بقلم :
منذ ان بدأت قضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقي وانا فقط اتابع ما يكتب وما يقال ..واتابع التحليلات من هناك وهناك فلم نبدي رايا لأننا نتوخى الدقة والمصداقية في الخبر.
ومنذ اليوم الاول وكل الدول ومخابراتها وصحافتها والبشر والحجر حتى النمل يقولون ان الخاشقي قتل الا محلل اردني وصف نفسه بالأمني يقول انه على قيد الحياة...ويراهن بعد تحليلاته العميقة ان لم يكن الخاشقي حي فانه لن يعود للتحليل ابدا..
مصيبة ان طلع الخاشقي مقتول فنحن سنخسر تحليلات امنيه من شخص فاقت تحليلاته المخابرات التركية والامريكية والفرنسية وكل المخابرات العربية والعالمية وبالتالي سنضيع.
نفس هذا المحلل خرج ليحلل اخطاء امنية بعملية السلط واخطاء بعملية الكرك ..والمصيبة ان البعض يتابع ويبدا بالنسخ واللصق كالعادة ومن ثم تبدا موجه التشكيك.
يذكرني موقف هذا الشخص بما كنا نراه عبر الفضائيات العربية من تحليلات ابان حرب الخليج حيث لخمونا بتحليلاتهم وبعمليات الالتفاف التي ستقوم بها القوات العراقية على القوات الامريكية وتبيدها ..فنما ولما استيقظنا وجدنا الدبابات الامريكية فوق جسر الجمهورية وسقطت بغداد مع تحليلاتهم.
نفس الشيء بتحليلاتهم حول الثورة السورية حيث اسقطوا النظام هناك بعد اندلاع الثورة بأسبوعين ومن ثم قاموا بتحليل خطوات ترامب ونظرة عيون ايفانكا ...ونوع الاحبال الصوتية بحنجرة عمر دياب .
نفسي اعرف ليش نحشر خشومنا بقضايا ليس لنا علاقه فيها ولماذا الاستعراض فهذا الشخص بتحليلاته يشبهني انا حين اريد ان اجادل استاذ لغة صينية باللغة الصينية ..رغم اني لا اعرف كيف افك حروف هجائها بل اني لا اعرف حروفها.
موجه وبدهم يركبوها تمام مثلما اطل علينا احد المحللين بالاقتصاد يشرح ما قاله الممثل عماد الفراجين حول الفيصلي ... بمعنى شوفوني كيف راكل الموجه...
طبعا المصائب لا تأتي فرادى فمع هذا المحلل صرنا نرى الاف المحللين سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وفي الرياضة وعلم الذرة .وعلم الفلك...وعلم البحار واصول تلقين الموتى وكيف تسود جهنم ..وعدد شجرات النخل بالجنة حسب المساحة.
يبدو ان مواقع التواصل الاجتماعي باتت مرتعا للاستعراض والتشكيك والفلتان الخلقي والعقلي .واما المصيبة فإنها كشفت حجم كبير من النرجسية المفرطة عند البعض دفعهم لان يحاولوا اقناعنا بان خبراتهم اقوى من كل الدنيا .
والتاريخ يقول انه بتحليلاتهم ضاعت فلسطين والعراق ولم يسقط النظام بسوريا وتدمر اقتصادنا وتلوثت عقولنا ..واصبحنا في المركز 137 على مستوى العالم بكرة القدم وخسرنا عشرات الشهداء بأحداث الفنادق يوم كانوا على راس عملهم فليقرضونا صمتهم ..ازهقنا.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا