بقلم : فادي المجالي

ابتداءاً أحمدُ الله أن كفاني قوت يومي وحاجتي وأن يسرَ لي من امر الدنيا نجاحاً في عملي يغنيني عن حاجة أو سؤال أحد، و قد يعتقد البعض انني أكتب
هذه السطور تزلفاً أو تقرباً لأحد وهو ما لم ولن
اعتد عليه يوماً إنما اكتب ما أكتب احقاقاً للحق.
ومحاولة لمعالجة ظاهرة باتت تؤرق الجميع.

ومع الاعتراف بحجم التحديات الاستثانئية التي يواجهها الوطن وحجم الإجهاد والاحباط الذي ينتاب كل اردني بسبب استشراء الفساد والفاسدين ومطالبات الشارع بالوقف الفوري للفساد واحترام كرامات الناس الا اننا يجب ان نعترف بوقوفنا امام اعتاب مرحلة قذرة عنوانها ( التنُمر على شبكات التواصل الاجتماعي ) يُقوّل فيها الانسان مالم يقل ويُتهم بغير دليل ويصبح مادةً للحديث والتناقل بين كثير ممن لا يميزون ولا يقرأون ما بين السطور وهي مرحلة باتت تهدد امننا ونسيجنا الاجتماعي بصورةٍ غير مسبوقة.
وعطفاً على مقالة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان (مقابلة فيصل الفايز مع روسيا اليوم) وبعد اطلاعي على المقال واستماعي للمقابلة فإنني لم اجد أياً مما كُتب بالمقال قد ورد في المقابلة،
إنما كانت مقابلة وازنة تحدث فيها الرجل عن العشائرية والحياة الحزبية ولَم يسئ مطلقاً للعشائرية وهو شيخ عشيرة له إسهامات اجتماعية يشهد لها القاصي والداني.
كانت رسائل فيصل الفايز واضحة حول الانتقال الى الحياة الحزبية والحاجة لجيلين لضمان هذا الانتقال والتحول للحياة الحزبية، واجزم انه استند في ذلك الى تجربة فاشلة خاضتها الدولة الاردنية عبر عقدين من الزمن لتفعيل دور الأحزاب وتشكيل الحكومات البرلمانية .
ويبدو هذا الرأي والتوجه هو الأقرب للحقيقة ذلك ان الاستثمار في الأجيال القادمة من خلال غرس مفاهيم الديمقراطية والحياة الحزبية والإيمان بالبرامج والاهداف وليس الأشخاص هو السبيل الوحيد لضمان التحول المنشود، ولَم يحتمل هذا القول أي معنى مما ذكر في المقال بأن فكر جلالة الملك فوق مستوى فهم الاردنيين !!؟؟
اما الحديث عن الفساد الانطباعي فهي حقيقة أصبحت تستدعي التوقف عندها وهي تعني افتراض ان كل مسؤول فاسد وهو ما يفقد الثقة بين مكونات الدولة جميعها ويأخذنا لمنزلق خطير قد يكون بداية الانهيار الفعلي لا سمح الله، عدا عما يلحق من أَذى وظلم لكثير من أبناء الوطن الصادقين الشرفاء.

لقد كانت محاور المقابلة حول العلاقات مع سوريا ومستقبلها وما يسمى بالناتو العربي وازنة واضحة ولا تحتمل التأويل ولكن للأسف تم تأويلها وتحميلها ما لا تحتمل اما لعدم القدرة على فهم مضمون اللقاء التلفزيوني أو لمحاولة متعمدة لتشويه الرجل.

اننا ونحن امام طوفان مواقع التواصل الاجتماعي بأمس الحاجة لأخذ استراحة بعيدا عن اجهزتنا النقالة نقف فيها مع ضمائرنا علنا نكف عن اتهام الاخر بغير دليل، ونقف فيها مع عقولنا علنا نميز الخطاء من الصواب قبل نقله، ونقف فيها مع إرثنا وتاريخنا علنا نتذكر أين كُنا وكيف أصبحنا، ونقف فيها مع ثوابت ديننا وقيمنا لنتذكر قوله عز وجل { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }

الاردنيون هم من بنوا هذا الوطن بدمائهم وعرقهم وهم وحدهم القادرين على تصحيح مسار الأمور لا غيرهم وإنما يكون ذلك بحوارٍ بناء ومعارضةٍ بناءة ناجعة تقدمُ حلولاً فعلية وتتبع من الطرق والاساليب ما يضمن تصحيح النهج لا من خلال مهاترات كتابية بحثاً عن شهرة ومزيدا من متابعي السوشيال ميديا.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا