بقلم : محمد الشواهين
المتابع لمواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة لاحظ بكل وضوح هجوما غير مبرر من بعض نشطاء (السوشيال ميديا) بسبب تصريح صدر عن رئيس مجلس الأعيان دولة فيصل الفايز رئيس الوزراء الأسبق ، الرجل عبر عن رأيه من منطلق مواقع رفيعة شغلها ، ولم يقل عن جهل اوضيق افق ، ومن المفروض ان نحترم هذا الرأي سواء اتفقنا معه ام لم نتفق ، ولكن ثمة حقيقة لا يمكن انكارها ، اذ ان الفايز هو الأقرب من كافة الغاضبين ، الى مراكز صنع في المملكة ، ولست في هذا المقام انصب نفسي للدفاع عن ( ابو غيث ) فهو القادر على الدفاع عن نفسه ومقارعة الحجة بالحجة ،وايضا لست مزايدا على وطنية احد ومدى انتمائه او ولائه ، وان اختلفنا في الرأي او وجهات النظر .
وككاتب ومحلل من الطبيعي ان اقف على الحياد ، الا اذا كان ثمة مساس بالوطن وقيادته الهاشمية ،فالأمر هنا يختلف ، لأن الوطن اغلى ما نملك ، وقيادتنا الهاشمية نتمسك بها الى ابعد الحدود ، على اعتبار ان الهاشميين كانوا وما زالوا صمام أمن وأمان لاستقرار البلد ، ولا اظن ان ثمة عاقل يختلف معي في هذه الحقيقة ، وللانصاف والحقيقة لا اقول هذا الكلام تملقا او تزلفا لكائن ما كان ، فانا العبد الفقير لله ليس لدي ادنى طموح للمناصب او التقرب من اصحاب القرار وعلية القوم ، وراض كل الرضى بما قسمه الله سبحانه وتعالى لي ، مثلي مثل كل ابناء الحراثين الشرفاء الذين زهدوا في حياتهم الدنيا .
اعود للموضوع الأهم ، فعلى الرغم من الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها السواد الأعظم من ابناء هذا الوطن ، القابض على الجمر صبرا ومحبة في وطنه ، مستثنيا القلة المتخمة التي لم تتأثر بهذه الاوضاع ، فمن كان ماله من حلال ، فهو في عيشة راضية ولا نحسده على ما جناه من جده وكدّه ، اما تلك الطغمة التي اثرت ثراء غير مشروع على حساب لقمة عيش المواطن الاردني البسيط مثلي ، فهذا ما نطالب بمحاكمته محاكمة عادلة ، لاعادة المال المنهوب الى خزينة الدولة من كافة الفاسدين مهما بلغت مناصبهم ومكانتهم الاجتماعية ، وهذا حق لكل الاردنيين الذين يكابدون شظف العيش .
في نفس السياق ثمة بعض السخفاء الذين لا يستحقون الرد ،واعتادوا ان يغردوا بل ينعقوا خارج السرب ،كظاهرة صوتية جوفاء ،هؤلاء لديهم التهم الجاهزة لكل من يصدر عنه كلمة حق عن وطنه وقيادته الهاشمية او حتى الشخصيات العامة ،ويتهمونه بالتسحيج والتملق وما سواها من المفردات الممجوجة ، التي لا تصدر الا من ضعاف العقول واصحاب النظرة التي لا تتجاوز ارنبة انوفهم ، فعندما نقول مرارا وتكرار ان وجود الأسرة الهاشمية على رأس الحكم ، وبكل صراحة ، حلت لدينا مشكلة قد تكون من اعقد واصعب واسوأ المشاكل ، وهي مشكلة من يحكم !! والشواهد لدينا واضحة قبل قيام الدولة ، وكذلك حاليا في اكثر من موقع في وطننا العربي من المحيط الى الخليج ، ولكون الأسرة الهاشمية الحاكمة ليست محسوبة على احد ، ولا أحدا محسوبا عليها ، خرجنا اكثر من مرة من مآزق لم نكن لنخرج منها في غياب الأسرة الحاكمة ، وكلامي واضح ولا يحتاج الى مزيد من التفسير .
في المحصلة ، دولة فيصل الفايز لم يرتكب خطيئة فيما قاله، حسب رأي فريق عريض من اولي الألباب ، الذين يضعون الأمور في نصابها الصحيح ، ومن هنا لم يكن ثمة داع لتلك الضجة التي هي اشبه بزوبعة في فنجان .

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا