بقلم : العميد المتقاعد هاشم المجالي
تابعت يوم أمس الفاجعة التي حصلت في البحر الميت نتيجة الظروف الجوية، وتمنيت لو أنني على رأس عملي او قريب من الموقع لأكون مع النشامى الذين كانوا ينقذون أو يبحثون أو يساعدون في ذلك الموقع . لكنني توجهت إلى منزل إبن العم عبدالوالي المجالي الذي فجع بفقده ابنته المعلمه راية عليها رحمة الله والدة الطفل ذوا الستة أشهر.

يوم أمس تفاعل المجتمع الأردني بكافة أطيافه من جلالة الملك الذي قطع زيارة رسمية له خارج المملكة ليواسي ذوي المصابين ويؤمر سمو الأمير علي بفتح غرفة عمليات لادارة الأزمة والأشراف عليها شخصيا .

كما كان هناك تحركات لرئيس الوزراء والوزراء وقائد الجيش والأجهزة الأمنية، وكان حضورهم إلى الموقع كلهم مثمن عند المتابعين ، إلا أنت يا وزير التربية والتعليم العالي لم تكلف نفسك بالخروج من مكتبك أو منزلك حتى للمقابلات التلفزيونية الشخصية ، وكان حضورك على الهاتف فقط.

لماذا يا وزير التربية لم تخرج وتتوجه للبحث عن أبنائك طلاب المدرسة ، لماذا معاليكم لم تكلف نفسك بالتوجه لموقع الفاجعة او لإحدى المستشفيات او حتى للمدرسة التي أقامت الرحلة لتلتقي طلابك وأولياء أمورهم وتخفف عنهم وتواسيهم بمصابهم الجلل وتتحمل مسئولياتك الإنسانية والتربوية والسياسية كوزير للتربية والتعليم .

للأسف كان وزير التربية همه فقط الخروج بتصريحات تلفزيونية مفادها أن المدرسة خالفت مسار الرحلة وأن المسئولية تقع على إدارة المدرسة وأنه سوف يحاسبهم ، ولم يوجه حتى رسالة تعزية أو مواساة في تصريحاته لا بل كان يحث أولياء الطلبة الذين فقدوا فلذات اكبادهم في هذا الوقت والذين لا يستطيعون كفكفة دموعهم من على وجناتهم من هول الصدمة و الفاجعة كان يحثهم ويشجعهم على الشكوى على إدارة المدرسة.
يا معالي الوزير إن المسئوليات الإنسانية والإجتماعية والسياسية لا تحتاج لتكليف و التي تقع ضمن مسئولياتكم والتي لن تعفيكم من المحاسبة والعقاب.
لماذا لم تعمم نشرة الأرصاد الجوية على مدارسكم وتمنع الرحلات المدرسية في هذه الأيام حتى وإن كانت هذه الرحلة يفترض بها أن تذهب الى مدينة الأزرق الخطره بطرقها وأجوائها المغبرة في هذه الفترة من السنة .
للأسف يا معالي الوزير لم اشاهدك ولم أشعر بوجودك ولا بأبوتك لطلابك في حين شاهدنا رئيس الوزراء وزير الصحة والأشغال العامة ووزير الداخلية ومحافظ العاصمة ومحافظ البلقاء ومتصرف لواء الشونة الجنوبية ومدراء الأجهزة الأمنية وقادتهم يشاركون ويساعدون ويواسون ، وأنت فقط تصرح هاتفيا من منزلك بأن المدرسة خالفت مسير الرحلة وتخلي وزارتك من المسئولية وتحمل إدارة المدرسة المسئولية.
يا دولة الرئيس إن لم يكن أعضاء وزارتك المعنيون قد حضروا وشاركوا ودعموا معنويا وإنسانيا المجتمع الأردني في هذه الحادثة والفاجعة فمتى سيتواجدون .

بقلم العميد المتقاعد هاشم المجالي

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا