بقلم :
ساروي لكم هذه المره قصة عشتها شخصيا في العام ١٩٩٨ .
كنت يومها محررا للشؤون المحليه في اسبوعية البلاد عندما تلقيت دعوه من احد الاحزاب الاردنيه للسفر الى ليبيا ضمن برنامج سنقابل خلاله الرئيس الليبي انذاك معمر القذافي .

بعدها بايام كنا نتواجد في المطار واذكر ان من ضمن الوفد الاعلامي الزميلين العزيزين اياد خليفه وجمال الدويري لكننا كوفد اعلامي فوجئنا بوجود مجموعه من الاردنيين يرتدون الشماغ الاحمر والعبي الفاخره ويصعدون معنا في الطائره المتجهه الى طرابلس وعندما سألتهم عن صفتهم لمرافقتنا في الرحله قالوا لي : احنا شيوخ عشائر ورايحين نساند ليبيا ومواقفها ضد امريكا ؟؟
للامانه لم اعرف اي من هؤلاء الذين ادعوا انهم شيوخ عشائر اردنيه رغم انني خضت معهم الف نقاش من اجل التواصل معهم علني استدل على صديق مشترك يؤكد لي مشيخة هؤلاء .. لكن عالفاضي .
المهم وصلنا الى طرابلس وتم استقبالنا وكاننا من احفاد عمر المختار ثم اوصلونا الى افخم فندق في طرابلس وهو فندق المهاري ووزعوا علينا غرفا فاخره لكل منا مع امكانية الاتصال باي دولة من دول العالم وبالمجان .
للامانه فقد استغربت هذه الحفاوه البالغه حتى انهم وضعوا شخصا يتواجد في الاستعلامات لخدمتنا في اي شيء نطلبه من خارج الفندق فكنت استعين به لطلب تكسي اذهب به الى السوق من اجل شراء بعض الهدايا .
المهم بعد اثنا عشر يوما حانت لحظة لقاءنا بالرئيس الليبي معمر القذافي حيث نزلنا من غرفنا ونحن متلهفون لرؤية هذا الزعيم المثير للجدل ولاننا كنا قد اعطينا وعدا بمقابلته عدة مرات الا انه كان يغير في كل لحظه مواعيده فيقوم مرافقوه بتأجيل موعدنا لليوم التالي .

المهم بعد كل هذا الانتظار والايام التي تلتها ايام حضر باص كبير امام الفندق واصطحبنا الى مقر القذافي ؟؟
بدأ الباص مسيره في العاصمه الليبيه مدججا بالحراسه بالسيارات من الامام والخلف واذكر انهم اجبرونا على اغلاق ستائر الباص حتى لا نعرف الى اين نتجه " هكذا اذكر والله اعلم " حتى وصلنا الى قصر كبير يوجد به خيمه خضراء اللون ما ان دلفنا داخلها حتى كان القذافي يستقبلنا مفعما بابتسامه عريضه .

المهم جلسنا قبالة الرجل وبدأ بتحدث بامور عامه وخاصه وما هي الا لحظات حتى سخن خطابه لافاجىء بشيوخ العشائر المفترضين الذين كانوا يجلسون خلفي قد بدؤا بالهتاف للقدافي ... يعيش معمر القدافي .. يعيش .. يعيش .. يعيش .. يليها تصفيق حار لا ينتهي .

يكمل القذافي خطابه فيشتم امريكا والامبرياليه فيزداد الهتاف فوق رأسي ... يعيش معمر القذافي .. يعيش .. يعيش .. يعيش

انتهت الزياره وعدنا للفندق لنكتشف ان الشاب الذي وضعوه لخدمتنا في الاستعلامات هو ضابط مخابرات رفيع رغم اننا كنا نعتقد انه مراسل او شيء من هذا القبيل والدليل اننا عندما نزلنا من الباص بمعيته الى قصر القذافي كان حرس القذافي يرتجفون منه ويؤودن له التحيه ويعرفونه حق المعرفه ؟؟ فاسقط بين ايدينا وخجلنا منه على ما كنا نطلب منه معتقدين انه مراسل ؟؟ مع احترامي للوظيفه ولكل من يشغلها.

عندما تواجهت مع صاحب الدعوه وهو كما قلت امين عام احد الاحزاب الاردنيه صببت ناز غضبي على ما حدث في لقاءنا مع القذافي وقلت له !!
كيف يجوز لشيوخ عشائر اردنيه ان يقوموا " بالتعييش " لغير ملكنا .
اكتشفنا اثناء بحثنا ان الاخوه لا هم شيوخ عشائر اردنيه ولا يحزنون وانهم قدموا قبل هذه المره وقابلوا القذافي بهذه الصفه وقاموا بالحصول على تراكتورات زراعيه ؟؟؟
وقيل انهم هذه المره ربما يحصلون على مبالغ ماليه قد تصل الى غرفة كل منهم حتى اننا من باب النكته كنا نراقب غرفهم بين فتره واخرى لمعرفة كيف تصل هذه المغلفات الماليه للغرف .

عدت لعمان وانا اغلي من الداخل وكتبت تقريرا في صحيفه البلاد انذاك ضد هؤلاء الشيوخ المزيفين مطالبا الدوله بالتصدى لهذه الظاهره المقيته فقامت الدنيا ولم تقعد لاكتشف بعدها ان احد هؤلاء يعمل سائق باص على خط عمان - صويلح - الجامعه وينتمي لعشيره محترمه جدا وهذه حقيقه وليست نكته وحدثت معي شخصيا واعرف الرجل حق معرفه .

الفائده في هذه القصه ان البعض عندنا يستغل الظروف السياسيه لبعض الدول العربيه وخاصه تلك التي يفرض الغرب عليها حصارا او حربا ليقوم مثل هؤلاء باستثمار مثل هذه الظروف فيقومون بتقديم انفسهم لسفارات تلك الدول على انهم شيوخ عشائر فيتم ترتيب زياره لهم مع قادة تلك الدول من اجل الدعم النفسي لذلك الشعب او الزعيم لايهامه ان العشائر الاردنيه تقف معه .
هذه ظاهره ليست حديثه ولن تنتهي وتتحمل مسؤوليتها مستشارية العشائر التي كثر اللغط حولها في كيفية اختيارها لشيوخ العشائر الاصلاء بدلا من ان نفاجىء بعد ايام بمزيفين اخرين يدعون انهم شيوخ عشائر اردنيه فيباركون في لقاء حميم مع نتنياهو لا سمح الله ان تكون القدس عاصمه للكيان الصهيوني .. فالى متى ستنتهي هذه الظاهره ؟؟
الكاتب : مؤسس موقع سرايا
Hashem7002@yahoo.com

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا