11-03-2018 10:38 AM
بقلم : م.ابراهيم عودة الحجاج
عندما كنت طالبًا في إستانبول زارني أُستاذان جامعيان من جامعة اليرموك .قَدموا للتدريس في جامعة البوسفور في تبادل ثقافي بين الاردن وتركيا.وبعد أن قُمت بواجب الضيافه ذهبنا الى إدارة الجامعه .وتم تأمينَهُم بسكن داخل الحرم الجامعي عبارة عن فيلا صغيره مستقله غرفتين ومطبخ وصالة مشتركة تحتوي على طاولة للدراسة والتحضير،يتشارك كل أستاذ جامعي مع أستاذ من بلد أجنبي أخر .تشارك البروفيسور الاردني الفيلا مع بروفيسور رياضيات أمريكي من أصل هولندي وكان شابًا رياضيًا طوله حوالي المترين.تعرفت عليه وكان غاية باللطف والأدب.
في أحد الايام الماطرة ذهبتُ لزيارتهم بالسكن.طرقت الباب فاستقبلني الاستاذ الامريكي الهولندي بالترحاب ،دخلت الى الصالة .خرج علينا الاستاذ الاردني من الغرفه وتحدثنا في مواضيع شتى.وقال لي:- لقد لقَنَنّي هذا الشاب درسًا لن أنساه طوال عمري .لقد طلبتُ منه بان لايضع معطفهُ بالصاله، ولكنه دخل وترك المعطف على الطاولة في الصالة..ذهبتُ غضبانًا مسرعًا الى المعطف والقيتَهُ من الشُباك.فوقفَ ونَظرَ إلي بدأ يتقدم نَحوي ثواني كانت ثقيله جدًا..كنت أُفكرُ فيها كيف أستطيع صَدّ هُجوم هذا الكائن الحي الضخم هذا الهولندي الهائج..هل أستعين بالكرسي ؟(انا والكرسي) لانصل الى الهدف...فوقفت أستجمعُ قواي باهازيج وطنيه(حنا للسيف للسيف...حنا للحيف للحيف)وقطع حبلَ أفكاري ألسوداء الشريره..عندما دخل الهولندي من الخارج حاملاً معطفه ويَنفُض عنه ماعلِّق به من أوساخ..قائلاً:-أنت على حق،أنا أسفyou are right I,m sorry)).
قام أستاذنا الحبيب لإصلاح ِ ذات البين بدعوة زميله الهولندي (وبأغلظ الأيمان،خَلينا نكسبك ،جيره) للخروج معنا لتناول وجبة العشاء في أحد المطاعم . إعتذر الهولندي عن تلبية الدعوة..ودعانا لمُشاركتِهِ وجبة عشاءه وكانت عباره عن علبة لبن رايب ،ينام بعدها ليصحو مبكرًا لمُمارسة رياضته المُفضله المشي.
يقول أستاذنا الحبيب الذي أتمنى له الصحه والعافيه ،وقد كان يتمتع بروح دُعابه .تخيلت لو أن هذه الحادثه حصلت بيني وبين زميلي ألاردني كيف كانت ستتحول الى مشاجره عشائريه من جامعة البوسفور الى جامعة اليرموك وسيتبعها العديد من المشاجرات والتقارير الطبيه والجاهات والعطوات . يقول :- تيقنت باننا مجتمع تأكله الامراض والآفات .نُضيعُ أوقاتنا وعلاقاتنا لأتفه الأسباب.
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
11-03-2018 10:38 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |