حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 8900

ماذا لو ساد القانون؟

ماذا لو ساد القانون؟

ماذا لو ساد القانون؟

16-08-2018 09:36 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : سهير رمضان
" الساكت عن الحق شيطان أخرس" , إن الصمت الذي نمارسه هو الأساس بهدم المجتمع حيث اصبحنا نغض البصر عن الفساد الذي ينخر المجتمع, فالصمت يعني الرضا يعني زيادة قدرة أصحاب الباطل في سلب الحقوق لانهم توهموا انهم على حق, فاليأس وغض البصر عن الفساد ماهو إلا توقيع على معاهدة الفساد.
عندما يصبح الفساد مستساغا في مجتمعاتنا هذا يعني اننا وفرنا تربة مناسبة لبيئة فاسدة والتي هي اشد خطرا من الفاسدين. إن بيئة الفساد لا تنبت الا نوع من الفاسدين الذين يكرهون التنمية والبناء, بيئة تكره الاخلاقيات والدين , بيئة مناسبة لانتاج الشر والضرر والتستر عليه بيئة اثرت حظوظ نفسها على حظ أمن مجتمعاتها . إنها بيئة لا تكل وتبذل كل مجهود في ترويض المجتمع والمؤسسات لإستساغة الفساد والصمت عليه فهي تقتل طموح الشباب وتطمس أمالهم , وتغرقهم في مستنقع الفقر والبطالة والمخدرات والقيود الامنية. البيئة الفاسدة اشد خطرا من الفاسدين فالفاسد يذهب وإن طال عمره ليأتي الف فاسد غيره يخون شعبه بأموال شعبه
إنها بيئة انتجت العفن الفكري والسلوكي,بيئة أصبح فيها الفساد عصيّ عن الحل لانها حاضنة لمن يمارس الفساد, وكيف لا وهناك حزام أمان يحمي من يمارس الفساد من المسئولين من المسائلة القانونية . إنهم يجلسون تحت القبة ويمارسون غشهم وخداعهم في وزارات ومؤسسات الدولة و يبذرون ثروات الأمة دون أن يلاقوا صدا او محاربة من البيئة الاجتماعية المحيطة بهم, وخاصةً من الفاسدين في أجهزة الإعلام والصحافة فمنهم من هو شيطان ناطق ومنهم من هو شيطان أخرس ساكت عن الحق. حكومات متوالية كل واحدة ترث من السابقة تركة قوامها الفقر والفساد وارتفاع المديونية والعجز في الميزانية ومشاكل تأبى الحل كلها تعببير ناعم عن الفساد. وجود البيئة الفاسدة داخل اي دولة لا يحسُ مواطنوها بالامن والامان والاطمئنان لمستقبلهم ومستقبل ابنائهم وقد أُفرغت جيوبهم وأفرغت معها البطون والعقول . البيئة الفاسدة تُنبت دولة فاشلة مهما اظهرت هذه الدولة من قوة الردع, دولة لا توفر الخدمات العمومية الأساسية من تعليم وصحة وسكن ووسائل نقل, دولة لا توزع ثرواتها على جميع ساكنيها بشكل يضمن العيش الكريم للجميع .
البيئة الفاسدة أكثر ما يلفت النظر فيها هو وقاحة الفاسد وفجوره ولو سُئل عن سبب فساده لأجاب بكُلِ وقاحة لم أجد من يحاسبني.
وأخيرا كل ما نحتاج اليه هو سيادة القانون فالجميع سواسية أمام القانون لا فرق بين غني وفقير, او صاحب وظيفة مهمة كوزير لان القانون ذا سيادة (أي اعلى من الجميع) وهذا ما أكد علية جلالة الملك عبدالله الثاني " مبدأ سيادة القانون كأساس الدولة المدنية" وهذا ما يستوجب الغاء النص الدستوري الذي يشترط موافقة ثلثي مجلس النواب حتى يتم إحالة الوزير الفاسد على المحاكمة والغاء الحصانة التي اصبحت تشكل حماية لمن يمارس الفساد, فإن ساد القانون تحقق الامن , تنخفض معدلات الجريمة والفساد مما يجعل المجتمع في منأى عن الخوف ويحقق النمو الاقتصادي وبلوغ الرفاه الاجتماعي أي( كفالة حق الانسان في ان يكون بمنأى عن العوز). إن الامن الاجتماعي والاقتصادي مرهون بتطبيق سيادة القانون, لأن الفوضى والانفلات وعدم الالتزام بالقوانين فيه ضرر محقق للجميع فالكل خاسرامام ضياع الحقوق . إن عدم التطبيق العادل للقانون بسبب الواسطة والمحسوبية والحصانه يؤدي الى إقتراف المخالفات ونهب اموال الدولة وكلها مهددات خطيرة تنخر المجتمع.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 8900
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم