سرايا - سرايا - يحتوي المحيط الهندي على العديد من الجزر الصغيرة التي طالتها الاكتشافات الجغرافيّة الأوروبيّة وتلاها الاستعمار الأوروبي حتّى أواسط القرن العشرين، ومن تلك الجزر جزر موريشيوس التي اكتشفها البرتغاليون في أوّل الأمر في القرن السادس عشر الميلادي وبالتحديد في عام ألف وخمسمائة وخمسة، إلا أنّ أوّل من استوطن موريشيوس هم الهولنديين في القرن السابع عشر، وظلّوا بها ما يقرب من قرن من الزمان قاموا فيه بإدخال بعض المحاصيل الجديدة إلى الجزيرة، والحيوانات الأليفة، والغزلان، ومن ثمّ تلاهم الفرنسيون اللذين اتّخذوا منها قاعدة لهم في القرن الثامن عشر، وأسّسوا ميناء بورت لويس الذي أصبح عاصمة البلاد الحاليّة.
وفي القرن التاسع عشر استولت عليها بريطانيا بعد هزيمة نابليون، وظلّت تحت الاستعمار إلى عام ألف وتسعمائة وثمانية وستين عندما تمّ إعلان استقلال موريشيوس، وبعدها بثلاثين عاماً في عام ألف وتسعمائة واثنين وتسعين تمّ إعلان الجمهورية. تقع موريشيوس في وسط المحيط الهندي على مسافة تقدّر بثمانمائة وستين كيلومتر من مدغشقر. وهي جزيرة بركانيّة تبلغ مساحتها ألفين وخمسمائة كيلومتر، عاصمتها مدنية بورت لويس التي تعد ميناء موريشيوس الأول. طبيعة الأرض في الجزيرة غير مرتفعة، حيث إن أكثر المناطق ارتفاعاُ في الوسط والجنوب الغربي لا يزيد ارتفاعها عن ثمانمائة وثلاثين متراً. وبفضل الموقع في المحيط الهندي فإنّ موريشيوس تتمتّع بطقس استوائي يسوده الدفء، وقلّة الأمطار في المناطق الشماليّة والغربيّة من الجزيرة، كما وتتساقط الأمطار بوفرة على بقيّة أنحائها، ممّا ساعد على نمو الغابات في بعض أنحاء الجزيرة، وقد ساعد على ذلك التربة الخصبة التي توجد بشكل طبيعي في الأراضي البركانيّة. سكان موريشيوس يعتبرون خليطاً من أعراق، وديانات، وجنسيات متعدّدة، حيث يتواجد جنباً إلى جنب كل من السكان الأوروبيين الذين فضّلو عدم العودة لبلادهم الأم بعد اعلان الاستقلال عن الاستعمار البريطاني وبقوا في موريشيوس وأنجبوا بها أجيالاً جديدة، بالإضافة إلى العديد من السكان من أصول صينيّة وتاميلية جلبها الاستعمار من أجل العمل من المستعمرات الشرقيّة التي كانت واقعة تحت السيطرة الإنجليزية، بالإضافة إلى ذلك يوجد العديد من العرب من جنسيات مختلفة مصريّة ولبنانيّة هاجروا إلى الجزيرة من أجل العمل، حيث إنّ موقعها يجعلها أحد الموانئ الهامّة قرب الخطوط الملاحيّة البحريّة العالميّة. يمثّل السكان الأوروبيون النخبة الاقتصادية في البلاد من حيث امتلاكهم للعديد من الأعمال والشركات التجاريّة، ويتحدّث السكان في موريشيوس اللغتين الإنجليزيّة والفرنسيّة بطلاقة بسبب الاستعمار الذي دام لمئات السنوات وأحدث تأثيراته الكبرى على الثقافة والحياة في الجزيرة.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا