حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,18 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 5663

مختبر السرديات يقرأ رواية العدوان »كأنه الموت«

مختبر السرديات يقرأ رواية العدوان »كأنه الموت«

مختبر السرديات يقرأ رواية العدوان »كأنه الموت«

24-09-2018 09:04 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - وسط حضور لافت، أقام مختبر السرديات الأردني، ضمن برنامجه «صدر حديثا»، حفل توقيع
لرواية «كأنه الموت» للقاص والروائي نائل العدوان، أداره الأديب هزاع البراري، وتحدث فيه
د.يوسف ربابعة، ود.نزار قبيلات أول من أمس في منتدى عبد الحميد شومان.
ورأى ربابعه أنّ بطل الرواية (عادل) يحمل مجموعة من الأفكار والفلسفات عن فضاءات
واسعة وعميقة، فهناك قضايا مثل: الموت، السجن، السرقة، القتل، المرض. يتحدث عنها
بثقة ويبدو متيقنا من كلامه، فهل استطاع بالفعل أن يصل لهذه المستخلصات من
خلال التجربة والخبرة، أم أنه يحاول أن يفسر لنا كل هذه القضايا بطريقته الخاصة، ورؤيته
المعتمدة على إحساسه بها؟ فكثير مما يقوله كلام عام لا يدخل في أعماق التحليل
النفسي للأشخاص الذين يسلكون تلك الدروب، رغم محاولاته الجادة، واستخدامه لغة
فلسفية في بعض الأحيان، ورغم ذلك يستطيع عادل أن يعبر عن نفسه بطريقة تأخذنا
أحيانا لحواف العمق، وننسى أنفسنا ونتوه في غياهب الخيال الممتع.
وقال ربابعة إنه وبعد خمس عشرة دقيقة من الألم والصراع مع الموت لا ينفك عادل يمنّي
نفسه بالذكريات ليعود للحياة، يقاوم كل قوانين البيولوجيا وقوانين الروح والجسد، يأبى
أن يموت، (مع أنني أشك في قدرته على البقاء، فذلك الجسد وتلك الذكريات لا يمكن أن
تبدع إلا في الموت والغياب، وستكون الحياة عبئا ثقيلا، فماذا ستفعل تلك الروح
المتهالكة في هذه الحياة المُهلكة، في ظني أن عادل قد انتهى عند عبارة «أحرك يدي
فتتحرك، قلبي ينبض، أحس بدم يسري في الشرايين بشدة، يلتف ليصل إلى دماغي،
أشهق وأصرخ بالجميع: كفوا عن هذا! يرتد البصر لي، أحس بمرارة في الحلق وببرودة
الطقس في الخارج»).
وتحدث قبيلات عن الفواتح السردية في الرواية، حيث كانت في كل مرة تعيد الرواية
لشعريتها، وتخفف من وطأة واقع الموت وانتظار وقوع الموت ذاته..وأضاف: في السرد لا
تزال تسيطر علينا رؤية الراوي العليم أو السارد كلي المعرفة،أما المظاهر الإبداعية فقد
كانت جلية في الرواية، فكانت الوقفة الوصفية تتحول بصفتها تعطيلاً للسرد إلى سرد
قائم بذاته، وقال:»الصواتة والتصويت» تقنية حداثوية إذ صار مجرد الصوت يعطي هوية
وديمقراطية لكل مجامع الرواية جمادا كان أم حيا، وهو ما تجلى في الراوية، فمن منا لم
يسمع وهو يقرأ لنا كأنه الموت أو كأنها الحياة التي أطلت برأسها حين نهض عادل من
بين مشيعيه، فوظيفة الأدب اليوم ليست خلق عالم مواز، بل هي خرق للعالم ذاته وهو

ما فعله نائل».
وأضاف د.قبيلات:الوصف في الرواية تناسب مع الموت وتعاكس مع السرد، حيزيا الوصف
احتل مساحة أوسع من السرد،ولعل هذه من فرضيات التعاطي مع الموت الذي احتاج
للمونولوج والتداعي أكثر من تسريد وأحداث لا يمكنها تجلية فكرة الموت،وأضاف:بناء
الزمن كان فنيا ، فلأول مرة أرى زمن السرد(الدقائق)أوسع بكثير من زمن الحكاية ذاتها،
بني بشكل كبير على الاسترجاعات، فكانت ما قبل الموت بدقائق رقعة زمنية مكثفة
كلما جيء للموت ثم الارتداد للخلف عنه ، وبالنسبة للحبكة فقد كانت هناك حبكات
صغيرة تتداعى وتتدفق لجوار الحبكة الكبيرة.
وختم ربابعه حديثه بقوله إنّ فكرة الموت في هذه الرواية ضرب جديد من ضروب ما بعد
الحداثة(كان الروائي سياسيا حزبيا فسيطرت مضامين اجتماعية وواقعية نقدية)وما بعد
الحداثة هذه لا بطل ولا ذروة، واللاذروة هي ما تجلت هنا، في الأردن تجلى هذا الأسلوب
الروائي شيئا فشيئا بعد معاهدة السلام أوسلو تحديدا وبعد مفهوم العالم الجديد
والعولمة، فنائل يطارد فكرة الموت ويحاول أن يحيق بها في تجلي ما بعد حداثوي فلم
يسأل مثلا فكرة الوجود والسلطة والرقيب الاجتماعي أو سوى ذلك.
ورد الروائي نائل العدوان على أسئلة الحضور التي تواصلت لأكثر من ساعتين وفيها قال:
كان هاجس الرواية هو الإنسان، وتوقفت خلال كتاباتي عند اللحظة المعتمة والمظلمة
للموت واستمرت الكتابة بهالمدة 4 سنوات، وكان الخوف في هذه التجربة هو الحاسم، لأن
البطل يحتضر، ولديه من الوقت قبل الموت فقط 15دقيقة، وإذا لم يستطع الكاتب
الدخول للعقل الجواني للبطل فلن يستطيع إكمال الرواية، كيف يكون الشعور عند
الموت؟هذا ما لم يعلمنا به أحد. وأضاف العدوان:الوقت الفيزيائي وليس الموت كان
شغلي في البداية، لكنني لم أجد أفضل من الموت لأعبر به عن الوقت، لأن انتهاء الوقت
هو قدوم الموت، وأضاف: أحيانا يكون الوقت ثقيلا أو بطيئا،15دقيقة انشغل عليها بالوقت
حتى الموت، وما بين بدئها وانتهائها طرحت قضايا اجتماعية كثيرة.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 5663

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم