حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 10873

صفقة القرن خراب البيت المستعجل

صفقة القرن خراب البيت المستعجل

صفقة القرن خراب البيت المستعجل

25-02-2018 09:05 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد الشواهين
عندما خرج الرئيس دونالد ترامب بمقترح اسماه صفقة القرن، في الواقع هو ليس بمقترح ، بل هو فرض على دول المنطقة ، شاءوا ام ابوا ، في ظل ادارة امريكية رعناء ، منحازة بشكل سافر الى طرف دون طرف ، بل منحازة الى جانب الجلاد ، دون ادنى اعتبار للضحية .
ترامب يدعي ان هذا هو الحل المناسب ولا حلّ سواه ، اما المراقبون فيعتبرونه تصفية ظالمة للقضية الفلسطينية ،ولا يصب الا في مصلحة اسرائيل وحدها ، لدرجة ان ترامب بات في نظر المجتمع الدولي اسرائيليا اكثر من الاسرائيليين انفسهم ، وبالعودة الى سنوات مضت ، قبل وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ، فقد عُرض على الفلسطينيين في كامب ديفيد ، في عهد الرئيس كلينتون ، ما هو افضل بكثير من صفقة القرن ، على الاقل قبل رئيس وزراء اسرائيل الأسبق ايهود باراك، بمقترح كلينتون الذي يقضي ان الاحياء العربية في القدس هي للفلسطينيين ، والاحياء اليهودية تتبع للكيان الصهيوني ، بينما ترامب منح كل القدس عاصمة للاسرائيليين ، باحيائها العربية واليهودية !
الأردن هو أول المتضررين بعد الفلسطينيين في هذه الصفقة ، فالمتوقع ان تقوم حكومة اسرائيل اليمينية ، بتعليق الاعتراف بالوصاية والرعاية الهاشمية للأماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية ، الفلسطينيون سوف يُجبرون على القبول بكيان هزيل حتى لو اسموه دولة ، غير كاملة السيادة على الجو والبحر والمياه والمعابر ، والاسوأ من هذا كله غير متواصلة جغرافيا ، ولا يخفى على احد حجم الضغوطات الواقعة حاليا على الاردن وفلسطين ،لاقامة كونفدرالية لا تسمن ولا تغني عن جوع ، مقابل مساعدات امريكية للطرفين ، لتمرير هذه الصفقة .
الاردن من جانبه لم يكن مرحبا بهذه الصفقة من بداياتها ، بل رفضها وهذا الرفض له ثمن باهظ ، سوف يدفعه الاردن ، على حساب وضعه الاقتصادي والمعيشي الذي يواجه ضنكا لم تشهده البلاد منذ وقت طويل ، وهذا الأمر سوف يندرج على الفلسطينيين ، الذين سوف تزداد معاناتهم ، كما سوف تتأثر جهود المصالحة بين الضفة والقطاع سلبا ، والأحرى لن يُسمح بالمصالحة من اصله .
ومما يجدر ذكره ان بعض التسريبات المتعلقة بمشروع الصفقة سيئة الذكر ، ابقاء كل المستوطنات على الارض الفلسطينية ، وعدم ازالة اي منها ، في حين ان حكومات اسرائيلية سابقة ، طلبت ابقاء خمس مستوطنات فقط ، وليس كل هذا العدد الكبير من المستوطنات الذي يلتهم اكثر من ثلث اراضي الضفة الغربية ، وضمها للسيادة الاسرائيلية ، كما ان قطاع غزة سوف يٌلحق بالادارة او الوصاية المصرية ،سمّها كما شئت ، وبالنسبة للمسجد الاقصى سوف يتم تقسيمه تقسيما مكانيا وزمانيا ، كما هو واقع الحال في الحرم الابراهيمي الشريف في مدينة الخليل ، ومن المحتمل جدا ان تقوم اسرائيل ببناء ما يسمونه بهيكل سليمان في باحة المسجد الاقصى .
السؤال الذي يطرح نفسه هل من الممكن تلافي هذه الصفقة بطريقة او أخرى ، باعتقادي ان هذا الرئيس الأمريكي الحالي ، هو انسان عجيب غريب ، وهو مصمم على اتمام صفقة القرن ، وهو بصدد حشد قيادات عربية للقبول بهذه الصفقة ، وان ثمة تهديدات مباشرة موجهة للأردن ، وللرئيس الفلسطيني ابو مازن بشكل مباشر ، القبول او الأفول ، والبديل جاهز ، نعم ان صفقة القرن هي كما تقوله العامة ( خراب البيت المستعجل ) .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 10873
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم