حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 9275

من التراث ( 15 )مدرسة كفرنجة الثانوية للبنين

من التراث ( 15 )مدرسة كفرنجة الثانوية للبنين

من التراث ( 15 )مدرسة كفرنجة الثانوية للبنين

31-10-2018 09:31 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عبدالله علي العسولي
على سفح ذاك الجبل وعلى تلك التلة تتوه بك الذكريات فتحبس دموعك وتتنهد تنهد من تتجّرع فيها انفاس طويلة من الحنين واللوعة على صبابة عمر فات ..تدور عينيك في زوايا مكان سحر قلبك ووجدانك ايام صباك الفائت ..تنظر الى قاعات الدرس وغرف الصف التي ان لم تذكرها فانها تذكرك ..فعلى سبورتها كتب اسمك ايام كنت مشاغبا وعلى سبورتها وقفت مصفر الوجه ومتلعثم اللسان عندما غاب عنك حل مسألة وفي ذلك المكان وقفت شامخ الرأس عندما تناغم حل مسألة في ذهنك ..من شباك الصف كانت تهب نسمات شوق.. ومن نفس الشباك تتسامر مع صديقك الذي يتوارى عن المعلم كي لا يكتشف هزيمته من شعبة الصف .
في ذلك الصف ...طبع سيبويه ونيوتن وفيثاغورس نظرياتهم.. يرسمون في ذهنك قوانين سهى عنها ذهنك يذكرونك بنظرياتهم الخالدة
تلك المدرسة التي تأسست قبل اكثر من تسعة عقود ...والتي علق فيها انفاس معلم كتب على جدار ذاكرتي احرف علم لا تنسى وتعلقنا به تعلق الطفل بابيه ..وفي غرفة المدير الذي غلبت على شخصيته طابع الجدية تصدر من هناك تعليمات واوامر ...هذبت تلك التعليمات نشاز طيش طلبة فاستوت في وجدانهم طاعة واخلاق وأدب.
..صوت ذاك الجرس الذي اشتاق لسماعه عندما يرن معلنا بداية حصة او انتهائها او بدأ استراحة او انتهائها ..ذاك الجرس يجعلك تهرول أوتبتسم ويجعلك احيانا تترك من يديك بقايا سندويشة فلافل خوفا من عقاب تأخرك عن حصتك.
ساحة تلك المدرسة والتي جُمعت حجارتها من خارج المدينة لنرصف ساحاتها خوفا من طين الشتاء هي الشاهدة على ذلك الى يومنا هذا .
جوار المدرسة الذين يستشيطون غضبا ونحن نركض ونرفش مزروعاتهم بحثا عن فطبول تاه بين فول او قمح او عدس ليشكونا صاحب المحصول الى مدير المدرسة من خراب احدثناه على محصولهم المزروع فنتعاقب بقرصة أذن او عصاتين في باطن اليد.
على سنسال الحجارة المزروع على حدود المدرسة كانت جلساتنا نتسامر بها بإستراحة العاشرة نتبادل الحديث والنكت وحلول مسائل صعبة من طالب ذكي .
أحن الى مدرستي التي جمعتني بأحبة تخرجوا منها ..منهم من فارق الدنيا ومنهم من قاد دفة القيادة في دائرة او مدرسة او مكتب ومنهم الضابط والمهندس والطبيب كلهم جميعا تخرجوا من هذا الصرح العلمي الشامخ .
تاريخ انت يامدرستي... فقد تتلمذ فيك علماء بقيت اثارهم عالقة على جدرانك بصمات أيديهم شاهدةً على قداسة المكان .فتهفو النفس كلما مر احد من جانب طريقك الذي فيه تاريخ وذكريات خالدة.يختلج القلب شوقا كلما شاهد شموخك الباهي
كبرت مدينتي وكبر اُناسها ..وتغيرت الحياة بمن فيها وتغيرت معالمها واماكنها وبقيت يا مدرستي قابعة على مرتفعات كفرنجة شاهدة على عظمة المكان ...وكأنها تقول لنا قد تتغيرون انتم ..اما انا فلن اتغير مادامت راية الوطن ترفرف على هامتي ..وسأبقى ازج اليكم ابناءا متعلمين ترفعون بهم روؤسكم متسلحين بعلم وفكر.. فمني العلم ومنكم العمل.
كلكم ابنائي ابقى اذكركم ما تعاقب الليل والنهار ..فانا حصن العلم المنيع وانا امكم الولود
مدرستي انتي مؤلي الاول وانت مأواي الراسخ رسوخ الجبال وانت منهل العلم وصرح المجد الخالد.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 9275
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم