21-03-2018 02:20 PM
بقلم : روشان الكايد
ما قيمة الانسان لولا كرامته ، وما قيمة الفرد دون انتمائه لأمه التي أنجبته وحملته وهنا على وهن ..
لم تكن شرارة الحرب في يوم الكرامة سهلة ، ولم تكن معنويات الجيش الأردني أمام الوحش الذي لا يقهر - بحسب المعتقد السائد آنذاك - متقهقرة ، وببراعة الاستخبارات الأردنية غاب عنصر المفاجأة من الجانب الاسرائيلي ..
الكرامة مبدأ يتسامى حين نذكره في حضرة الدفاع عن الأمة العربية والقدس الشريف ، حين نعود بالذاكرة لنقف عند أسماء من رووا دماءهم ثمنا لعزة أمة بأكمها ، كانت معركة الكرامة كرامة للعرب ولفلسطين المحتلة ورد فعل عاجل وذكي عقب هزيمة حزيران ..
وشاء القدر تزامن الكرامة مع يوم الأم ، لتزداد تعلقا وتعمقا بالوجدان ، فالأم كما أسماها شوقي مدرسة ، والأم هي الدفء الطويل الذي يخلو من المقابل ، وهي المترفعة شعورا وفعلا عن الجزاء ، وهي التي تطيب في حضرتها كل النفس والروح وتبث في الوجدان كل محبة وانتماء وأمان ..
الأم التي لا بديل لحضنها ، ولا قريب يدنو من مستقرها في الروح والقلب والشريان ، هي المتفردة بالذاكرة من الماضي والحاضر بكل ما لا يمكن عليه المقارنة والقياس ، هي الاختلاف العذب ، والقلب الطيب ، والروح التي تغيب عنها الأم تصاب بالعطب ..
فالكرامة يوما أردنيا خالدا ، امتداده عربي ، وحاضر في دواخلنا ما حيينا ..
فكيف لنا أن ننسى ، شهداء هذا البلد الكبير ، أردن الطيبين ، أردن أرض العزم والهاشميين ، حين حارب بسواعد لا بغطاءات جوية ، وواجه برجولة منقطعة النظير ، وبصدور تدرعت بالايمان بالله لا بواقيات الرصاص ، فكان الله حليفا لهم ونصيرا على العدو ..
فكل انتماء ، وكل يوم من هذا العام ، نشارك العالم فخرا ببسالة جيشنا ، وعزيمة أبناءنا ، ومن عيني أم الشهيد ننادي على الحرية والشرف والإباء ، وإلى عيني أم الشهيد نبارك بعيد جميع الأمهات ... فما أجمل أن تتعانق هاتان المناسبتان وتتلاحمان كتوأمين لا يريدان الانفصال تكريسا وتجذيرا لعظمة الانتماء فمن يستطيع أن يعيش بلا وطن أو كرامة ومن يمكنه أن يتناسى قيمة أمه ..
وحفظ الله جميع الأمهات
ورحم الله كل شهيد وأم غابوا عن هذه الدنيا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا