22-10-2018 01:41 PM
بقلم : الدكتور انور العتوم
بعكس الكثير من المحللين السياسيين والدول الراعية لاتفاقية السلام الاردنية الاسرائيلية المعروفة باتفاقية وادي عربه ، والتي تم التوقيع عليها عام 1994 بين الاردن ودولة الكيان الصهيوني ، فإنني لم اتفاجأ بالقرار الذي اتخذه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم يوم امس بإنهاء ملفي الباقورة والغمر الملحقين باتفاقية السلام اعلاه .
لم اتفاجأ بذلك القرار لأننا امام ملك شجاع جرئ صنديد لا يعرف لغة الرضوخ والاستجداء والخنوع مهما كلفه ذلك من ثمن .
يذكرني قرار جلالته بالامس بقرارات والده المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه الحاسمة والجريئة ، والتي كانت تأتي في وقتها في وقت لم يتوقع الكثير قوتها .
قرار المغفور له بتعريب الجيش وطرد كلوب باشا ، وتهديد جلالته بالغاء اتفاقية السلام او باحضار الترياق الذي ينقذ حياة خالد مشعل بالاضافة للعشرات من القرارات الجريئة ، جاءت في وقت كان البعض لا بل الكثير من القوى تعتقد بأن الاردن غير قادر على فعل شي .
وبالامس جاء قرار الملك الشجاع ليؤكد للعالم بأن الاردن قادر على فعل كل شي يتعلق بسيادته ، وليؤكد مرة اخرى بأن الاردن دولة محورية في المنطقة ، كما كتب عنها الكثير من السياسيين الغربيين ، لا بل اليهود منهم .
اثبت جلالة الملك حفظه الله امس بأن الاردن لا زال دولة محورية لا بل عظمى خاصة على صعيد مواقفه السياسية واستجابته الدائمه لرؤى الامم المتحدة ، لكن حينما يتعلق الامر بسيادته فإنه لن يقف مكتوف الايدي ، وعندها يأتي قرار القائد الذي يفاجئ الجميع .
جاء قرار جلالة الملك في وقت عصيب تمر به الامه ، ليؤكد انه لا يمكن السكوت عن الحقوق ، ولا يمكن مس سيادة البلد من قبل دولة مارقة لا تحسب للعالم اي حساب ، استنادا الى ما تملك من قوة على كافة الصعد .
كبرت يا جلالة الملك بعيوننا وبقلوبنا ، مثلما تكبر كل يوم . سر في خطاك الرصينة ، فالشعب ملتف حولك ، ساندا لقراراتك الجريئة ، محبا لك ولعائلتك وللهاشميين جميعا .
والله من وراء القصد .
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا