حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3798

أن تعرف مكانك: شخصيتك الاجتماعية المفترضة

أن تعرف مكانك: شخصيتك الاجتماعية المفترضة

أن تعرف مكانك: شخصيتك الاجتماعية المفترضة

18-07-2018 12:19 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد الجبور
توجه الروائي والشاعر البريطاني "روديارد كيبلنغ" إلى ابنه ذات يوم قائلا: يا بني:
إذا استطعت أن تحتفظ رأسك عندما يفقد كل من حولك رؤوسهم إذا وثقت بنفسك عندما يفقد كل إنسان ثقته فيك إذا استطعت أن تنتظر دون أن تمل الانتظار و أن يعاملك الآخرون بالكذب دون أن تلجأ إليه و أن تكون موضع كراهية ولكنك لا تدع لها مجالا كي تتسرب إلى ذاتك و أن لا تبدو أفضل مما ينبغي ولا تتكلم أكثر مما يجب و إذا استطعت أن تحلم دون أن تدع للأحلام سيادة عليك و أن تفكر دون أن تجعل الأفكار غايتك القصوى و إذا استطعت أن تجابه الفوز والفشل و إذا استطعت أن تخاطب الجماهير من غير أن تتخلى عن فضائلك و إذا كان الناس كلهم عندك سواسية فلك الأرض وما عليها وأنت فوق ذلك كله ستكون رجلا... يا بني
هل حدث لك أي من المواقف التي ذكرها كيبلنغ؟ ربما نعم وربما لا.. لكن ما يهمنا الإشارة إليه هو أنها خطوط لتصميم "مكانة" اجتماعية موجهة ليس لابن الشاعر فقط بل لكل راغب في أن يموضع وجوده في موقع اجتماعي.
أن تتخذ مكانة اجتماعية لا يعني" تقديم طلب رسمي إلى جهات مختصة بغية إدراجك على لائحة "ذوي المكانة الاجتماعية"، بل هو امتياز يمكن أن تحصل عليه حينما تكون مستعدا لنيله
أن تعرف مكانك: يعني شخصيتك الاجتماعية المفترضة
نحن نحكم على أنفسنا من خلال قدرتنا على ما يمكن أن نفعل بينما يحكم الآخرون علينا من خلال ما فعلناه للتو، وكي يتكامل ما تطلبه أنت مع ما يريده الآخرون أن تقوم به، يجب أن: تأخذ المسؤولية تجاه أي موقف تريد وتطور ومفاهيمك، وتبين انفتاحك الذهني وتجسد قيمك السامية بما تقوم به أو تقوله
أن تعرف مكانك: يعني أن تعمل بوحي نزعة "الرغبة في التقدير" أي الاندفاع لأن تكون شيئا ما اجعل أي تخيل يحملك نحو تلك المكانة وحتى لو كانت بعيدة عنك غدا كنت تملك القدرة على أن تقود رغباتك نحو ما تتمنى هذا شيء رائع، وإن لم يكن بالمقدور حاول أن تعيد النظر في ذاتك ليس بمقدورنا أن نغير العالم ولكن بمقدورنا على الأقل أن نغير أداءنا والزاوية ننظر من خلالها إلى الآخرين
أن تعرف مكانك: يعني أن تتخذ هوية وتحدد معالمها مفهوم الهوية يتعلق بفهم الناس وتصورهم لأنفسهم ولما يعتقدون أنه مهم في حياتهم الذي يتشكل منذ التنشئة الأولى ولغاية الأيام الأخيره على نحو ما يختصرها الباحث الاجتماعي "إريفنغ كوفمان" في تنشئتين: أولا التنشئة المتوقعة: أي ما نهيأ له منذ الصغر نحو المستقبل: الدراسة المناسبة، العمل الممكن، العلاقات الاجتماعية المطلوبة، وتتم عملية التهيؤ هذه عبر مقتضيات الإعداد التربوي وعبر كل ما شأنه أن يجعل لدينا الإمكانية لأن تصبح لنا مكانتنا
ثانيا إعادة التنشئة: وهي عملية يعاود المرء فيها بناء ذاته بنفسه بعدما أخفق
نتيج ظروف حياة صعبة، لا بد والحال هذه من إعادة تكيف وتأقلم بين جماعته كي يحوز المكانة التي يستحق أو يرغب في صياغتها وإعادة هيكلتها
يقول الباحث الاجتماعي "لينتون" في تعريفه للدور: "أن الحياة اليومية تفرض علينا رياض مستمرة للانتقال من أدوار أو أوضاع إلى أخرى". كلنا ممثلون لأدوار في هذه الحياة، فذاك يقوم بدور الطبيب وذاك بدور رب الأسرة وآخر بدور السائق وتلك بدور الممرضة، جميعهم جزء من تمثيلية اجتماعية في مسرحية الحياة، وبقدر ما يتقن أي منا دوره التمثيلي جيدا بقدر ما يرتفع في مكانته.. هل ترغب في "أوسكار: معين؟ (تذكر أن جائزة لأوسكار هي جائزة عالمية تعطى لأفضل أداء مميز في الإبداع السينمائي) إذن حاول أن تتقن دورك وتلبعه جيدا ولكن حدد أي دور من الأدوار تريد؟ الشريرة أم الخيرة؟ ذلك أن بعض الناس بطلقون تسميات على من يقوم بأدوار غير مقبولة كقولهم مثلا عن شخص مراوغ "محتال دولي" أو "عونطجي" (وهي من العامية تعني مستوى معين من المراوغة)، فلا تفسد سمعتك، مكانتك دورك بشيء من هذا القبيل!
ويرتبط مفهوم الدور عادة بمفهوم المركز الاجتماعي الذي يحتله الفرد ضمن النظام الاجتماعي ككل، إنه مجموعة الأنماط الثقافية المرتبطة بموقف اجتماعي ما يتطلب منك عندها سلوكا محددا كي تصبح اجتماعيا


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 3798
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم