حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 20729

زفير حياة

زفير حياة

زفير حياة

31-01-2018 08:26 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : رهف الحنيطي
تتكدّس المشاكل في عقولنا، يبدو أن القلب لم يكن قادرا على احتواءها ففاضت منه فينا و باتت تأتي مع كل شهيق ولكنها لا تخرج مع كل زفير،أرجوك! كم زفرة تريدين كي تخرجي دون أن تطرقي باب الغصة مرة أخرى؟
أشباح تتراقص على طبول الحرب الباردة...حرب مع الذات.
لعلها تكون تحديا يراهن على تحمّلنا المشقات النفسية قبل الجسدية،كغربة مريرة يذوقها صبيَ في مقتبل العمر،كموظف يتم الخصم من مرتّبه الشهريّ بسبب زياراته المتكررة لأمَه المريضة في المشفى،كفتاة طيّبة تخلع نظراتها البريئة قبل خروجها من المنزل و تلبسها شرارة مفترسة لترمق أي مواجهة قبل حدوثها بازدراء تعلن فيها الويل لمن يحاول أن يجرح أو يستنقص من أنوثتها،كتلميذ يستقبل عامه الدراسيّ بقول أحد الأساتذة:"انتو جيل فاشل،وماخذ الحياة لعب ومسخرة"،كطالبة أو موظفة مميزة تواجه العبء ذاته "المرأة عدوة نفسها" قد تكون تلك ضريبة نجاحها.
"الانسان قلب الوجود" هكذا قال ابن عربي،هنا تكمن الوجودية...في الانسان،أما الأس فهو الذي ذكره كاتب في احدى كتبه:"الانسانوي قلب القيم". و ما زلنا نغضّ
أبصارنا عن الحقيقة و نحّب أن نتجرع الجهل خوفا من ألم و وجع الحقيقة،لكنّها حقا أجمل من أيَ عشق،ان آلمتنا الحقيقة يوما فلنيقن أنها هي بنفسها أول من سيربت على كتفنا مواسية ايانا،و ماحية ذنب جهلنا شرط أن نؤمن بها و نخلص لها.
هنا تتردد أصداء الحق بأن الربح الخسيس هو الخسارة عينها،المشاكل التي ذكرناها آنفا أضاعتنا حتى عن طريق التيه ذاته فازدحامها عادة ما ينتهي بصراع رجال على نقاش سياسيّ يمتد نحو ساعتين أو ثلاث أو...قل ربي أعلم بعدَتها،و نساء يتركن بصمة جدارتهن بذكر وصفة لطبق ما.
في خضمّ الأجواء المزدحمة بالمشاكل التي قد كوَنت ضبابا يحذَر من تحوّل البرودة الى صقيع نصَك منه على أسناننا بسبب نخر ذاك الصقيع المستمر في هيكل ما نمرَ به،و هذه المشكلة ربّما تكون على هيئة قيم مفقودة أو ماهية مفهوم غير معرّفة لأهمية التوازن بين أصالة الأفكار و فعاليتها مثلا،أو على هيئة جماعة تعتقد بأن المجتمع الاسلامي لن يرجع لفاعليته تلك الّا بارجاع (الأول) أي الصورة الزمانية و المكانية الأولى أيام النبي صلّى الله عليه وسلّم و ذلك بعدم ادراك منهم أن الارجاع يكون ب (الأصل) و الذي هو أساس الدين و الوجودية التي تعيدنا للتأسيس اذ ان المشكلة ليست بفساد الأساس بل بعدم وجوده أصلا.
فمن الّانا سيختار طريقة زفيره؟ بين الحياة وحياتنا نحن،بين الحقيقة و...لن أقول الجهل بل أذكر المصيبة الأعظم التي بين الحقيقة والحقيقة المزيفة التي نزعم أنها الحق!


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 20729
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم