حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 6096

عنوان التفوق

عنوان التفوق

عنوان التفوق

18-09-2018 10:54 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : زهور السعودي
بالزمن الماضي ونحن صغارا عندما نرى أساتذة ومعلمات على الطريق نهرب ونأخذ طريقا آخر .. وإن اضطررنا لمقابلة وجها لوجه.. يبدأ العرق يتصبب منا... وكأننا فعلنا جريمه شنعاء.. لا يعرفها غير الأستاذ وهو من عليه تنفيذ العقاب .. كان لنا جار رحمه الله يضرب اولاده بسلك الكهرباء الأبيض والولد يلف الحارة.. والوالد الأستاذ يجري خلفه كما الريح وبالنهاية يمسكه ويأخذ نصيبه.. ينام الطفل وما أن يستيقظ بالصباح إلا وهو يركض ويلعب وكأن شيئا لم يحدث.. واليوم اذا صرخت بوجه ابنك فعليك دفع الضريبة مدة أسبوع وأكثر لتستطيع أن تأخذ مسامحته لك.. أذكر مس حياة معلمة الاجتماعيات وهي قريبة لنا جاءت هي وامها وأخواتها لزيارتنا ذهبت بسرعة لاسرح شعري والبس فستان العيد السابق ليس لاستقبلها كلا ولكن حتى لا تراني صدفة وانا بشكل غير لائق .. طلبت امي أن نعد الشاي والفشار وفعلا اعددناه ولأن الصحون كثيرة طلبت أن أدخل معها الضيافة وبعد عناد مني لم يطل تشبث امي برايها .. دخلت معها غرفة الضيوف .. وما أن راتني معلمتي حتى رحبت بي كثيرا وطلبت أن اجلس بجوارها ورغم المدح الشديد منها لأمي على الرعاية والذكاء إلا أن هذا كله لم يمنع جسمي من الرجفة والتعرق الشديد .. وحتى لساني لم يعد ينطق الكلمات كما هي .. كل هذا لأنني جلست بجوارها .. واليوم تتصادق والأستاذ وتتبادلون النكات التافهة فلا الأستاذ حافظ على مكانته ولا الطالب عرف قيمة أستاذه .. بقيت لفترة طويلة اشجب واستنكر هذا وذاك وكنت دائما أشعر بقلق كبير على أولادي فأنا لا أود أن يكونوا كهذا الجيل ورغم حرصي الشديد وزوجي في تربية بالبيت لكنا لم نأمن شر ما هو بالخارج .. كانت دائما عيوننا على مدرستهم .. بدأت أشعر أن الأولاد أصبحوا أكثر عناية بأنفسهم ودراستهم .. تابعتهم ولا أنكر تابعت الأساتذة من خلال الأسئلة المتكررة للأولاد بأدق التفاصيل فايقنت أن هناك أساتذة تحب أن تفعل شيئا جيدا لهذا الجيل .. وما هي إلا فترة بسيطه حتى ظهرت الإيجابيات على الطلبة فالمدرسة والأساتذة ومن لم يكن متعاون أصبح أكثر حرصا على العمل الجماعي .. كنت وزوجي كما كل الأهالي نرصد تحركات المدرسة من خلال الإدارة والتواصل الدائم فلم اطرح سؤالا إلا وجاءني الرد فورا .. عرفت حينها أن قلة الامكانيات والتسيب الهائل الموجود بالمدارس لا يحتاج إلا إلى إرادة عالية وتصميم على التفوق والعمل الجماعي المنقطع النظير .. تتساءلون عن أي مدرسة هذه التي أفتخر أن أبنائي سوف يتخرجون منها وهم كما أريدهم أن يكونوا إنها مدرسة فيصل الأول بمحافظة العقبة هي بحاجة لروبرتاج تلفزيوني كامل لدفع وإطلاع كافة مدارسنا في مملكتنا الحبيبة على كل الصعوبات التي واجهت هذه الإدارة الرائعة من مدير وأساتذة ترفع لهم القبعات بكل رقي ومحبة وكيف استطاعوا بهممهم العالية أن يكونوا رقما بارزا بين مدارسنا الحكومية المتميزة.. وانا متأكدة أن لديهم المزيد بعد لم يقدموه. . وفي حال توفر الدعم لن يقبلوا إلا أن يكونوا بالمقدمة.. أطمح يوما للمبادرة بتكريم مثل هذه المدارس بالمستقبل لتكون عنوانا التفوق .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 6096
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم