حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3418

التشكيلي الكوفحي: للثقافة سُلطة بالغة التأثير

التشكيلي الكوفحي: للثقافة سُلطة بالغة التأثير

التشكيلي الكوفحي: للثقافة سُلطة بالغة التأثير

07-06-2018 09:59 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - عد الفنان التشكيلي الأردني خليل الكوفحي من أبرز الفنانين المشتغلين على إيقاد
شعلة التقارب بين الفنان الأردني والعربي والدولي، إلى ذلك يعمل ويساهم في تفعيل
دور الجامعات الأردنية في النشاط الثقافي والفني، ودعم مسيرة الفنانين الشباب، من
خلال الأنشطة التشكيلية التي يقوم عليها عبر البرامج المتنوعة لجمعية الرواد للفنون
التشكيلية وآرت جاليري تودي، وأهمها « السمبوزيوم الدولي» الذي يقام كلّ عام في ربوع
الأردن السياحية بمشاركة أردنية وعربية ودولية، كما يعد الكوفحي من النقاد المؤثرين
الذين اجترحوا أرضاً خصبة للولوج إلى محطة التشكيل الفني في الأردن من خلال التنظير
والمقاربة والنقد، وفي هذه المقاربة التي ترصدها « الرأي»، يجترح الكوفحي أسساً علمية

وعملية لدور الثقافة والفنون في ظل الأوضاع الراهنة.
ويرى رئيس جمعية الرواد للفنون التشكيلية أنّ الثقافة تُعد مصدراً مهماً من مصادر
تحقيق الأمن الوطني، وذلك لأنّ عناصر ثقافة الأمّة تمثل الجوامع المشتركة بين الناس،
وهذه الجوامع مصدر التلاحم والتماسك داخل المجتمع في العادة، منوها أنه كلما ازداد
التلاحم والتماسك في المجتمع ازدادت حصانة المجتمع وقدرته على الصمود أمام
التحدّيات والأخطار والأزمات التي يتعرض لها، ومتى ازدادت الحصانة والمنعة تحقّق الأمن
الوطني.
ويرى أن العمل الثقافي والفكري والفني لديه قدرة غير محدودة على زيادة الوعي لدى
المواطنين وتعزيز كبريائهم الوطني بالإضافة إلى قيم الانتماء للوطن والتضحية من
أجله، ما يصبّ في مصلحة الأمن الوطني.
ويؤكد الرئيس الإقليمي للاتحاد العالمي للفنانين المبدعين للقرن الواحد والعشرين أن
للثقافة سلطة بالغة التأثير تتمثل في ما تفرضه على الناس أفراداً وجماعات من خلال
أطرها المختلفة: اللغة والقيم والمبادئ والتراث والعقيدة والفنون والآداب والمعارف
المكتسبة والمنتجة والعادات والتقاليد والأعراف والسمات الروحية والماديّة والخصائص
العقلية الجماعية وغير ذلك.. وهذه السلطات تطلق تأثيرها من داخل المرء وبطريقة
تلقائية لا واعية وتوجّه سلوكه ومواقفه وأفعاله وأقواله، من غير أن يشعر بتأثيرها إلاّ بعد
أن تكون فقد فعلت فعلها فيه، وهذه المؤثرات الثقافية تجد قبولاً ورضا من المرء أكثر
من أي مؤثرات خارجية أخرى.
ويقول الكوفحي: لئن كان بإمكان الإنسان معاندة التأثير الناشئ عن السلطات غير
الثقافية، فإنّ من العسير عليه عدم الامتثال للتأثيرات الناشئة عن السلطات الداخلية،
سلطات الثقافة. فللثقافة سلطة لا تُقاوَم ولا تُردّ. ولذلك نجد أنّ ما يحفظه الإنسان من
أشعار وأقوال وأمثال وأجوبة وتعابير لغوية وآيات وأحاديث وغير ذلك ممّا تختزنه ذاكرته،
يسبقه إلى لسانه رغم أنفه عندما يريد التعبير عن أي شيء، وعندما يُستفتى الإنسان
في أمر ما أو يُسأل فيه فإنّ ذهنه ينصرف أوّل ما ينصرف إلى مرجعياته الثقافية والمعرفية
كي يستمد منها إجابته التي ترضيه، ثم يأتي بعد ذلك دور السلطات والاعتبارات الأخرى
غير الثقافية.
واعتبر رئيس آرت جاليري تودي، أنّ للذاكرة، وهي أحد أهم المكوّنات الثقافية للفرد

والجماعة، ظلالاً تفرض نفسها على ما ينتجه المرء أو يسلكه عن قصد وإرادة أحياناً وعن
غير قصدٍ ولا إرادة في أحيان كثيرة، وأكثره تأثير غير ملموس في الحال، منوهاً أن الثقافة
عنصر أساسي في بناء الإنسان، والمحافظة عليها محافظة على الإنسان، وتعزيزها يعني
منح الإنسان الطاقة التي يحتاج إليها في حياته ويعزّز بها ثقة نفسه، كما أنّ إضعافها
وتهميشها يضعف صاحبها ويجعله عرضة للآفات والأخطار
وأشار الحاصل على ماجستير الفنون التشكيلية في جامعة اليرموك إلى أنّ سلطة
الثقافة على المجتمع، هي مجموع تأثيراتها على الأفراد وقدرتها على توجيه سلوكهم
وتحديد تفكيرهم ومواقفهم ممّا يدور حولهم أو يعرِضُ لهم. كما أنّها المحدّد
لهويتهم، وهي التي تحرّكهم عند الشدائد وفي الأزمات، ولذلك نجد أنّ الأعمال الثقافية
من شعر وقصة ومسرح ودراما وسينما وغناء وموسيقى ورسم ونحت وتصوير وغيرها
من أشكال العمل الثقافي، لها قدرة بالغة على إحداث التغيير في وعي الناس ووجدانهم
وسلوكهم.
وزاد صاحب كتاب « الحروفية في التصوير المعاصر في الأردن»، أن للثقافة عند يقظتها أو
استفزازها أو حفزها طاقة عظيمة في إسناد الشعوب عند تعرّضها للمحن والشدائد،
لأنها تبث فيهم روح الصبر والصمود والمقاومة والمواجهة والتحدّي، وتجعلهم
يستمدون من أعماقها ما يعزّز صمودهم ويشحنهم بالأمل بالمستقبل والثقة بالنفس.
وأكد مساعد مدير النشاط الثقافي والفني في جامعة اليرموك أنّ ابتعاد أبناء المجتمع
عن الثقافة الإيجابية الأصلية يؤدي بالنتيجة إلى التقليل من أثرها فيهم، فكيف ستكون
لهذه الثقافة سلطة عليهم وهم يتخلّون عن قيم الوفاء والصدق والتسامح والتعاون
والإيثار والتضحية، ويتخلّون عن اللغة الصافية السليمة، ويتقاعسون عن القراءة
والمطالعة.. كلّ ذلك يخْلي الساحة للثقافة السلبية أو الطارئة والعشوائية ويؤدي إلى
إفساد المجتمعات والناشئة وتعطيل الطاقات وإعاقة فرص التقدم والتطوّر.
وخلص التشكيلي الكوفحي إلى أنّ الثقافة والنشاط الثقافي في أي مجتمع هي
المسؤولة عن الارتقاء بأذواق الناس وصقل مشاعرهم، وزيادة إحساسهم بالجمال والحياة،
كما أنها مسؤولة عن بناء وعيهم وضميرهم الوطني، وتحديد مسلكياتهم وتعاملاتهم


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 3418

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم