حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 10640

الحق في ارتكاب الجريمة هل أصبح موافق عليه اجتماعيا؟

الحق في ارتكاب الجريمة هل أصبح موافق عليه اجتماعيا؟

 الحق في ارتكاب الجريمة هل أصبح موافق عليه اجتماعيا؟

27-01-2018 08:55 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د.ميساء قرعان
ما لا يمكن انكاره او التغاضي عنه أن وسائل التواصل الاجتماعي اصبحت بمثابة مركز استطلاع للرأي العام بل وللتوجهات ، وللمهتمين بدراسة الظاهرة الاجتماعية او التنبؤ بها فهي قاعدة بيانات حقيقية، فما يكتب فيها تعقيبا على حدث يكتب بعفوية وكردة فعل حقيقة غير مزيفة،
منذ سنوات قليلة كانت ردة الفعل المجتمعي على أي حادثة انتحار بافتراضها جريمة وان مرتكبها لا محالة الى النار، القناعات الدينية لم تتغير، غير أن ظروفا اقتصادية واجتماعية ونفسية ضاغطة جعلت من ذات المجتمع يبرر التوجه للانتحار ويضيف إليه تفسيرات واقعية، بمعنى أن المواطن في كلتا الحالتين يعيش في جهنم، ولأن القيم والضوابط الاجتماعية والمعايير لم تكن يوما بمعزل عن الظرف الاقتصادي والمعيشي فهي تتغير تباعا للتغيرات الاقتصادية، وإن تأخرت عنها كما تحدث علماء الاجتماع إلا أنها أصبحت لا تتأخر كثيرا وهذا قد يعزى الى تسارع الضغوطات الاقتصادية وتسارع في ازدياد ضنك المعيشة، إلى هنا كنا نحذر، والى الآن لم نزل نحذر مع المزيد من المخاوف فيما يخص اختلال منظومة القيم التي ستتيح الفرصة ان اختلت أمام تطور وسائل جرمية وستعمل على ازديادها بشكل غير مسبوق.
وباعتقادي أن المحرضات موجودة وكانت تزداد مع كل تغول جديد من قبل الحكومات على جيب المواطن، أما مظاهر ما قد ستكون عليه الظاهرة "الانحراف المجتمعي" فهي ملاحظة أيضا لمن يهتم بملاحظتها.
إن اضفاء صفة الشرعية على السرقة او محاولة السرقة أو التعاطف مع الجاني أو حتى عدم اتخاذ ردة فعل رافضة لهذا الكم من الجرائم ما هو إلا دليل على أن المواطن اصبح منسحبا من واقعه، وهو في طريقه إلى انحلال القيم، ولا ألومه، لانني أتبنى مقولة أن القيم المجتمعية وليدة الظروف، لكنني أخشى عليه، وأخشى على هذا المجتمع من الانزلاق إلى الفوضى، الفوضى التي ستخلف دمارا على دمار
هذه الفوضى لن تكون منظمة ولن تكون متعمدة، هي كما الماء الذي لا يجد له مسربا فيفجر الصخر ضجرا.
ويا سادتي يا كرام، هذه المشكلة التي بدت تطفو على السطح لن تحل بخطب دينية، لأننا جميعا نعرف الحلال والحرام، وما لا يعرفه من يسوقون البلد إلى الهاوية أن الانسان في مرحلة ما يصل الى مرحلة التحلل من المعايير ليس برغبته ولكن لكثرة حجم الضغوط التي يشعر بها، فيغيب الخط الفاصل بين ما هو مباح وغير مباح وبين الخطأ والصواب، فيفقد اهليته كمواطن صالح رغما عنه وليس باختياره
ولست أدري حتى اللحظة...هل بامكاننا ان نتلاشى تفشي الظاهرة فلا نصل مرحلة الايمان بالحق في ارتكاب الجريمة؟؟


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 10640
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم