سرايا - سرايا – تتناهى لمسامعنا بين فينة واخرى بعض القرارات سواء المعلنة أو التي يجري اخفاؤها والصادرة عن الاجهزة التدريبية لمنتخبات الفئات العمرية في اتحاد كرة القدم، والتي تقضي باستبعاد بعض اللاعبين من تشكيلة المنتخبات والغالبية منهم من النجوم البارزين من دون التطرق للأسباب الرئيسية والتي في الغالب ترسل للاندية لرفع العتب واللوم عن الاتحاد او الجهاز الفني للمنتخب، وفي الوقت الذي نشد فيه على ايدي هذه الاجهزة لاسيما اذا كانت الاسباب تتعلق بسلوك اللاعبين داخل الملعب أو خارجه واصرارهم على استقلال مركب التمرد بالتجاوز وعدم الانصياع لتعليمات الكادر الفني أو الاداري.
 
وعندها وبعد استنفاد سلسلة من جهات الصلح والتسامح يضطر الجهاز الفني الى اطلاق رصاصة الرحمة على العلاقة بينه وبين اللاعب ليس لعدم قدرته على العطاء والا لما تم استدعاؤه اصلا، وانما لارتفاع منسوب (التمرد او الاساءة) فيكون الحل الاخير بالاستبعاد حتى لا تصيب هذه العدوى بقية اللاعبين.
 
وبالتأكيد فان الكثيرين يتعاطفون مع القرارات الجريئة للمدربين ما دامت بعيدة عن الشخصنة او النادوية، ولعل المتابع لتكرار حالات الاستبعاد في منتخبات اتحاد الكرة في غضون السنتين الماضيتين يلمس مدى اتساع رقعة هذا الوباء الذي يحتاج الى علاج شاف، ففي العام الماضي عندما (تمرد) لاعب الرمثا حمزة الدردور وسحبت منه شارة رئيس الفريق في منتخب الشباب من مواليد 91 ، اضطر المدير الفني محمد عبد العظيم الى ابعاده، ولكن سرعان ما تراجع عن قراره في ظل الضغوطات التي مورست عليه خاصة بعد تعثر الفريق في المباريات الودية قبيل خوض معمعة التصفيات الآسيوية، فأعاده مكرها ليفرض الدردور نفوذه على حساب المدير الفني، الذي لم يجرؤ على استبداله الا في لحظات عصيبة.
 
ويعود مشهد استبعاد النجوم من جديد وفي هذه المرة مع المدير الفني للمنتخب الاولمبي علاء نبيل، الذي استبعد قبل عدة أشهر لاعب الوحدات عامر ابو حويطي بعد ان نفد صبره من تكرار التجاوزات التي وصلت لادارة النادي وتولدت القناعة بأن الاسباب لم تأت من باب تصفية حسابات او ضمن اجندة خاصة، ويواصل علاء نبيل حظه العاثر فقام قبل ايام باستبعاد كابتن المنتخب ولاعب الاهلي محمد عمر الشيشاني لتزداد مهمته صعوبة وهو يفقد ابرز لاعبيه ناهيك عن الحارس(المبدع) صلاح مسعد الذي ما يزال يعاني من اصابة لم يتعاف منها حتى الآن، ولعل غياب الاستقرار يجبر الجهاز الفني على البقاء تحت رحمة الاحلال والتبديل الامر الذي يضعف عوامل الانسجام في ظل اقتراب موعد الاستحقاقات الرسمية.
 
وبعد هذه المشاهد ما اريد قوله ان تعليمات اتحاد الكرة لم تعالج مثل هذه الحالات بصورة صارمة بما يفرض باللاعب التفكير مطولا قبل ان يحاول ابراز عضلاته على الجهاز الفني، لكون المادة المتعلقة بهذه الحالات لا تكفي لمعاقبة اللاعب المسيء ولان تمثيل المنتخب يعتبر بمثابة الشرف الكبير لأي لاعب، ولهذا يجب ان يكون صاحب هذا الشرف أهلا لهذه الثقة، وهذا يدعونا بان لا تمر مثل هذه الحالات مر الكرام وهي تحتاج من اتحاد الكرة الى وقفة تأمل لاعادة النظر، وتطبيق تعليماته التي هي الاخرى تحتاج الى اعادة نظر، لكون المادة الثالثة من شؤون اللاعبين وبالاخص البند 11/3 ، والذي ينص على ان اللاعب الذي يمثل المنتخب ويتغيب او يمتنع عن الانضمام الى المنتخب من دون عذر قانوني يتم التحقيق معه لتحديد الاجراءات الرسمية التي قد تصل الى حد الايقاف عن المشاركة في اللأنشطة الرسمية المعتمدة لدى الاتحاد لمدة سنة ميلادية وقد تصل الى حد الشطب في حال تكرار الغياب لا يكفي لمعاقبة اي لاعب لكون هذا البند لم يتطرق الى اللاعب الموجود اصلا في المنتخب ويتعمد الاساءة او تجاوز التعليمات، ولهذا يفترض ان لا يكتفي الاتحاد بعملية الاستبعاد فقط وعليه ان يعدل تعليماته بما يضمن معاقبة اللاعب لكي يكون عبرة لغيره وعليه ان يفكر ألف مرة قبل (تطنيشه) لتعليمات الجهاز الفني او الاداري والا ستصبح الامور خارج أطار السيطرة، وقبل ان اختتم حديثي لا بد من التساؤل: لماذا يصر الاتحاد على تغييب المختصين النفسيين عن مرافقة المنتخبات بهدف (تجريع) اللاعبين بالكثير من المفاهيم خصوصا ان بعض المستبعدين يعانون من مشاكل خارج الملعب يصعب التطرق لها في هذه السطور.
عن الغد

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا