حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 12988

هذا قدرنا والتاريخ لا يرحم

هذا قدرنا والتاريخ لا يرحم

هذا قدرنا والتاريخ لا يرحم

09-01-2018 09:06 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد الشواهين
يتعرض الأردن هذه الأيام لتحديات صعبة ، القدس التي اعلنها ترامب عاصمة للكيان الصهيوني ، اصابتنا في مقتل ، فكان هذا الرفض القاطع الذي شهده العالم اجمع ، والموقف الأردني الشجاع قيادة وحكومة وشعبا .
القدس تحظى بوصاية ورعاية هاشمية ، منذ أمد بعيد ، وتجذرت هذه الوصاية على المقدسات الاسلامية والمسيحية ، في القدس الشريف ، في معاهدة السلام مع دولة اسرائيل ، اليوم حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة ، بدأت تقوم بأفعال وتصرفات ، من شأنها المساس بهذه الحقيقة الناصعة ، التي هي بالنسبة للأردن ، مسألة حياة او موت ، فلا يمكن بأي حال من الأحوال ان نتنازل عن هذا الحق التاريخي والشرعي ، مهما كلفنا من تضحيات ، ولن يمر الا على اجسادنا ، فليس الأردن الذي يتخلى عن ثوابته ومبادئه .
والآن اذا اراد بعض الاشقاء العرب والمسلمون التخلي عنا ، لنواجه هذه الكارثة وحدنا ، فالتاريخ لا يرحم ، ولكن ما زال لدينا الأمل ، فالقدس هي وقف عربي اسلامي ، ولن يتخلى عنها الا انهزامي او متخاذل ، وان المفروض ان الأمتين العربية والاسلامية تقفان الى جانب الأردن وفلسطين ، قبل فوات الأوان ، فالأردن الذي حافظ جيشه العربي ، على القدس الشرقية ،وعلى الضفة الغربية ، لن يفرط بأي حق من حقوقه ، بما في ذلك المسجد الاقصى وحائط البراق وكنيسة القيامة ، على الرغم من ان كل قوى البغي والطغيان ،راحت تتحالف مع العدو الصهيوني الغاصب ، ضاربة عرض الحائط ، قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقدس والمقدسات .
الأردن كما هو معلوم ، قبل بكل قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية ، وقبل ايضا بحل الدولتين ، دولة فلسطين ، تقوم على التراب الوطني الفلسطيني ، على حدود الرابع من حزيران العام 1967، وعاصمتها القدس الشريف ،لكن حكومات اسرائيل المتعاقبة واسوأها الحكومة الحالية ، تعمل كل ما جهدها ، لتعطيل هذا الاستحقاق ، مستغلة عامل الوقت ، وخلق وقائع جديدة على الأرض ، بغية تهويد مدينة القدس اولا ، وابتلاع ما تبقى من الضفة الغربية ثانيا ، كي لا يتبقى ما يُتفاوض عليه .
لا ننكر اننا في الاردن في موقف لا نحسد عليه ، وان اصرارنا على رفض قرار ترامب المتعلق بالقدس ، لن يمر بدون ثمن ، ونحن ندرك اننا سوف ندفع ثمن رفضنا وعدم خنوعنا ، وهذا يتوجب منا رصّ صفوفنا ، وتحصين جبهتنا الداخلية ، والوقوف خلف قيادتنا ، وقواتنا المسلحة واجهزتنا الأمنية .
يبقى السؤال ماذا عن الحل السلمي للقضية ! كدولة وكنظام رسمي لا يمكن ان نتخلى عن خيار حل الدولتين ، ولكن في نفس الوقت يتوجب علينا ان نبقي كافة الخيارات مفتوحة امامنا ، بما في ذلك ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة ، وحينها سوف نرى من يقف معنا ، ومن سوف يتخلى ويخذلنا ، فالانبطاح ليس من طبع الأردنيين ، ولا من طبع الشرفاء من العرب والمسلمين ، ومرة أخرى اقولها التاريخ لا يرحم .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 12988
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم