بقلم :

 كان الموقف الامريكي غريبا بعض الشيء بالنسبة للكثيرين المتابعين لما يجري على ارض مصر الشقيقة فان تطلب الادارة الامريكية من الرئيس المصري ترك السلطة وبشكل فوري وهذا منسجم مع راي الشارع المصري ومع الثورة فهذا يبدو غريبا فالرئيس المصري كان ومنذ استلام الحكم صديقا وحليفا استراتيجيا للولايات المتحدة والغرب بما يضمن لها نجاح مصالحها في المنطقة وعدم التعرض للعدو الاسرائيلي.

البعض هنا يرى ان السياسة الامريكية بعهد اوباما تغيرت واصبحت مساندة للشعوب العربية وحقها بتقرير مصيرها والبعض يرى ذلك طلبا للشعبية وتحسين الوجه الامريكي البشع بنظر الشعوب العربية وهناك من يقول ان ذلك يعتبر مساندة للرئيس المصري لان امريكا تعرف ان رد فعل الشارع العربي لما تقوله وتطلبه وهو عكسي بدرجة كبيرة .

وانا ارى ان الادارة الامريكية لا يهمها الا مصالحها بغض النظر عن اي امر اخر فهي ترى ان عهد مبارك اوشك على الزوال سواء الان او غدا بسبب الشعب او حتى صحيا وعلى هذا فلا مانع من كسب بعض الشعبية بمساندة الشعب المصري على حساب الحليف السابق وهي هنا لا تقيم وزنا للوفاء لمن خدمها فمن انتهى دوره لم يعد له قيمة او مقدار ولامانع من انتقاده علنا وهي تنظر لمرحلة ما بعد مبارك بما يضمن استمرار مصالحها.

من ناحية اخرى فان القول الذي نسمعه دائما بان الدعوة الى تنحي او استقالة اي رئيس عربي هي دعوة للفوضى واراقة للدماء وهي اهانة للشعوب العربية وهي تعني ان الشعوب العربية غوغائية وبربرية ستقتل بعضها البعض اذا غاب زعيمها العظيم الذي لا يوجد له مثيل على سطح الارض وهذا غير صحيح ابدا بل انهم يقولون ذلك ويرددونه لاثارة الرعب والخوف بين الشعوب العربية حتى لا تطالب بحقوقها وتبقى كقطيع الاغنام المسروق الذي يقوده عصابة من اللصوص فالحل بسيط بان يتولى رئيس مجلس النواب السلطة حتى تجرى انتخابات نزيهة ثم لماذا لا يستجيب الرؤساء العرب لاصحاب الفكر والثقافة والكتاب عندما يطالبون باصلاحات ويستجيبون فقط عندما يخرج الشعب بمظاهرة كبيرة او تقوم ثورة والجواب لانهم لا يريدون الاصلاح ولن يصلحوا الا اذا خافوا على الكرسي واجبروا على ذلك.

حمى الله الشعب المصري الشقيق ورحم الله شهدائه الابرار وحمى الله الشعب الاردني وكل الشعوب العربية وكان الله في عونها. 

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا