حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,23 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 21116

مراجعة عمانية لمكانة السجع في التراث العربي

مراجعة عمانية لمكانة السجع في التراث العربي

مراجعة عمانية لمكانة السجع في التراث العربي

02-06-2018 09:36 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - احتل السجع مكانة مهمة في تاريخ الأدب العربي، والإتيان بالكلام المسجوع عدته العرب وجها من وجوه البلاغة، وقد تبارز أشراف العرب وفصحاؤهم في إتقان السجع في القول والخطابة نظرا للقيمة الاجتماعية العالية لمن يمتلك تلك القدرة.
وأولت كتب الأدب العربي السجع عنايتها به نظرا لكونه مرحلة فنية في تطور الأدب العربي، ولأجل ذلك سعى جملة من النقاد إلى تعريفه، وحفظ نوادره وتوضيح أسسه، وأنواعه، وتمييز الجيد منه من المبتذل.
ونظرا لخصوصية السجع من حيث وقوعه في منطقة متاخمة بين الشعر الذي يعد ديوان العرب بدون منازع والنثر، أبقى البلاغيون العرب في بدايات نشأة الدرس البلاغي العربي على السجع على حاله دون محاولة إلحاقه بفنون البديع التي قعد لها ودرسها علماء البلاغة العرب.
ولأجل إعادة الاعتبار إلى القيمة الفنية للسجع يقدم الباحث العماني بدر بن مصبح الجابري دراسة علمية حملت عنوان "السَّجع العربي بين النسقية النوعية والنظرة البلاغية" وتقوم الدراسة كما يدل عنوانها على دراسة ظاهرة السجع في فضاء الثقافة العربية وذلك عبر محورين هما النسقية النوعية والنظرة البلاغية.
ويتكون الكتاب من مقدمة وأربعة فصول، فالفصل الأول يدرس مفهوم السجع، والفصل الثاني يدرس تاريخ السجع وأطواره وتحولاته، وينظر الفصل الثالث في نسقية السجع، ويقدم رؤية في تجنيس السجع، أما الفصل الرابع فيتطرق إلى بنية السجع الشكلية ونظامه الإيقاعي كما يقدم دراسات تطبيقية على نصوص للحريري والجاحظ.
في الفصل الأول يدرس الباحث الجابري مفهوم السجع، من حيث التعريف اللغوي والاصطلاحي وتعريف السجع في الخطاب البلاغي وتعريف السجع عند النقاد.
وبين أن اختلاف التصورات التي نظر بها إلى السجع قاد ذلك إلى وجود تصورين للسجع التصور الأول ينظر إليه على أنه ظاهرة نقدية والتصور الآخر ينظر إليه على أنه أداة بلاغية، هذه الاختلافات قادت إلى اختلاف في صياغة تعريف مناسب له، مما خلّف فوضى متجددة في ترسيم حدوده وثبيت قيمته.
واشار الباحث إلى وجود مفهومين للسجع قديم ومتأخر، فالمفهوم القديم كان من السعة بمكان حيث كان يعتبر نظاما فنيا مقوما ومميزا للنص الأدبي من أوله إلى آخره. بينما المفهوم المتأخر قام بتجريد السجع من صفته النسقية وحصره في مستوى الجمل، أو في مستوى الكلمة في أسوأ حال.
وتاريخ السجع بين الأصول والتحولات هو موضوع الفصل الثاني من الكتاب حيث بتتبع هذا الفصل تطور الكلام فنيًا وفق النظرية التاريخية، منذ الارتجالات الإيقاعية في مجتمعات العرب البداية، ثم انتقال ذلك إلى استغلاله كقوة تأثيرية عند زعماء الوسط الديني، ثم بعد ذلك إلى حضوره الطاغي في المجتمع الجاهلي حيث عد استخدام السجع من ملامح الوجاهة في المحافل الاجتماعية والمواقف الحاسة.
لكن مع مجيء القرآن حدث تحول بل هزة عمقية في نفس العربي الذي اعتاد على السجع، كما دفعت المقارنة بين النص القرآني والسجع خصوصًا سجع الكهان الباحثين إلى البحث عن السجع في القرآن فانقسم الباحثون إلى فريقين مثبت ونافٍ، وهذا ما أوجد الاضطراب في النظرة إلى السجع، ثم أتت مرحلة التدوين التي اتخذت النثر الفني محل السجع، ولكن الأخير مع محاولات تجاذبه بين الشعر والنثر في هذه المرحلة إلا أنه بقي في حالة من الاستقلال على مستوى التنظيرات الفرعية التي تتكئ على الواقع التطبيقي الحقيقي للسجع.
وأما عن نسقية السجع ورؤية الباحث للتجنيس فهذا ما نقرؤه في الفصل الثالث من الكتاب، فيبتدئ بالنظر إلى العلاقة بين السجع والبلاغة من حيث إن البلاغة على رغم شموليتها تنزع إلى التفكيك والاشتغال في الأجزاء على مستوى الجملة والجملتين وتحليلها الإجرائي للنصوص، أما السجع فكثير ما تخضع له نصوص أدبية من أولها إلى آخرها، حيث يزخر الأدب العربي بنصوص مسجوعة البناء الكلي، بل إن السجع كان علامة أجناس أدبية بحالها كجنس المقامات.
كما يقف الفصل عند تقسيمات القدامى للكلام، والتطورات التي طرأت على استخدام السجع وطرقه كما تجلى عند الجاحظ والمعري والحريري. ثم يتطرق الفصل إلى مراحل جمود النظرة البلاغية إلى السجع في القرن السابع الهجري وما تلا ذلك من مرحلة التأثير والتأثر بالبلاغة الفارسية التي أعادت تصدير مفهوم السجع إلى البلاغة العربية في هيئة جديدة.
وفي الفصل الرابع نجد أن الباحث يدرس البنية الشكلية والإيقاعية في عدد من النصوص المسجوعة، وفي بداية الفصل يقارن حال السجع عند القدامى والمحدثين، حيث إن السجع عند القدامى برغم ما يمتاز به من عناصر بناء شكلية نوعية إلا أنه افتقر إلى نمط كتابي يبرز قالبه الهيكلي ذا الملامح الشديدة الوضوح، فقد كتب السجع بصورة خطية أفقية شبيهة بصورة الكتابة النثرية.
أما عند المحدثين بعثت فكرة النمط الكتابي السجعي، ووجدت محاولات فعلية لكتابة النصوص المسجوعة في هيئة جديدة مختلفة عن النثر.
ويميز الباحث الجابري في هذا الفصل بين نوعين من النصوص؛ النص الملتزم، والنص المحتشم. فالنص الملتزم هو الذي يلتزم فيه السجع من أوله إلى آخره ولا يكاد يخرج عنه إلا في أجزاء قليلة لا يظهر لها تأثير.
اما النص المحتشم هو الذي تتخلله أجزاء غير مسجوعة بنسبة معينة غير كبيرة، بحيث لا تخرجه من الحكم المسجوع ومن أمثلة ذلك رسالة الكتاب للجاحظ.-(وكالة الانباء العمانية)


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 21116

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم