حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 17609

الماجستير والدكتوراه بين مكانة الدرجة وبروتوكول المناقشة

الماجستير والدكتوراه بين مكانة الدرجة وبروتوكول المناقشة

الماجستير والدكتوراه بين مكانة الدرجة وبروتوكول المناقشة

11-02-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

في فترة من فترات الدولة الاردنية كان من يجيد القراءة والكتابة ضمن مؤسسات الدولة المختلفة هو صاحب الحظ الأوفر بالتنسيب للدورات والترفيعات والإمتيازات المختلفة ، ثم تطورالأمر إلى من يحمل شهادة (المترك) الثالث الإعدادي، ثم الثانوية العامة ، ثم درجة البكالوريوس ، ورافق ذلك كله العدد الهائل من الجامعات الرسمية والأهلية والأعداد الكبيرة من الطلاب الخريجين وارتفاع نسبة البطالة بين مختلف التخصصات وكان ينظر لحملة شهادات الدراسات العليا نظرة إجلال وإكبار وتميز حيث ان من يكون ضمن هذا المستوى العلمي لا بد من تمتعه بمميزات خاصة مكنته من الحصول على هذه الدرجه وكان للحصول على شهادة الدراسه العليا أمر في غاية الصعوبة سواء من الناحية المادية او من الناحية التحصيلية ومع مرور الوقت انقشعت تلك الغيمة عن هيبة درجة الماجستير الأمر الذي دفع بالبعض إلى التوجه لأكمال الدراسات العليا فأصبح العدد المقبول ضمن برامج الماجستير والدكتوراه اكبر بكثير مما هو متوقع في كل عام فالروتين يتسرب إلى قاعات المحاضرات الخاصة بتلك الدرجه بعد ان استوطن قاعات البكالوريوس ، فما على الطالب إلا إنهاء الساعات المقررة في التخصص الذي قبل فيه ولن تجد فارق كبير بين الطريقه او دسامة المضمون الذي يقدم داخل قاعات المحاضرات ثم ما عليك إلا التقدم لإمتحان الشامل إذا كان هذا مسارك المحدد وبعدها تصبح ضمن فئة الدراسات العليا دون مرورك بتجربة البحث لاعلمي الحقيقية ، أما ذا كان المسارالمحدد هو مسارالرسالة فطريقة كتابة البحث تظهر للوهلة الأولى بأنها أكثر تعقيداً وصعوبة ولكن ما أن يتم الامر حتى تجد انها ممتعة للغاية بعد تحديد المشرف –انت وحظك- يتابع معك الأمور أول بأول من اختيار العنوان وحتى استلام المصدقه الجامعية . كل ذلك يظهر من خلال السطور بسهولة ويسر ولكن على ارض الواقع الأمر مختلف تماما ًفقد يرسل لك القدر مشرف صاحب"روح طويلة" فبقوله المتكرر عند كل معضلة أذهب أنت وربك فقاتلا إلى قول "دبر حالك يا أخي ....انت طالب ماجستير مش بكالوريوس ......" فبعد الكتابة وشعورك بالإنجاز تصم أذانك عبارة المشرف "شو هالشغل هاد كلها خرابيط ارجع مره تانية وعدل يا اخي ..." وتستمر على هذا الحال اشهر طويلة. تكثر سفرات المشرف ومؤتمراته وأعتذارته بين الحين والأخر يتركك تتصارع مع هاتفه المحمول المغلق او خارج التغطية ، تعيش بين مطرقة المجتمع الذي يراك قد تأخرت بالتخرج وأنك أطلت الإقامة في الجامعة والكل يبرر ذلك بأن مرحلة الماجستير تحتاج إلى جهد وتعب كبيرين وأنك طالب فاشل فأبن فلان قد تخرج بعد مرور سنة واحدة فقط وبتخصص غاية بالصعوبة ، وبين سندان المشرف الذي يقرر بأن رسالتك لا تصلح للمناقشة بعد ان تكون قد وصلت إلى المراحل النهائية منها ، وعندها قد تضطر إلى تغيير المشرف والذي لن يقبل بإكمال العمل حيث انتهى زميله وعندها عليك البحث عن موضوع جديد والإلتزام بصفر الساعة لفتره زمنية جديده . كل ذلك يرافقه روتين قاتل تختلف فيه الأراء والتي تبدأ من لجنة الدراسات العليا على مستوى القسم مروراً بنفس اللجنة على مستوى الكلية وللبحث العلمي نصيباً من الملاحظات حتى تصل إلى لجنة المناقشة وعندها مهما وصلت من الدرجة في الكمال لا بد من وجود ملاحظات تعتمد على عدد من الامور منها : علاقة المشرف بأعضاء اللجنة والتي تقوم على نظام المجاملة لكي يتم استدعائه لمناقشات اخرى ، وخبرة أعضاء اللجنة فمنهم من تكون ملاحظاته قيمه وفي صلب الموضوع وتثري البحث ومنهم من أتعبته الفاصلة المنقوطة وعلامة التعجب وتنسيق الهوامش والسبب أن إطلاعه على الرسالة كان فقط قبل المناقشة بدقائق إذ لم يكن خلالها . حضور الأهل أو ما يسمى جمهور المناقشة مع (الحلوان) والقهوة والورود يجعل الأمر اشبه بنظام (تحصيل حاصل) فهل هذا فعلاً ما يحدث في الجامعات الأجنبية؟ وبعد الأنتهاء وإقرار صلاحية ذلك البحث للنشر والطباعة وبعد إجراءات التغليف والإعداد وعدد النسخ لتحفظ بجانب زميلاتها ، تبقى كذلك حتى يصل لها باحث آخر له موضوع قريب منها عندها تدب فيها الحياة لدقائق معدود على آلة التصوير لتعود من جديد حبيسة الرفوف والخزائن . وكل هذا لا يعني عدم وجود رسائل تستحق فعلا درجة الإمتياز بالتقدير من حيث جودة المضمون وجدية المناقشة والفائدة التي قد تبنى على هذا النوع من الابحاث على المدى البعيد والتي يمكن الإفادة منها . لذا لا بد من إعادة النظر ليس فقط بالتخصصات المطروحة في كل جامعة ولا بمعدلات القبول وشروطها والرسوم المقررة بل أيضاً بالطريقة التي تمنح فيها الدرجة والتوقف عن طباعة أبحاث مكررة من حيث الشكل والمضمون وتنتهي صلاحيتها بعد إطلاق الألعاب النارية ، فجامعاتنا الحكومية والخاصة فيها كفاءات من أعضاء هيئة التدريس تشهد لها الجامعات الأجنبية قبل العربية والمحلية فلماذ لا تستغل خير أستغلال لخدمة البحث العلمي والمجتمع وأن لا يكون دورها شبيه بدرجة كبيره بدور المعلم الذي يدرس صفوف أولية ، فعضو هيئة التدريس يصله الطالب بفكر ومستوى ثقافي معين ومحدود ويكون لديه الإستعداد لتشكيله بمختلف الطرق داخل قاعة المحاضره ومرافق الجامعة ، وعندها سيعود إلى نقطة البداية والتي قد تنتهي به احد حاملي الشهادة الجامعية العليا من ماجستير أو دكتوراة ويعد ضمن صفوف البطالة ويرتفع عدد العاطلين عن العمل بالشهادات العليا ويكون احد عوامل المواساة للعاطلين عن العمل من الشهادت الجامعية الأولى وعندما يذكر العدد يرتفع صوت الصفير مع عبارة ((الله اكبرللهدرجة وصلت البطالة عنا )).  


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 17609
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
11-02-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم