حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,23 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 7668

ما لعِبَادِ الرزّاق على الرزّاز !

ما لعِبَادِ الرزّاق على الرزّاز !

ما لعِبَادِ الرزّاق على الرزّاز !

17-06-2018 09:44 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المحامي علاء مصلح الكايد
إستتباعاً لمدِّ الحراك المُنتصر و على نحوٍ مُفاجيء ، حُطِّمَت التّابوهات الصّنميّة و أصبح الشعب ينتقد الرّئيس و الوزراء علانيةً بعد أن كان يُلمِحُ لإبن الرّئيس من بعيدٍ في أمسِهِ القريب .
و لا يختلف إثنان على صحّة الفكرة من حيث الأساس و دقّة عددٍ من الملاحظات و شرعيّة بعضٍ من الإستفهامات ، لكنّ المرفوض هو أن ( يشطح ) كثيرون ليتناولوا حتّى ( الأعراض ) على نحوٍ دخيلٍ لم يكُن يوماً في قاموس شيم مُجتمعنا الأردني النبيل ، فإن كان النقد وسيلة مشروعة فما الغاية المشروعة في هذا ؟
و أنا هُنا لا أدافع عن حكومةٍ لم تباشر مهامّها بعد فهذا ضربٌ من العبث و إنتحارٌ للموضوعيّة و المصداقيّة ، لكن القصد أن هذا لن يجدي نفعاً و لن يحدث أثراً بعد أن بات أمرُ التشكيلِ مفعولاً .
دعونـا نتحرّر من عواطفنا لا بل حتّى من قياساتنا المنطقيّة و المناطقيّة عند النّظر إلى التشكيل من حيث الأهليّةِ و التجانس ، فمسؤوليّة النجاح و الفشل تقع على عاتق الرئيس و فريقه و ليست مسؤوليّة أيّ منّا و إن كانت تنعكس علينا في نهاية المطاف ، لكنّ الشّعب اليوم في أقوى المراكز و هو المُحاسِبُ بكسر السّين و الحكومة بفتحها .
نحنُ نعرف ما نريد و الحكومة عالمةٌ بما ينقصنا ، و علينا ألّا نُغادر حراكنا المسؤول لكن دون أن نستنزف طاقاتنا في أسئلةٍ لن تعني لنا إجاباتها شيئاً ، و دون أن نسبر أغواراً لا هي تُسمن و لا تغني من جوع .
لدينا الآن حكومةٌ في طور البداية و أطنانٌ من الملفّات المفتوحة و الّتي لا تحتمل التأجيل .
و لعلّ جُلّ ما نريده من الرئيس و مرؤوسيه يختزلُ في لقمة عيشنا و مستقبل أبنائنا ، و إستعادة هيبة الدولة و صيانة مُقدّراتها ، و إجراءاتٌ تقشّفيّةٌ تباشرها الدولة على نفسها بنفسها تزيل الإحتقان الناجم عمّا تقتّره على مواطنها و تجود به على ذاتها ، و علاقةٌ دستوريّةٌ مع نوابه عمادها الدستور لا الترهيب و الترغيب المشوِّهُ للسُّلُطات و المُقزِّم لأدوارها ، و تجاوز الإعتبارات المعيقة للعدالة الإجتماعيّة الهادمة للإنتماء و المواطنة المتساوية .
باقي من الزمن شهرٌ إلّا بضعة أيّامٍ تُلزَمُ الحكومة خلالها أن تتقدّم ببيانها الوزاريّ و الذي سيُقدّمُ هذه المرّة للشعب لا للنوّاب ، فالمارد الشعبيِّ مُخيفٌ و لا حصانة لأحدٍ أمامه .
و إنّي لأجزمُ أنّ كُلّ مُعترِضٍ سيَكُفُّ إن رأى من الحكومة جديّةً و عزماً و مُثابرةً على الإصلاح ، فعندها لا يهمّه من دخل و من خرج إذ العبرة في الأداء و الأمور بخواتيمها .
و بعيداً عن الإساءات و أصحابها ، لقد أثبت الشعب أنّه موضوعيٌّ و طويلُ النَّفَس إبّان حراكه الأخير و ما سبقهُ ، و ما في قبول الشارع للدكتور الرّزاز رئيساً للحكومة إلّا إعمالٌ لقاعدة " لا تزر وازرةٌ وزر أُخرى " و أنّا لنستبشرُ الخير إن كان دليلهُ قائماً .
نعلمُ أنها ليست بثقيلةٍ فحسب بل إنّها الأكثر جسامةً ، لكن الأملُ معقودٌ عليكم ، فحلّوا العُقد بما ملكتُم من الولاية ، و ستنوئوا بها حتماً لكن لا تهِنوا ، فقد آن لتلك القلوب المتعبة و أن ترتاح .
و كما قال الصّنوبريّ :
" مِحَنُ الفتى يُخبِرنَ عن فَضلِ الفتى ... فالنّارُ مُخبِرةٌ بفضلِ العنبر "
كان الله في عونكم ، و جزى هذا الشّعب العظيم عن صبره خير الجزاء .
حمى الله الأردنّ قيادةً و شعباً .
اللُهمّ بلّغت ، اللهُمّ فإشهد .

المستشار القانوني / علاء مصلح الكايد
Alaa.Elkayed@gmail.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 7668
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم