حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 9808

بعثرة اوراق الشرق الأوسط

بعثرة اوراق الشرق الأوسط

بعثرة اوراق الشرق الأوسط

20-10-2018 08:56 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أحمد محمود سعيد
لا شكّ ان القضيّة الفلسطينيّة من أعقد القضايا التي تمرُّ على العالم الحديث منذ اكثر من مائة عام والتي كانت من إحدى تداعيات الحربين العالميّتين الأولى والثانية والعقدة فيها تتمثّل في ابعادها الدينيّة والتاريخيّة والجغرافيّة حتّى باتت دينيّا صراع بين الديانات الموحِّدة وتاريخيّا صراع بين الحضارات البائدة والناشئة وجغرافيّا صراع على الأراضي في اكثر من قارّة .
ولا يمكن حلُّ هذه القضيّة إلاّ بمعجزات من إله الكون أو إيمان البشر بما نزل فيه الرسل من كتب وتعليمات سماويّة او فناء المتطرِّفون من الجهات المتصارعة على الأرض لتعيش الأجيال الحاليّة والقادمة بمحبّة وسلام .
وبالرغم من ان فلسطين جغرافيّا تقع في منطقة الشرق الأوسط إلاّ ان تداعيات قضيتها تكاد تغطّي العالم باسره في البرِّ والبحر والجو ومن أقصى الكرة الأرضيّة الى أقصاها وبالرغم من ان الله وهبها الآف الأنبياء والرسل والأولياء الصالحين فقدغوى الشيطان فيها ملايين الأشرار والمارقين والفاسدين والظالمين .
وكأنّ هناك حكمة كيلا يستطيع المؤمنون الطيّبون التغلُّب على الجاحدين الفاسدين وان لا يستطيع المعتدلون البسيطون التغلُّب على المتطرِّفون الظالمون وان لا تستطيع بعض الشعوب المقهورة التغلُّب على بعض حكّامها الظلمة المستبِّدة وأن يستطيع الشيطان التغلُّب على الطيبة في نفوس ملايين البشر .
ويقول المثل الشعبي شخص معتوه يرمي حجر في بئر لا تستطيع أمّة ان تزيله وهكذ نجد بين الفينة والأخرى ان هناك متطرفون من مختلف الأديان او الأعراق أو الألوان يتخذون قرارات تمسُّ شعوبهم او الشعوب

الأخرى ومن الصعب لأحد من الحكماء ان يمنعها او يتخلّص منها او يمنع ضررها وتأثيرها على الغير .
وقد يكون للصهاينة يد في معظم قرارات الشر وإجراءات العنف المُتّخذه هنا وهناك لما لليد الطولى لمنظمتهم الشرِّيرة على محاور المال والإعلام والجنس في العالم .
وبالرغم ان الإعلام وعامة الناس عادة ما يربطون الصهيونيّة باليهوديّة وذلك بحكم من انشئها هم اليهود امثال روتشيلد إلاّ أنّ المتصهينون كثر ومن مختلف الديانات والأمم ويقومون بالكثير من الجرائم بحق الكثيرين على وجه البسيطة وهم الذين يأخذون بنظريّة ضع الرجل غير المناسب في الوظائف المهمّة والحساسة والتي تصنع القرار في اي دولة مستهدفة فتدمِّر تلك الدولة من خلال نزع قيَم الأخلاق والسلوك السويُّ لمواطنيها وإضعاف قوّة إيمانهم وانتاجيتهم وتعميق الخلاف بينهم ونشر الفساد وتعميمه بحيث يسود وتصبح الطيبة والأمانة والإخلاص هي الشاذّة ومضيعة للوقت وبذلك تنهار الدولة بكثرة ديونها وتدنّي قيمة صرف عملتها وتفشّي الفقر والبطالة بين مواطنيها وتعميق الخلافات المذهبيّة والدينيّة بينها هذا خلاف تكابل الدول الأخرى عليها لتكبيدها المزيد من الخسائر البشرية والحضاريّة والماديّة والأمثلة على ذلك عديدة في اوروبا وافريقيا واسيا .
واحيانا يبرز في هذا العالم شخصيات لها مواصفات شاذّة وسلوكيّات متطرِّفة غير عاديّة ولهم كاريزما منفردة امثال الإمبراطور نيرون من اباطرة الرومان في القرن الأول الميلادي وأدولف هتلر النازي في القرن العشرين الميلادي وكذلك من الثوار تشي غيفارا ومن الوطنيّين نيلسون مانديلا وغيرهم ,وقد ظهر زعيم في القرن الواحد والعشرين متطرِّف في آرائه وقراراته وله كاريزما خاصّة في حياته وتعييناته وهو الرئيس الأمريكي الخامس والأربع وله مزاجات عديدة وقرارات خطيرة ومنها علاقاته النسويّة المشبوهة والقرارات حول ارتباط الأطفال باهليهم وتهديد ترمب بوضع قوات على الحدود مع المكسيك إضافة لبناء الجدار الفاصل بين الدولتين وكذلك وقوفه المتحيِّز مع الحكومة الإسرائيليّة اليمينية المتطرفة ذلك الموقف الشاذ عن كل دول العالم في علاقة القدس بالفلسطينيّين او الإسرائيليين وكذلك مواقفه المتطرفة من اوروبّا والصين وروسيا الإتحاديّة وكوريا الشماليّة وغيرها وهو لا يهتم ان يتّخذ موقفا ويتراجع عنه بسرعة .
وقد بعثر الرئيس الأمريكي الأوراق في الشرق الأوسط حيث اغلق مكاتب منظمة التحرير الفلسطينيّة في واشنطن في الوقت الذي وهب اسرائيل اعترافا بالقدس عاصمة ابدية لها ونقل سفارته لها وكذلك قطع مساهمته في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين في الوقت الذي يتشدّق فيه الرئيس بحرصه على حقوق الإنسان ويريد ان يفرض عقوبات على دولة إذا ثبت تورطها في انتهاك حريّة فردا من مواطنيها بينما لدى دولته قانون لا يجرِّم أيِّ من جنوده إذا انتهكوا تلك الحقوق وهكذا لجأ الفلسطينييون لمحكمة العدل العليا ودخلت دولا مختلفة في الأزمة السوريّة وحاول خلق حالة من العداء بين ايران والدول الخمس الموقعة على الإتفاق النووي إضافة لأمريكا وهكذا يريد هذا الرئيس ان يوجد من خلال الكاريزما الخاصّة به ان يلهب الشعوب لتشجيع حكوماتها على إعلان الحرب العالميّة الثالثة ولكن يظهر ان شعوب العالم وحكّامه اعقل من ذلك الرئيس الأمريكي الذي لم يعي الأضرارالتي يلحقها التغيُّر المناخي حين سحب توقيع خلفه على اتفاقية باريس .
اللهم احفظنا ارضا وشعبا وقيادة من أيِّ مكروه .

ambanr@hotmail.com



لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 9808
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم