حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 11088

الحراك بين اللهو والجدية

الحراك بين اللهو والجدية

الحراك بين اللهو والجدية

20-02-2018 09:16 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد الشواهين
في الاردن شعب يمتاز عن كثير من الشعوب العربية بل وشعوب العالم ، بحبه وانتمائه لتراب وطنه ، وكذلك ولائه لقيادته الهاشمية ، التي يعتبرها قيادة شرعية تاريخية ، لم تضع نفسها في برج عاجي عن شعبها ، بل حرصت ان تظل قريبة منه تتحسس اوجاعه وافراحه واتراحه .
فالمواطن الاردني بدون ادنى ريب ، غيور على وطنه في كل الاحوال والظروف ، الربيع العربي الذي اجتاح معظم اقطارنا العربية ، مر من عندنا مرور الكرام ، بينما ترك شلالات من الدم في اقطار بعينها لا تخفى على احد ، كما انها اسقطت انظمة ، وخلقت واقعا جديدا ، خلاف الأردنيين الذين قاموا بحراكات عقلانية مسئولة ، تنم عن مدى وعي هذا الشعب بضرورة المحافظة على الوطن ومقدراته .
الحراك الاردني انصب على تصرفات وقرارات حكومية لم تعجب الشعب ، وعلى اثر ذلك خرج الحراكيون ليعبروا عن موقف الطبقة الوسطى والمتدنية التي تأثرت سلبا بهذه القرارات ، كرفع الاسعار نتيجة رفع الضريبة على بعض السلع والخدمات ، فكانت اشبه بنداء الى حوار وطني بين الشعب والحكومة ، وما يثلج الصدور قيام جلالة الملك غير مرة ، بالغاء قرارات الحكومة ، التي تمس قوت المواطن او عيشه الكريم، واقرب مثال على ذلك الغاء الضريبة عن الادوية .
على صعيد متصل ، يدرك المواطن الاردني ان ما يجري في محيطنا العربي الملتهب ، وفي دول عربية اخرى مزقتها الحراكات وردات الفعل على المستويين الرسمي والشعبي ،لم تبشر بالخير ابدا ، ومنها نستخلص العبر ، فما تعانيه هذه الشعوب العربية المغلوبة على امرها ، دفع بالمواطن الاردني ان يحافظ على كل نقطة دم ، تسفك في غير محلها بل واحتضن الهاربون من الموت ، ادراكا منه ان هذه الدماء الاردنية والعربية الزكية ، ينبغي صونها وحقنها ، للدفاع عن ثرى الاردن وعن القدس ومقدساتها ،وكافة قضايا امتنا ، وبات شعبنا الاردني بكافة قطاعاته وطبقاته ومشاربه ، ينادي ليل نهار بضرورة وقف نزيف الدم العربي الذي يُراق في غير موضعه الصحيح ، فنحن كعرب امامنا تحديات كبيرة ، ولنا اعداء ما ظهر منهم وما بطن ، وقضايا على درجة عالية من الاهمية يجب الالتفات اليها والدفاع عنها ، وليس اقتتال داخي لا يستفيد منه الا عدونا المشترك .
يوم الجمعة الفائت قامت كل مدن المملكة وقراها بمسيرات تطالب بعدم رفع الاسعار، سواء فيما يتعلق بالمواد الغذائية او المشتقات النفطية ، على اعتبار ان جيوب المواطنين ، في القطاعين العام والخاص ، لم تعد تحتمل اية زيادات في الاسعار ، فكان الملاحظ للقاصي والداني ان نقطة دم واحدة لم تسفك في كل هذه الحراكات ، ولم تحدث اية صدامات بين الحراكيين وافراد الأمن العام ، الذين كانوا يحافظون على الحراكيين من ابناء شعبهم ، خوفا من دخول مندسين من ذوي الاجندات المعادية للوطن ، بين صفوف الحراكيين العقلانيين ، حافظوا على الأمن والأمان والاستقرار ، وهي من ثوابت هذا الشعب التي لا يمكن المس بها او التطاول عليها ، وهذا ما زاد اعجاب العالم من شرقه الى غربه ، بهذا الحراك الوطني ، وبهذا الانسان الاردني ، الذي لا مثيل له ، ولا رادع له ، الا الشعور الوطني ، الدافع المحرك الوحيد لكل هذه الحراكات العقلانية .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 11088
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم