حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 12202

صفقه القرن و تحديات التطبيق

صفقه القرن و تحديات التطبيق

صفقه القرن و تحديات التطبيق

22-09-2018 09:03 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المحامي ناصر السعدي

صفقة القرن هذه صنعت في الولايات المتحدة الأمريكية ، وستسوق في الشرق الأوسط في ظاهرها المباشر - عقد صفقة سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين ، وباطنها إعادة تشكيل الشرق الأوسط سياسياً وجيوسياسياً ، مما يتناسب مع تجديد إعادة الهيمنة الأمريكية لهذه البقعة من العالم . هذه الأيام تعج هذه المنطقة بالمتدخلين والمتطفيلين الدوليين والإقليميين - تارة يسوقوا لشعوبها الديموقراطية ، وتارة أخرى تنهال عليهم العروض - بإدخالهم تحت مظلة الحماية هذه الدولة أو تلك من الأعداء ، باستثناء طبعاً الدولة العبرية التي تصول طائراتها وتجول في سماء المنطقة ، إما استعراضاً للقوة أو ضرب أهدافٍ من مخزونها من بنك الأهداف المُعد لدى دوائرها الأمنية ........ إلا أن الحقيقة والتفسير لهذه التدخلات الملفتة هي عيونهم الشاخصة طمعاً لثرائها بالطاقة .
الطريق - إلى تطبيق صفقة القرن - طويل ، وبحاجة - كما أي مشروع - إلى تحضيرات لوجستية استعداداً للتنفيذ ... بدى أن مفهوم السلام بين العرب والإسرائيليين ضرباً من الحلم السياسي ، والذي يخلوا من مفهوم الواقعية التاريخية والحقوق الأزلية للشعب العربي في فلسطين ، والجيوسياسية للمحيط العربي والاطماع للدولة العبرية ، ليس دولة في فلسطين بل تتعدى ذلك إلى حد لم يترددوا في تطبيقها إذا ما توافقت الظروف وانتصروا على العوائق ، وإن مفهوم السلام بين الفرقاء هو وسيلة لتثبيت ما تم بناءه حتى الآن للدولة العبرية ، وبالمقابل استرجاع بعض الحقوق التي تم هضمها في الصراع منذ نشأة الكيان العبري وتدشين الحد الأدنى من متطلعات الشعب الفلسطيني تحت سقف معادلة موازين القوى الدولي الذي يميل دائماً إلى الجانب الإسرائلي وحلفائه وعلى رأسها الدولة الأعظم الولايات المتحدة الأمريكية ، وعلى ضوء ذلك تم خلق معادلة جديدة للتعامل وضبط معادلة الصراع بين العرب والإسرائيليين وطبعاً من قبل الولايات المتحدة تبتعد عن مسار التقليدي المتبع منذ عقدين ونيف من الزمن ، وقائم على التوافق من خلال المفاوضات كطريق للوصول للحل بين الطرفين والولايات المتحدة كوسيط غير نزيه ضامن لمخرجات هذه المفاوضات .
وصلنا إلى مرحلة أن يقوم هذا الوسيط ( الولايات المتحدة الأمريكية ) بإعداد مسودة صفقة تنظم العلاقة بين طرفي الصراع الفلسطيني والعرب عموماً والاسرائليين من الجانب الآخر؛ لتفرض تصوراتها في هذا الصراع وتقوم هي كخالق لهذه الصفقة بالتفاوض مع الاطراف المعنية ذات الصلة بهذا الصراع على آليات التطبيق ، وليس الخوض في الهيكل الموضوعي و الأساسي لهذه الصفقة دون أن ننسى أن مشروع الصفقة الذي عُدَّ ويُعَدَّ في مطبخ البيت الأبيض - آخذاً بعين الاعتبار- المصالح الإسرائيلية بالمقام الأول ، التي هي بالضرورة تعبر عن المصالح الأمريكية بالمنطقة ، على اعتبار أن هذه الدولة جزءً لا يتجزأْ من هيكل السياسة الخارجية الأمريكية .
وقبل أن يصل البيت الأبيض لهذه المرحلة من إعداد المشاريع بفرض الحلول لهذا الصراع مهَّد الطريق إلى ذلك بخلق واقع فوضوي بالمنطقة العربية ، قائم على عدة معايير :

أولاً : تحييد الدول العربية الكبرى وإدخالها في أزمات سياسية وأمنية ، وكانت لبنان من طلائع هذه الدول التي دخلت الفوضى الأمنية ، وكانت مسرحاً لصراعات إقليمية ودولية وطائفية شرسة ، وبعدها بعقدين من الزمن ونيِّف العراق ، وبعدها سوريا وليبيا واليمن في زمن الربيع العربي المشؤوم ، والذين ما زالوا غارقين بفوضوى أمنياً ووجودياً نتج عنها تناحراً طائفياً وقومياً وفِئوياً.
ثانياً : تحييد دول وإسقاطها بالاأزمات الإقتصادية ، وهذه مصر المثل الشاهد ، وهي الدولة الرائدة والمركزية ذات الثقل السياسي والسكاني والتاريخي والريادي على مستوى العالم العربي ، ولم تكن مصر وحيدة في آتون هذه الأزمات ؛ بل المغرب والجزائر وتونس ليسوا أفضل حالاً ؛ عصفت بهم الأزمات الإقتصادية .
ثالثاً : الاشتباك السياسي وسياسات المحاور فيما بين الدول العربية ، التي بدورها أدَّت إلى الاصطفافات التنافسية - وهنا بالذات - دخل البيت الخليجي الذي كان إلى وقت قريب هو الكتلة الاصلب فيما بين التكتلات العربية نظراً لم يتمتع به من استقرار سياسي والإقتصادي.
رابعاً : خلق بيئات خصبة و ظهور آفات في وجه العالم العربي منها تضارُب المصالح مع الدول الإقليمية المحيطة والإرهاب وهو قصة أُخرى من قصص تكالب المشاكل على رأس العالم العربي .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 12202
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم