سرايا - أكد صائب عريقات، رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، أن التحقيق "بكيفية تسريب الوثائق من دائرته" بدأت بالفعل مع رفض الخوض بتفاصيل الشبهات وهوية الشخص الذي تدور حوله.
لكن صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية قالت في تقرير لها ان كبير المفاوضين الفلسطينيين، قال إن مواطناً أميركياً يعمل لصالح قناة الجزيرة، وآخر بريطاني، وهو مسؤول سابق في المخابرات البريطانية ومسؤول في الأمم المتحدة حالياً، قاما بتسريب وثائق الشرق الأوسط السرية.
وأوضح عريقات أن الصحفي الأميركي بقناة الجزيرة كان يعمل لصالح وزارة الخارجية الأميركية،، واسمه كلايتون سويشر، وأنه كان يعمل كحارس أمني "بودري غارد" إبان إدارة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون. أما البريطاني فهو ألاستير كروك، المسؤول السابق في جهاز المخابرات البريطانية M16، والمستشار في الممثلية العليا للشؤون العامة والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، ويعتبر من المقربين من المسؤولين في حركة حماس.
استفزاز بلا حدود
وكان عريقات خاض معركة قاسية في برنامج "بلا حدود" الذي يقدمه المذيع المصري أحمد منصور على قناة الجزيرة القطرية التي بدأت مطلع الأسوع ببث ما قالت انه وثائق سرية عن المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، وخرج منها كبير المفاوضين الفلسطينيين، حسب مراقبين تابعوا المقابلة، منتصرا من حيث دفاعه المستميت عن دور السلطة الفلسطينية في المفاوضات، في الوقت الذي كانت فيه اسئلة مذيع الجزيرة استفزازية للغاية لدرجة ان اللقاء انتهى كما بدا بالصراخ من دون الوصول الى صيغة معتدلة ومقنعة للحوار بين السائل والمجيب.
وحسب ما بثته وكالة (هلا) الفلسطينية كان مقدم البرنامج استهل برنامجه باتهام عريقات بالكذب ما حدا به ان يرد عليه بالقول "لم اكن اعرف ان الامر سيكون الى هذه الدرجة من الوقاحة" ، ردا على قول منصور لعريقات "لاتكذب". واتهم عريقات مدير عام الجزيرة وضاح خنفر "باغلاق الابواب لصياغة المؤامرة على القضية الفلسطينية . وقال عريقات "انت بطلعني خائن وكذاب"، واعتبر تسريبات الجزيرة متعلقة بمشروع سياسي كبير، واضاف "ان هذا تحريف واخراج غير معقول ". وقال عريقات "كل ذلك محاضر غير رسمية". وقال منصور لعريقات بعد سلسلة مواصلة قطعت البث لاسباب فنية قال : انت اعترفت بموضوع قتل الفلسطينيين واولمرت طلب منكم الف لاجيء وانتم طلبتم عشرة الاف". واضاف عريقات " لانتم لا تريدون ان تضيعوا الارض،"، واتهم عريقات منصور بالتحريض . وتابع عريقات : لايوجد توقيع على شيء ، وقال : انن تتطاول، انت تعمل مثل محاكم التفتيش انت تخرج عن مضمونه ".
واكد عريقات " الملك عبدالله الثاني يقوم بحماية المقدسات بالقدس ، وقال عريقات ردا على مورد على لسانه بان الاردن يجب ان لايكون ، ولفت الانتباه الى ان جميع الوثائق هي بعد 2005 وهو مقصود لاسقاط السلطة واسقاط محمود عباس . واوضح عريقات "اتحدى قناة الجزيرة ان تنشر الوثائق الرسمية التي عرضها عريقات في البرنامج ". وقال عريقات "يابنلعب صح ، يا .... انا درست عنك كل شيء... وقال احمد منصور "لاتحرف الامور". وبدا منصور منفعلا وقال عريقات "ليس لدي وقت لاسمع حواديت ، وتابع "جاوب على اسئلتي ". منصور :"انت تريد ان تجيب على الاسئلة . عريقات :انا ابن الشعب الفلسطيني ، ويرد عريقات على اتهامات منصور "انت كاذب، هذا تأليف.. عريقات "انت تريد تدمير منظمة التحرير الفلسطينية . عريقات "انت تكذب لاعلاقة لي باجتماعات امنية ، نعتقل وسنعتقل كل من يخالف القانون ".
وردا على اتهامات منصور حول القدس، تلا عريقات الموقف الفلسطيني من القدس وقال: هناك محامون دوليون سيتابعون الموضوع. واختتم منصور اللقاء، وسط اشتباك قائلا: "إن عريقات يحاول استغلال اللقاء"... الى اللقاء. لقاء بي بي سي والى ذلك، وفي معرض رده حول ما نسبته الوثائق، التي نشرتها قناة الجزيرة القطرية، لعريقات من اعترافات بقتل فلسطينيين لحماية السلطة والسلاح الواحد، قال عريقات في مقابلة خاصة مع بي بي سي العربية في مدينة رام الله: "هذا أمر أخرج عن سياقه وأنا لا أنكره وكل ماورد من معلومات سأقوله خلال التحقيق الجاري. هذه الجملة قيلت في معرض حوار كنت أتحدث فيه عن مقتل فلسطينيين في قلقيلة."
وحول التسريبات المتعلقة بالتنسيق الامني قال عريقات: "الوثيقة التي اتهمت نصر يوسف مزورة باحتراف، نصر يوسف مظلوم ولا يوجد لدينا في دائرة المفاوضات أي وثيقة تتعلق بالتنسيق الامني." واضاف عريقات خلال المقابلة المطولة بأنه وفي حال ثبوت أي مصداقية للمعلومات المسربة في الوثائق سيتحمل "وحده" المسؤولية، واعتبر أن الجميع تحت القانون الفلسطيني ولا أحد فوقه. تهديدواتهم عريقات من جانب آخر قناة الجزيرة بتعريض حياته للخطر وذلك بنشرها للوثائق المتعلقة بالمفاوضات مع اسرائيل. وتشير الوثائق التي نشرتها الجزيرة واعادت نشرها صحيفة الغارديان البريطانية الى ان القيادة الفلسطينية كانت مستعدة لاجراء تنازلات كبيرة للجانب الاسرائيلي بينما كانت تدعي العكس في تصريحاتها العلنية.