طبعا يجعل المزرعة مدينة أيضا مكونة من الحظائر والاسطبلات والسواقي والقنوات، وكان لديه ناظر مزرعة عجوز خبير في كل أنواع الزراعة والعناية في الثروة الحيوانية تقدم به العمر فمرض ومات، فأراد تعيين بديل له، فقام بنشر إعلان تقدم على إثره العشرات وكل واحد منهم يمتلك سيرة ذاتية مكونة من صفحات، وعندما جمع تلك السير ليختار من بينها من يعينه، لفت نظره سيرة أحدهم والمكونة من جملة واحدة تقول :"أنام في العاصفة “..!!!

.. فتعجب من هذه السيرة ولكن فضوله دفعه الى اتخاذ القرار بتعين صاحب تلك السيرة بالذات ولو على سبيل التجربة، فاستدعاه وسلمه العمل، ومرت الايام والأمور تسير كالمعتاد حتى جاءت عاصفة مطرية شديدة جدا، جعلته يهرع في منتصف الليل ليطمئن على مزرعته، فقد كانت الرياح جبارة والأمطار تتساقط بغزارة لم يشهدها في حياته، فلما وصل إلى مزرعته وتوجه لبيت المزرعة وجد الناظر يغط في نوم عميق، فايقضه وهو يصرخ في وجهه :" كيف تنام والعاصفة على أشدها ليضيع مالي وحلالي"...!!!!؟؟؟؟

فتبسم الناظر وبكل هدوء أجاب:"ألم أقل لك يا سيدي أنني انام في العاصفة؟؟؟

.. يا سيدي من اول يوم تسلمت عملي وأنا اثبت دعائم الحظائر واتأكد من ثباتها ووسائل تصريف الأمطار بها، والحفر القنوات والمجاري التي تستوعب المياه وتصرفها بعيدا عن المزروعات وعن الحظائر وقمت بصيانة السواقي وتمكين وتمتين الجدران الاستنادية ومصدات الرياح، وكل ذلك كان يرافقه فحص واختبارات شبه يومية في الأجواء العادية تحسبا لهبوب عاصفة مفاجئة، وهذا ما حصل، لذا فأنا مطمئن وانام في العاصفة لأني فعلت كل شيء مسبقا.

.. إحنا بناموا والشمس طالعة والسماء صافية (وبفلوا في بعض) ويوم العاصفة بدوروا على مين (عطس) ليتهموه بتحريك عاصفة أسقطت كل شئ ودمرت المزرعة..!!!

يا سيدي... إنهم فقط ينامون في العاصمة..!!!

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا