حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 15485

النسور والبراري .. نحو خلطة إبداعيّة لـ (الثقافية)

النسور والبراري .. نحو خلطة إبداعيّة لـ (الثقافية)

النسور والبراري ..  نحو خلطة إبداعيّة لـ (الثقافية)

19-06-2018 09:18 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - إذا كانت القصّة بنت الرواية على المستوى الإبداعي أو إذا كانت الرواية قصة طويلة؛ فإنّ
وزيرة الثقافة القاصّة بسمة النسور وأمين عام الوزارة الروائي هزاع البراري يمكن أن يجتمعا
ليحققا خلطةً إداريّةً تتسم بالانسجام وتتكيء على الإبداع وتتخفف كثيراً من النمط
البروتوكولي الذي يحاصر دائماً الإبداع في كلّ صنوفه الأدبيّة والفنيّة تحديداً، بما يتخلله
من رؤى فكريّة يدخل فيها الوطن كلّه: مثقّفوه وأكاديميّوه والمشتغلون بشتّى المعارف
التي لا بدّ ترتبط مع «الثقافة» برابطٍ ما على أقلّ تقدير.
يحفز على هذا الاستهلال المتفائل أنّ الوسط الثقافيّ لمس في الفترة الأخيرة حالةً من
الغنى الإبداعيّ للموظّف/المبدع في وزارة الثقافة في أغلب المديريّات المتّصل عملها
بالمشروع الثقافي الإبداعي الأدبي والفنّي؛ إذ تجلّى ذلك في التعاطي «الفَرِح» مع جمهور
الوزارة الذين وجدوا فيها ظلاً ظليلاً وصل حدّ «التشاركيّة» التي لا تنفي بطبيعة الحال رؤية
الوزارة وأسسها المتينة والوازنة التي حققها مخلصون روّاد لهذا العمل المؤسسي
المهم، من خلال برامجها الثقافيّة وأنشطتها التي كانت إطاراً عريضاً لكلّ أنواع
الاجتهادات والرؤى التي تحققت في ما بعد في وزارة الثقافة.
في فترة قريبة، وانتصاراً لحالة المباشرة في الإبداع ألغت الوزارة كلمات مهرجان المسرح
البروتوكوليّة التي كانت تطول، واكتُفي بإعلان الانطلاقة، وقياساً على ذلك تخففت الوزارة
من كثير من الخطابات إلى ظلال هذه الخطابات التي تتماس بشكل موضوعي ولا
تتغطّى بقالب من التعابير العموميّة في هذا الموضوع أو ذاك.
على أنّ هذا الانتصاف للفعل الإبداعي والتعاطي المرن جداً مع الجمهور ليس معناه
«الاستثناءات» أو ردّ «المباركات» بأحسن منها دون تحقيق مطلب العدالة الذي هو في
نهاية المطاف نسبي، وحتى لو آل إلى الصفر في أسوأ حالاته فإنّه بالتأكيد لا يساويه، هذا
مع أنّ لكلّ وزيرٍ أجندته في تحقيق الرؤية والاشتغال على التفاصيل.
ومن حسن الحظّ أنّ «الإداريّ»- العقلانيّ على وجه العموم- دائماً يظلّ رقيباً على
«الإبداعيّ»- غير المُعيّر بمعايير- في ذهن من يقود المشهد الثقافي، إن انفلت من عقاله
ردَّه إلى التوازن في نقطة الحسّ بالمسؤوليّة وحفظ ماء الوجه، على ألا يتنمّط القرار بفعل
عامل الإدارة، الذي يجاوز في هذه المرحلة بالتأكيد حديّته وهيبته التي يفزع منها
المبدعون بل ويرونها سبباً للمساجلة مع الوزارة، إلى «الإدارة بالأهداف» دون انسيابٍ أو
جمود.
من هذا كلّه، تبدو «الانفعاليّة» أو «العاطفة» أو «المزاجيّة» سبباً كفيلاً بتدمير المكتسب
الثقافيّ الوجيه، ويبدو أيضاً أنّ «تحقيق الرؤية» هو الآخر منوطٌ بمسوّغات موضوعيّة،
يستمع فيها صانع القرار الثقافيّ إلى نصيحة «الأصدقاء» و»فضفضاتهم»، وربّما
«الاستئناس» بهم، غير أنّ ذلك لا بدّ وأن يُختبر بمعايير لا تتحارب مع هذه المؤشرات التي
تضعنا بصورة الرضا أو عدمه من الجمهور، باعتباره- الجمهور- غاية الوزارة ووعاء تحقيق
فلسفتها الوطنيّة في نهاية المطاف.
ّولأنّ الوزير لا يَبني وحدهُ، مثلما هو مُحرّمٌ عليه أن يتجاوز أجندته الوطنيّة باتجاه مغازلة
«المذهبيّات» أو «الأجندات»، فإنّ تغليب «الإنسانيّات» على الإقصاء والانغلاق هو ما يملأ
الفراغ الذي يحسّ به صانع القرار الثقافي، وغير الثقافي أيضاً؛ ساعتها تتسع الدنيا بوجهه
ويخرج من حالة التعنّت أو الضيق الذي يعيش باتجاه عالمٍ واسعٍ رحب، أرضُه الوطن
وفضاؤه ما يؤمن به الوطن في منطلقاته الفكريّة والإنسانيّة على الدّوام.
إنّ مواصفات الوزير، الذي يريدها جلالة الملك عبداالله الثاني، وعبّر عنها في لقائه مع رؤساء
تحرير صحف وكتّاب صحفيين، هي أن «يتجاوز الوزير النّوم» وأن لا يكتفي بالمنصب أو
الراتب أو الاستعراض، بل أن يصل الليل بالنهار في التحسين والتجويد، وإلا فإنّ «مع
السلامة» هي العبارة المناسبة التي عبّر عنها جلالة الملك وبشدّة إزاء روتين ويأس أو
مماطلة واستعلاء.
ولا يمكن أن تأتي فكرة «التجويد» هذه ما لم يخرج الجميع من «عصف ذهني» أشبه
بالمؤتمر الذي ينتهي بتوصيات لا تَعقد صحبةً طويلةً مع الأدراج، وليس «مؤتمر الثقافة
والمتغيرات» الذي عقدته وزارة الثقافة بالتعاون مع الأكاديميين والمبدعين والمثقفين
ببعيد، وليست أيضاً العشرون برنامجاً ثقافيّاً السابقة التي أودعها الدكتور عادل
الطويسي في سجلّ الوزارة ببعيدة، ولذلك كلّه فإنّ «الغربلة» والقراءة الجديدة لمشاريع
الوزارة أمرٌ من الأهميّة بمكان، لأنّ من هذه المشاريع ما استنفد غايته التي جاء لأجلها
ومنها ما تحقق في مشاريع أخرى، وهكذا، في حراكٍ مستمر.
اليوم، يراهن كثيرون من الوسط الثقافي على التعاون الإداري الإبداعي بين أمين عام
الوزارة الأديب هزاع البراري والوزيرة الأديبة بسمة النسور، وهو التعاون الذي يُبنى على
سياسة «الباب المفتوح» والقراءة الجادّة للمطالب وتغليب المشروع الثقافي الوطني الذي
يدوم ويظلّ يؤتي أُكُلَه اليوم وغداً.. وبعد حين.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 15485

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم