حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 8459

شعراء «جرش» يقرأون لغات الحلم .. ومشاركة لـ«التعطيرة» المصرية -

شعراء «جرش» يقرأون لغات الحلم .. ومشاركة لـ«التعطيرة» المصرية -

شعراء «جرش» يقرأون لغات الحلم ..  ومشاركة لـ«التعطيرة» المصرية -

29-07-2018 09:08 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - هي ثالث الأمسيات التي فرَدَ فيها الشعراء أجنحة الخيال، وقدموا عبر قصائدهم سُبلاً
للنجاة من الضجيج الذي يكتنف الواقع، متأملين لغة الحلم والأمل، غير مكترثين بأدوات
الحرب والموت إلا قليلاً، ذلك هو موجز الأمسية الثالثة من أماسي مهرجان جرش للثقافة
والفنون، الحلقة العليا التي تنظمها رابطة الكتاب الأردنيين عبر نخبة من الشعراء
الأردنيين والعرب.
الأمسية التي أقيمت في قاعة المؤتمرات في مركز إربد الثقافي، وسط حضور جماهيري،
وحضور رئيس رابطة الكتاب الأردنيين محمود ضمور، ومدير ثقافة إربد الناقد د. سلطان
الزغول، ومدير الدراسات والنشر في وزارة الثقافة د. مخلد بركات، أشعل طرائقها
التعبيرية الناقد والشاعر د. خلدون امنيعم، الذي صفّق للجمال ومعارجه، فقدمه سطوراً
على نقش مسلّة الوجود، مسترسلاً برصده لِسِيَر الشعراء المشاركين بباقة من الصيغ
التي فرشها أمام الجمهور، ليكون على صلة أوّليه للقاء الذي شارك فيه الشاعر والإعلامي
أحمد الخطيب، والتونسية أمان االله الغربي، والأردنيان حافظ عليان وخالد أبو حمدية،
والمغربي سليمان الدريسي.
وذهب الخطيب في الأمسية إلى رصد حالات الحرب والموت، منطلقاً من الآثار التي تحدثها
آلة الحرب في النفس البشرية، قارئاً لفكرة التشابك بينهما، مختاراً فلسطين لغة وإشارة
وحياة، إذ يقول فيها: " عيني على الموت إذ في الصمت ينكفئُ، ومجملُ البيت أحلامٌ
وتنطفئُ، قد علل الصمت في معناه لي وجعٌ، وبايع الجرح في منفاهُ لي نبأُ، جسري تعاور
ليلى والهواءُ خبا، لمّا سمعتُ بنار الموت تُجتزأُ، فجئتُ أمشي وأمشي خلف حيرته، يا نخلُ
فاهدأ، فقد أسرى به الملأ، كانت فلسطين من شاراته لغةً، فاختارها ومضى، والناس قد
صبئوا".
وتابع الخطيب صاحب ديوان حارس المعنى، فقرأ أكثر من نص شعري تناول فيه موضوعة
الحرب والموت، ومنها: " صورة أخرى للموت"، قبل أن ينطلق إلى مدينة الشعر بقصيدتين،
الأولى، بحر مختلف، والثانية وأنا أدلل بالبكا أجفانها"، ويقول في الأخيرة:" فتهللتْ بِشراً،
وزاد توهّجي، أن القوافي أشبعتْ جيرانها، عسلاً ومخيالاً وخمراً سائغاً، للشاربين، وزدتكم
إحسانها".
من جهتها قرأت الشاعرة التونسية الغربي باقة من قصائدها التي انحازت إلى الأنثى،

وضارعتها وصفاً وتورية، باحثة عن حدائقها المعلقة التي تستأثر حضور الرجل بين
أشجارها، ومن تفاصيل شعرها: " تائهة التفاصيل مني، كغريب في صحراء خافقي، تلفح
وجهه ساعة الموقف، يمشي على جمرات السفر، يقضم ثدي السراب، يتوهم إشباع
العطش فيه، ويشتاق لانطفائه اللامحتمل".
وفي قصيدتها " اعتكف على أنوثتي"، تتماس صاحبة ديوان " أنثى ثائرة"، مع صورة أخرى
لشهريار، بحثاً عن مجاز تقريبي تتوافر فيه حواس الحياة التي تريدها، مصغية إلى صوتها
الداخلي الذي يطالب شهريار بممارسة طقوس الهوى كما ينبغي، وفيها تقول:" أنصفني
أيها المتدحرج على صدري، تمرّغ على أطرافي ولا تعتذر لقدري، دعك من أنماط الخجل،
تمرّد، وألّف على جسدي قصيداً بلا أحرف، فإني من زمن الخرافات".
تلاها الشاعر عليان بقراءة باقة من النصوص السريعة التي تواجه كلّ شيء، منطلقاً
معها من الحقيقة الكامنة في نوازع النفس البشرية، مترصداً لكل خروج غير مألوف عن
سكة القطار الذي يسير إلى محطته، البوصلة، التي لا تتغيّر اتجاهاتها بتغيّر المواقف، إذ
استهل قراءاته بقصيدة " الحصان"، ويقول فيها: " سلّم صباحك، واعتذر للنائمين، عن أيّ
حلم من زجاج، سلّم صباحك وانكسر في الياسمين، عن أي ورد في سياج" إلى أن يقول: "
دمهم حصان، دمهم حصان سوف يربح في الرهان، ويعود أكثر عافية".
إلى ذلك قرأ صاحب ديوان " دفاعاً عن الجملة الاعتراضية"، العديد من البرقيات الشعرية،
التي ترصد الحالة باقتصاد لغوي شديد، ومن هذه البرقيات، قصيدة " نجوم الظهر"،
وفيها يقول: " أنا الذي رأى النجوم ظهر كل يوم، وددتُ لو رأيتُ شمس نصف الليل قبل
النوم".
الشاعر أبو حمدية رصد في قراءاته التصوّر الوجداني والنفسي للمرأة، عبر توليفة شعرية
قادها إلى النزعة التأملية، مستجيباً لنداء المقام وتوهج الأحوال، ووقف فيها على الجمال
اليوسفي، والعبارة التي قصّرت، والمواجع المرصودة، كما توقف عند القلب الذي تحكمه
شريعة خفقه، وفي قصيدة " واها لسحرك"، يقول: " مذ حلّ سحرك في دمي وأحاطا،
قلبي يطير وخطوتي تتباطا، هذي المحاسن ما أحل نعيمها، إلا الذي عنها الحجاب أماطا،
ليت الذي قدّ القميص بحدّه، حلّاه يرعف بالدما ما خاطا، فتدللي دار الزمان بصبوتي، ما
عدت كأس غوايتي أتعاطى".
وتابع صاحب "لا تجرحي وتر البيات"، قراءاته في زهو الكاشف والعارف، حيث يقول: " زهدتُ

بهنّ، لما بي عرفتك، فأنكرت الصبابة واقترفتك، وأنت وجيعة في الجرح تحيا، وأنت
فجيعتي أني نزفتك، فلا في الوصل روّيت اشتياقاً، ولا في الهجر والتحنان عفتك".
الشاعر المغربي الدريسي، اختتم القراءات الشعرية التي لاقت استحسان الجمهور، فقرأ
غير قصيدة، ذهبت في مجملها إلى تحكيك التفاصيل، وتقديمها كبنية فنية تشكيلية،
تمشي في بحر هادئ الملامح، غير أنها تحمل في متونها مزيجاً من الألوان والأصوات، إذ
يقول في قصيدته: " قبري يزحف نحوي فاضحك": " وأنت تواجه الموت، اجلس قليلاً، على
حافة جسدك واضحك، اضحك كثيراً، اضحك كطفل، وجد جيبه تفاحة وسكيناً، أو اضحك
كعجوز، عثر على أسنانه البيضاء، التي كان قد خبّأها له الزمن، في كفّ الشمس".
ومن جهتها قدمت فرقة " التعطيرة"، المصرية، باقة من الأناشيد والابتهالات والمدائح
النبوية الدينية والصوفية، منها: " مدد يا نبي، إني أحب محمداً، يا عاشق نور النبي، أسماء
االله الحسنى، أرسل االله إلينا، النبي ذاك الإمام"، وغيرها من التراثيات التي نالت استحسان
الحضور.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 8459

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم