حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 14992

شرعية الحُكم وشرعية الهدم

شرعية الحُكم وشرعية الهدم

شرعية الحُكم وشرعية الهدم

16-01-2018 12:24 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
منذ اربعة عشر قرنناً واكثر شرع الله لعباده ما يُنظم حياتهم ويفسر امور متشابهات وغير متشابهات ، وقد سخر الله لهذه البشرية جمعاء هادياً ومبشراً ونذيراً ، وقد خص الله أُمة الضاد بهذه الرسالة فيما جاءت هذه الرسالة جامعة لمن ابتغى الاسلام دينناً ،وقد نُزلت صور القران الكريم على ال البيت واصطفى منهم نبينا الاكرم محمد عليه السلام ليكون داعياً الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، وقد تم نشر هذا الدين في قالب اتسم باللين والاستحباب لا بالسيف والُرمح كما يدعي البعض من الذين يُريدون من ادعائاتهم الباطلة الا تشويه ما لا يُمكن تشويهه ، فالحفظ من الله كان حتمياً لهذا القران ولهذا الدين ولم ولن يكن هناك نوعاً من الاستجابة من قبل كل مسلم لما تم الادعاء به لان العقيدة الربانية الراسخة لم تكُن من صُنع البشر او من خزعبلات الذين طغى على قلوبهم وعيونهم الظلال والظُلم .
ومن هذه الايات التي تنزلت على الاخيار والاطهار من بني هاشم الغُرالميامين والرسالة الربانية والتي نال شرف حملها نبينا الكريم محمد بن عبدالله جاءت الشرعية التي لا يمكن ان يتجاهلها الا اصحاب عيون رمداء وقلوب عرجاء ، فكان حُكم ال هاشم بالكلمة والفعل الحسن والقُدوة التي تُحتذى ويحتذي ويسير في ركبها بها كل عاقل ومؤمن بما انُزل عليه من ايات بينات جعلت الناس يهرولون من الظُلمات الى النور ، واصبح كل ذي حق ينال حقه بما يتماشى مع الشرع الحنيف ولا يُخالف ما جاء في القران الكريم ولا يُجافي ما جاء في السُنة النبيوية ، فما تمتع به محمد بن عبدالله عليه افضل الصلاة واتم التسليم كان دافعاً من كل من كان حوله ان يتبع هُداه ويأخذ بسنته ، وهذا نابع من شرعية الرسالة التي كان يحملها ، فلا هظم ولا ظُلم ، ولا فساد ولا افساد ، فلكل سواسية في الدين ، ولا فرق بين اي من الذين اتبعوه مهما كان اللون او الجسم او الحجم الا بالتقوى الامر الذي جعل كل من كان في قلبه زيغ ان يتحول الى الدين القويم والدين السليم ويتبع صاحب الرسالة وصاحب الشرعية .
وما ان انتشر الدين الحنيف واصبح يُغطي ارجاء العالم الرحب حتى ان قيض الله لهذه الامة ومن سُلالة هادي البشرية رجال عاهدوا الله على ان يكونوا خير من يخدم هذه الاُمة التي اجتباها الله على سائر الاُمم ، فمن الحجاز استلم الراية شرفاء مكة وحماتها وسدنتها من ال هاشم فكان الحسين بن علي ، والملك فيصل ،والملك غازي والملك عبدالله بن الحسين هم من حملوا رايات الاسلام وعزة الامة فكان كل منهم يذود عن الحمى العربي من سطوة المُستعمر وكل ما حاول ان يمس هذه الارض التي بارك اله فيها من ارض الشام وحتى فلسطين ، ولما لهذه الثُلة من شرعية في مواصلة حمل هذه الرسالة النبيوبة الشريفة فقد تمكن كل منهم في بسط الامن والنظام على كل شبر عربي جراء ما يتمتعون به من صفات قيادية نابعة من المحبة والايثار ، ناهيك عن ان كل عربي كان يتفيئ ظلال الحكم الهاشمي كان لديه شعور غامر بالارتياح ، فلم تُراق نقطة دم ، ولم يُقتل اي فرد كان حتى لو انه خالف الاوامر او خرج عن القانون ، فكان الحكم للدين الذي لا يفرق بين اي من ابناء العروبة الذين انصهروا في بوتقة الوطن العربي الكبير ، وما ان استهان بعض الاعراب في اوطانهم حتى وقعت الاراضي العربية تحت حُكم امُستعمر الذي لم يكن هدفه سوى التفريق والتقسيم والتجزيئ حتى يسهل عليه النتشار والسيطرة على كل شبر عربي ، من اجل نهب خيراته وما في باطن ارضه من موارد كبيرة تعود بالنفع على هذه الاُمة التي اختارها الله بالخير على سائر الاُمم ، وبالرغم من ذلك فقد واصل اصحاب الشرعية من ال هاشم بمواصلة خدمة الامة حتى يقوى عودها وينعم اهلها بالاستقرار والامن والامان ، واستمر العطاء والجد والجهد ، واخذت كل دولة تم تقسيمها استعمارياً تبحث عن مصلحتها ونفسها بعد ان كان اصحاب الشرعية يسعون الى هدف واحد ودولة عربية واحدة ، فسُفكت الدماء من أجل نيل السلطة ، ومن أجل الاستحواذ على خيرات الاوطان والافساد فيها ، وانتشرت النزاعات والحروب والصراعات ما بين السلطة والمواطن في كثير من الدول العربية التي قسمها الاستعمار ، فتشرد الناس الى كل أرض وافترشوها والتحفوا سمائها وتحولت الدول التي تحكم مظلتها الشرعية الى موئل للاحرار وحضن دافئ لكل لاجئ ، والذين يُنادون بالعدلة ويطالبون بالحرية ويسعون الى الحصول عليها ،وكانت الاردن ولا زالت بحُكمها الشرعي مضرباً للمثل في التلاحم والتشارك ، فلم يُراق على شوارعها الدم ولا في سجونها ، ولا على ارضها الهدم انطلاقاً من قاعدة تم تاسيسها قبل اربعة عشر قرنناً اساسُها متين ، ودستُورها القران وولاة الامر من بني هاشم ، وهنا شتان ما بين من يحكم متوشحاً بالشرعية التي اصطفها الله لال هاشم الاطهار،وما بين من يحكُم متوشحا بالدم والهدم .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 14992
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم