حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 6986

الكرامة تجذرت في الذاكرة والوجدان

الكرامة تجذرت في الذاكرة والوجدان

الكرامة تجذرت في الذاكرة والوجدان

26-03-2018 12:27 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد الشواهين
كما هو معلوم ،خاض العرب في تاريخهم الطويل، معارك عديدة خلدها التاريخ ، مع الروم والفرس والفرنجة والمغول والتتار ، قبل الاسلام وبعده ، اما في التاريخ المعاصر خضنا معارك مع المستعمر الأوروبي ، الذي جاء باليهود والصهاينة من شتات الأرض ، ليسكنهم فلسطين ، مقولة نرددها ، ويرددها كل من عرف الحقيقة ، ولديه بقية من ضمير ، من لا يملك اعطى من لا يستحق .
قيام الكيان الاسرائيلي ، اضحى خنجرا مؤلما في الخاصرة العربية ، كل قوى الشر والطغيان في الدنيا آزرت الجاني ، وتجاهلت حقوق الضحية ، بل ضحايا الظلم والقهر ، الذين تهجروا من ديارهم قسرا وظلما وعدوانا ، أضحوا لاجئين في بقاع الأرض .
حينما كنا تلاميذ في المرحلة الابتدائية في ستينات القرن الماضي ، كانت وحدة الضفتين قائمة ، كان المد القومي في اشدّه ، الجماهير العربية بات شغلها الشاغل تحرير فلسطين ، فقامت حرب حزيران في العام 1967 ، وللأسف هُزمت جيوشنا العربية ،هزيمة منكرة ، فازداد الطين بلّة ، وخسرنا القدس والضفة الغربية واجزاء من سوريا ومصر .
في الحادي والثلاثين من آذار العام 1968 ، ازداد الصلف الاسرائيلي ، فحشدوا جيشا جرارا ، يمتلك احدث انواع الاسلحة الفتاكة ، وراحوا يعبرون النهر من عدة اتجاهات ، ونصب اعينهم تدمير الجيش العربي الأردني ، الذي كان في تلك الفترة العصيبة ، ما زال يعيد ترتيب قطعاته وصفوفه ، والتزود بالأسلحة حسب الامكانيات المتواضعة ، فكانت الاسود التي تربض على الجنبات ، كما وصفها المغفور له الملك حسين ، تزأر لمواجهة المد الأسود ، الذي اوهم نفسه انه قادر على احتلال الأغوار ، والصعود الى الجبال لفرض امر واقع جديد .
قاد المعركة تلك المرحوم الفريق مشهور حديثة الجازي ، الذي ابلى وضباطه وجنوده البواسل بلاء حسنا ، في التصدي للعدوان ، موقعين يه خسائر فادحة في الارواح والمعدات ، لم يكن يتوقعها على الاطلاق ، قادة العدو طلبوا وقف اطلاق النار عدة مرات تحت ثقل الرد العربي العنيف ، الملك حسين رحمه الله ، رفض هذا الطلب بشدة ، ما دام صهيوني واحد شرق النهر .
في صباح اليوم التالي للمعركة ، هرع عدد كبير من المواطنين الفرحين بالنصر ، الى قرية الكرامة ، حواجز من الجيش كانت تمنع المرور الى ارض المعارك ، خشية ان يكون العدو قد زرعها بالالغام ، او بما يسمى بمصائد المغفلين ، وهي مواد متفجرة قاتلة، ليست على شكل قنابل ، بل تشبه الالعاب والهدايا والاقلام ، بمجرد لمسها تنفجر .
كاتب هذه السطور كان في ذلك الصباح المنتشي بالنصر ، من بين الذين هرعوا ، سيرا على الاقدام ، بين الاودية والجبال والمزارع ، حتى تمكنا بعد مشقة من الوصول الى ارض المعركة في الكرامة ، وشاهدت بأم عيني معدات العدو وآلياته المدمرة ، وما زال الدخان يتصاعد منها ، ورايت فيما رأيت جنديا صهيونيا ، كان تفحم حرقا داخل دبابته ، وقدمه مربوطة بجنزير معدني ، كي لا يهرب على ما اعتقد .
معركة الكرامة اسم على مسمى ، قدمت كوكبة اخرى من شهداء الأردن ، شهد لهم العدو قبل الصديق ، شجاعتهم النادرة ، فاعادت جزءا كبيرا من الكرامة المفقودة في حرب حزيران ، ليس للاردنيين فحسب ، بل للعرب جميعا ، وبقيت ذكراها متجذّرة في الذاكرة والوجدان ، متطلعين الى معركة فاصلة كمثلها ، تعيد لنا القدس وكافة ارضنا المحتلة .




لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 6986
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم