حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 28064

هزاع الذنيبات .. مدرسة في الوطنية

هزاع الذنيبات .. مدرسة في الوطنية

هزاع الذنيبات  .. مدرسة في الوطنية

29-06-2016 10:23 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عيسى الخزاعلة
رحل هزاع الذنيبات الى جوار ربه راضيا مرضيا يحمل في طيات قلبه شيئا من حب الوطن ...رحل وجسده المسجى امام مودعيه يقول رغم مغادرتي هذه الدنيا الفانية يبقى الوطن شامخا عاليا بهمة الرجال المخلصين. غادر رحمه الله تاركا خلفه دروسا في الوطنية وحب الوطن.
لم يكن هزاع ابن رئيس وزراء ولا ابن وزير او مسؤول من المستوى الرفيع ولا ابن جنرال في الجيش بل كان ابن احد فلاحي ومزارعي هذا الوطن. لم يقم هزاع بدفع مبلغ لكي يتم اعفاءه من خدمة العلم التي كانت مفروضة انذاك في الوقت الذي دفع غيره من ابناء الذوات من اجل عدم لبس اللباس العسكري ولباس الشرف ولكنه (اي هزاع) لبى نداء الواجب الوطني والتحق بمديرية الامن العام كشرطي سير.
احب هزاع الذنيبات وطنه لحد الجنون فقد كان يعشق عمله كشرطي ينظم السير في عاصمتنا الحبيبة عمان . فقد سهل حبه لعمله القيام به بكل يسر ولم يكن يشكو من التعب ولم يكن يمن على الوطن ولم يطلب مقابل هذا التفاني شيئا سوى راتبه لا بل قال في احدى لقاءاته مع احدى الفضائيات الاردنية انه ياتي الى عمله مبكرا وكان يرسم البسمة على وجوه السائقين الذين يعرفونه جيدا والذين اصبح بينهم وبيه ود وحب شبه يومي . فاخلاق هزاع وحبه لعمله جعلت منه انموذجا للمواطن الصالح الذي تبنى الاوطان على كاهلهم دون البحث عن اعطيات او تكريم ما.
يقول رحمه الله في اللقاء ذاته انه حرر مخالفة واحدة طيلة فترة خدمته كشرطي سير في عمان وهذا دليل على انه يحمل الرسالة الحقيقية للموظف المثالي والرسالة الحقيقية لرجل الامن الا وهي ان الشرطي او المسؤول ليس من واجبه خلق المشاكل للمواطن او معاقبة المخالف بل تقديم النصح والارشاد له من اجل ان تدوم الحياة بشكل طبيعي يرضي الجميع. رسالة مفادها ان الشرطي ليس جابيا لا بل ان واجبه هو منع وقوع الاخطاء عن طريق النصح والارشاد والتنبيه وليس المخالفة فالشخص عديم التربية لا تربيه كل مخالفات الارض حسب المرحوم هزاع.
لو تحلى جميع موظفي الحكومة والقطاع الخاص لدينا بصفات هزاع لبنينا وطنا قويا نفاخر به الدنيا. ولو عرف كل مسؤول ما عليه من واجبات تجاه الوطن والمواطن لبنينا وطنا مثاليا. ولو عرف كل مسؤول انه يجب ان يقدم للوطن لا ان يأخذ منه فقط لبنينا وطنا لا نظير له في التماسك والقوة سياسيا وعسكريا واقتصاديا وغير ذلك من مقومات بناء الاوطان. لو عرف المسؤولون ان الوطن مفضل على جميع خياراتنا في الحياة لما وصلنا اليه من فساد ومن تدني في مستوى الثقة بين المواطن والمسؤول.
رسالة الى كل ابناء وطني الغيارى الاحرار الذين يعشقون وطنهم ان يكونوا مثل هزاع في حبه لعمله وعشقه لوطنه فلو عملنا كما كان يعمل هزاع لاصبحنا نعيش على ارض وطن مثالي في كل شيء. فان صلح الانسان صلح الوطن وان حسنت النوايا عاش الوطن وان عملنا باخلاص احبنا وطننا واحببناه.
الرحمة لهزاع الذنيبات والرحمة لشهداء الوطن الذين ضحوا بدمائهم من اجل الوطن والخزي والعار لمن باع الوطن وسرق ثرواته وشارك بشكل او باخر في الفساد. فهزاع رغم صغر دوره في الوطن الا انه كان انموذجا يحتذى به في حب الوطن لو عمل الجميع بأخلاص من اجل الوطن وخاصة موظفي الدوله في الصفوف الاولى.
وهنا لا يسعني الا ان اوجه دعوة للوطن من اجل عمل نصب تذكاري في قلب مدينة عمان وبالذات في المنطقة التي كان المرحوم هزاع يقوم بواجبه بها كشرطي سير حتى تتذكر الاجيال القادمة انه كان هناك في تلك الرقعة من الوطن شيء من حب هذا الوطن.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 28064
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم